ان
الذكرى تنفع المؤمنين ..
( نشرية القدس العدد 59 ) .
هل نحتاج في مثل هذا الوقت ان نذكّر بان فـتح مكة قد وقع
في العام الثامن للهجـرة سنة 630 م وان فـتح شمال افريقـيا كان في السنة الـ50 هـ ، الموافق لـسنة 670 م ، اي بعـد اربعـين سنة
فقط عـلى ذلك الحدث العـظـيم ليصـبح
أجدادنا الاوائل مسلـمون .. ؟
وهل نحتاج ان نقول بان الاصل في الاشياء ان مجتمعـنا
مسلم ، و اننا جميعا مسلمون منذ ذلك العهد البعـيد .. وأن الفاتحـين الاوائل عـندما أرادوا نشر هذا الديـن
في ربوعـنا ، قد اتـّـخذوا من بلادنا نقطة ارتكاز لهم ، فأقـبل عـليهم اسلافـنا مستـبشرين
، ودخلوا في دين الله أفواجا ثم اسّـسوا معهـم اوّل منارة اسلامـية في شمال افريقا
بمدينة القـيـروان ، التي أصبحت منطـلقا للجهاد والدعـوة في آن واحد .. ؟
اذا كانت هذه حقيقة مجتمعـنا التي لا
تحتاج الى تأكـيد ، فما هو الخطاب الذي يجـب ان نوجّهه للناس ؟ هل نوجّه لهم في مثـل
هذه المرحلة الدقـيقة خطابا يعـتبرهم جمـيعا مسلمين ويدعوهم للتوحد حول كلمة لا
اله الا الله ، والعمل الصالح .. ام نخاطبهم بلهجة متـشنّجة ، وغـيـر موضوعـية ، توحي بأن الكفار بيـن
صفوفهم أكثر من المؤمنين ؟
الا يستدعي الظرف الحالي الحرج في
المجالات الامنـية والاقـتـصادية ان يكون خطابنا رصـينا ، مُطمْـئنا ، يهتم
بالمشاكل الحـقـيقـية التي يعـيشها المواطـن ؟
يبدو اننا نحتاج فعلا الى فهم عــميـق
بخـطورة المرحلة ، حيث لا يمكـن ان يؤدي الشحـن ، والشحـن المضاد الا لوقوع الكارثة ، كما وقعـت يوم 6 فـيفري
باغـتيال الشهـيد شكـري بالعـيد .. والتي
يمكـن أن تـتـجه الى الاسوء بمزيد من التصعـيد كما حصل بالدعوات الغـيـر مسؤولة للمسيـرات
المضادة ..
ويـبدو اننا في حاجة ماسة الى الفهم والادراك
بان بلادنا تقع على فـوهة بركان بعـد ان وصلت الى الاغـتيالات السياسية الداخلية
التي لم يمارسها ضدنا الا المستعـمر البغـيض .. وهي بالتالي لا تحتاج الا لحديث
صادق يدعـو الناس جمـيعا للـتهـدئة ورص
الصفوف ونبذ العـنف وتجريم الاعـتداء على النفـس البشرية ... كما يـبـدو اننا في
حاجة أكـيدة للا نتباه والالتفات للمشاكل اليومـية للمواطـن الذي لا يهـمّه في مثـل
هذه الظـروف الا الحديث الجاد عـن كـيـفـية تحـقـيـق الامـن والحصول على شغـل يضمـن
له العـيش الكريم .. قال تعالى : "وَذَكِّـرْ فَإِنَّ الذِّكْـرَى تَـنفَعُ الْمُؤْمِنِـيـنَ
" ..
( نشرية القدس العدد 59 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق