التوبة
رحمة من الله بالعـباد ..
ان المتامّل
في آيات التوبة والمغـفـرة التي لا يقل عددها في القرآن الكريم عن ثمانين آية ، يدرك
جسامة خطا التكـفـيـر . وهذه بعـض الآيات التي تبيّن ان الله يغـفـر الذنوب جميعا ،
وأوّلها الشرك ما دام الانسان حيّا في هذه الدنيا لكنه سبحانه لا يغـفـر ذلك في
الآخـرة لمن مات على شركه .. قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْـفـِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْـفِـرُ مَا
دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [ النساء / 48 ] . وقال : { قُــلْ يَا عِـبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْـفُسِهِمْ
لا تَقْـنَـطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْـفـِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعاً إِنَّهُ هُـوَ الْغَـفُورُ الرَّحِيمُ } [ الزمر / 53 ] .
يقول بن تيميمة في تفسيره : " والله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغـفـره لمن تاب بل يغـفـرالشرك وغـيره للتائبين " ( مجموع الفتاوي / 358 ) .. بل ان الله سبحانه يبدّل سيئات الاعمال جميعا حسنات لمن يتوب توبة نصوحا ، قال تعالى : { وَالَّذِينَ لا يَدْعُـونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَـرَ وَلا يَقـْتُـلُونَ النَّفْـسَ الَّتِي حَـرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَـقِّ وَلا يَزْنُـونَ وَمَنْ يَفْـعَـلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَـفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيـَامَةِ وَيَخْـلُدْ فـِيهِ مُهَاناً . إِلَّا مَنْ تَـابَ وَآمَنَ وَعَـمِلَ عَـمَلاً صَالِحاً فَأُولَـئـِكَ يُـبـَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَـفُـوراً رَحِـيماً } [الفرقان / 68 –70 ] .
كما تبين آيات اخرى ان مسالة الحكم على الايمان أمر يرجع الى الله وحده ، و لا يـجب لأحد أن يتدخل فـيه حتى لو كان الرسول صلى الله عليه و سلم ، قال تعالى : { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } [آل عمران / 128 ] . يقول بن كثيرا مفسرا هذا الجزء من الآية :" ثم اعـترض بجملة دلــّـت على أن الحكم في الدنيا والآخـرة له وحده لا شريك له ، فقال تعالى: { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَىْءٌ } أي: بل الأمـر كله إليّ ، كما قال تعالى: فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَـٰغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ} [ الرعد: 40] وقال : { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ } [ البقرة: 272] وقال : { إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ } [ القصص: 56 ] " . والله أعلم ..
يقول بن تيميمة في تفسيره : " والله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغـفـره لمن تاب بل يغـفـرالشرك وغـيره للتائبين " ( مجموع الفتاوي / 358 ) .. بل ان الله سبحانه يبدّل سيئات الاعمال جميعا حسنات لمن يتوب توبة نصوحا ، قال تعالى : { وَالَّذِينَ لا يَدْعُـونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَـرَ وَلا يَقـْتُـلُونَ النَّفْـسَ الَّتِي حَـرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَـقِّ وَلا يَزْنُـونَ وَمَنْ يَفْـعَـلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَـفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيـَامَةِ وَيَخْـلُدْ فـِيهِ مُهَاناً . إِلَّا مَنْ تَـابَ وَآمَنَ وَعَـمِلَ عَـمَلاً صَالِحاً فَأُولَـئـِكَ يُـبـَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَـفُـوراً رَحِـيماً } [الفرقان / 68 –70 ] .
كما تبين آيات اخرى ان مسالة الحكم على الايمان أمر يرجع الى الله وحده ، و لا يـجب لأحد أن يتدخل فـيه حتى لو كان الرسول صلى الله عليه و سلم ، قال تعالى : { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } [آل عمران / 128 ] . يقول بن كثيرا مفسرا هذا الجزء من الآية :" ثم اعـترض بجملة دلــّـت على أن الحكم في الدنيا والآخـرة له وحده لا شريك له ، فقال تعالى: { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَىْءٌ } أي: بل الأمـر كله إليّ ، كما قال تعالى: فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَـٰغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ} [ الرعد: 40] وقال : { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ } [ البقرة: 272] وقال : { إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ } [ القصص: 56 ] " . والله أعلم ..
(
نشرية القدس العدد 60 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق