في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة :
تبقى الوحدة هي الحلّ .
تمرّ عـلينا ذكرى الوحدة كل عام ، فـيحـتـفل
بها من يحتفـل ، ويتألم لغيابها من يتألم ، بينما لا يتفطـّـن لمرورها غالبية
الناس المنشغـلين بهمومهم اليومية ومشاكلهم رغم أنهم أصحاب المصلحة في تحقيقها ..
ولعل من غرائب الاقدار في واقعـنا العربي اليوم ، الذي يشهد أزمات ومخاطر تكاد تعصف بوجوده ، مثلما يحدث في سوريا والعديد من الاقطار الأخرى ، أن يصبح الموقف القومي مدافعا عن الاقليمية والقطرية ، بسبب ما يتهدد تلك الأقطار من مخاطر التقسيم والتفتيت والزوال ، بعد أن كان المشروع الوحدوي يحرّض على زوالها انتصارا للوحدة ..
هكذا اذن ، لم يعد في الأمر خيارات كثيرة .. فـالفتـنة والتدمير والتحريض على القـتـل أكبر دليل على المخاطـر التي باتت تعصف بالوجود العربي من خلال استهداف مكوّناته العرقية و الدينية التي تكوّنت على مدى قرون وأسهمت في وحدته و استقراره ، اذ هي التي أسهمت في السابق في انجاز اول وحدة في التاريخ العـربي سنة 1958 ، ودعـت اليها ثم دافعـت عـنها عـندما داهما الانفصاليون بانقلابهم المشؤوم سنة 1961 ..
ولعل من غرائب الاقدار في واقعـنا العربي اليوم ، الذي يشهد أزمات ومخاطر تكاد تعصف بوجوده ، مثلما يحدث في سوريا والعديد من الاقطار الأخرى ، أن يصبح الموقف القومي مدافعا عن الاقليمية والقطرية ، بسبب ما يتهدد تلك الأقطار من مخاطر التقسيم والتفتيت والزوال ، بعد أن كان المشروع الوحدوي يحرّض على زوالها انتصارا للوحدة ..
هكذا اذن ، لم يعد في الأمر خيارات كثيرة .. فـالفتـنة والتدمير والتحريض على القـتـل أكبر دليل على المخاطـر التي باتت تعصف بالوجود العربي من خلال استهداف مكوّناته العرقية و الدينية التي تكوّنت على مدى قرون وأسهمت في وحدته و استقراره ، اذ هي التي أسهمت في السابق في انجاز اول وحدة في التاريخ العـربي سنة 1958 ، ودعـت اليها ثم دافعـت عـنها عـندما داهما الانفصاليون بانقلابهم المشؤوم سنة 1961 ..
ليس امامنا في مثل هذه الظروف الا ان
ندافع بكل ما نملك عن وحدة سوريا التي يحاول أعداؤها اليوم تحقيق ما فشل فيه الغـزاة السّابقون
بداية بالغزو المغـولي والصليبي ، ثم الاروبي الحديث ، غير أن رجالا اشداء أنجبتهم
سوريا والأمة العربية على مر العصور تمكنوا من افشال تلك المخططات .. وهو ما
يعطينا الامل في النصر مرة اخرى ، خاصة وأن تلك اللعـبة القذرة باتت مكشوفة للجميع ..
لم يعد خافيا على أحد اليوم ، بعد
ثلاث سنوات من الصراع الدموي ، الذي تتسبب فيه أطراف غريبة عن سوريا تضخ المال والسلاح وترسل الارهابيين ، لاحداث المزيد من
الفوضى ، والدمار ، والفتن .. وهو ما يجعل
مطلب الحفاظ على الدولة الاقليمية مكسبا قوميا
في مثل هذه الظروف لا بد من الدفاع عنه .. وسواء كانت الدعوة الى الوحدة القومية
أو القطرية ، فانها شرف للوحدويين على أي حال ..
(
نشرية القدس العدد 60 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق