اغتيال
الثورة ..
الاغـتيال السياسي في أي بلد وفي اي عـرف وفي أي دين هوعـمل جبان
مهما كانت الجهة التي يستهدفها .. وهو في بلد آمن مثل تونس ، تـتمـتع فيه جميع مكوناته
بالـتعايش السلمي ، والمواطـنة والاخـوّة بين أفراده كـما زرعها فـيهم دينهم
الحـنيف منذ قرون ، فانه مؤامرة دنيئة وتحريض على الفـتـنة
والاقـتـتال الداخلي الذي يؤدّي الى تـفـتـيـت وحدة المجتمع ، فـتـزهق فـيه أرواح
الابراياء ، والفـتـنة على هذا الوجه أشد من القـتل كما علمتـنا تعاليم الاسلام
السمحة حيث الدين رحمة للعالمين .. لذلك لا نجد فيه آية واحدة تحرّض على
القـتل وسفـك الدماء ، الا للذين يتعـرّضون للعدوان .. بل عـلى العكس من ذلك فانه يجرّم تجريما واضحا و يحرّم
تحريما كاملا قـتل النفس مهما كان السـبب .. قال تعالى : من قـتـل نفسا بغـيـر
نفس أو فساد في الأرض فكأنما قـتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس
جمـيعا " ( المائدة آية 32 ) . و النفس في هذا السياق تعـني الانسان دون تمـييـز ..
وعـن ابن عـباس أن النبي
صلى اللَّه عـليه وسلم نظـر إلى الكعـبة فقال : " ما أعظمك وأعظم حرمتك ، والمسلم أعظم حرمة منك قد حرّم
اللَّه دمه وماله وعرضه وأن يُظـن به ظـن السوء".
بل ان ديننا يحرّم حتى
ادنى من ذلك وهو التعذيب ، قال صلى الله عليه و سلم : " إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا . " يقول المفسرون وكلمة
الناس عامة تشمل المسلمين وغـير المسلمين ، فما بالنا بالقـتل والعياذ بالله الذي
حكم فيه الله حكما واضحا وجليا وهو كما جاء في الآية الـكريمة : " ومن يقتل مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهنم
خالدا فيها وغضب الله عـليه ولعـنه وأعد له عذابا عظيما (النساء 93 ) " .
ثم ان المقصود بجريمة اغتيال الشهيد شكري بالعيد
رحمه الله ، هي في النهاية اغـتيال
لثورة الشعـب التي تلاعـب بها البعـض كما يشاء ، و يريد ان يجهضها نهائيا البعض
الآخـر ..
ولا حول و لا قوة
الا بالله ..
(
نشرية القدس العدد 58 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق