سوريا
من المشروع الوحدوي .. الى مشروع التـفـتيت .
يصادف نهاية الاسبوع الماضي ذكرى
الوحدة بين مصر وسوريا في الثاني والعشرين
من فيفري / شباط 1958 ، حيث تمرّ هذه الذكرى المجـيدة في ظروف عصـيـبة يمرّ بها
الاقـليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة كما كانت تسمّى سوريا ، و كما كانت
تسمّى دولة الوحدة ..
لقد وقع ذلك الانجاز العظيم للجماهير
العربية في مصر وسوريا عندما التقت ارادتها الحرة مع الارادة السياسية للقائد الذي فجر ثورتها ذات
مساء في 23 يوليو سنة 1952 ، ثم عـمل على تفجير طاقاتها عندما آمن بقدراتها
الخارقة على الاقلاع والنهوض وكسر القيود وهو القائل : " إني أؤمن إيمانا قاطعاً أنه سيخرج من صفوف هذا الشعب أبطال مجهولون
يشعـرون بالحرية ويقدسون العـزة ويؤمنون بالكرامة" و فـعلا لم يطل الامد كثيرا حتى تمكن الشعبان من تحقيق الوحدة ..
لقد كانت سوريا في تلك الحقـبة بالذات
واقعة تحت التهديد الاجنبي على عدة جبهات ..
- كانت في الشمال تواجه التهديد
التركي الذي لم يكتف بما منحته اياه فرنسا عـندما اقـتطعـت لواء الاسكندرون من سوريا ، ليصبح تابعا لها ارضا وبشرا منذ سنة 1939 الى الآن ..
- وفي الجـنوب كانت تواجه التهديد
الصهيوني الذي يخطط للتوسع والاستيلاء على منابع المياه والمواقع الاستراتيجية كما
فعل لاحقا بالجولان والاراضي اللبناينة ..
- كما كانت سوريا تواجه المخططات
الاستعمارية التي تريد الحاقها بأحد الاحلاف الرجعـية لتكون تحت سيطـرة الدول
الكبرى فتحـيد بذلك عـن الاحلاف التي بنـتها مصر وجعلت لها قاعدة عريضة في جميع انحاء العالم تضـم الهـنـد ويـوغـسلافــيا
والعـديد من دول افـريـقـا وامريكا اللاتـنية ..
في مثل تلك الظروف السياسية والتجاذبات
هبّ الشعـب العربي السوري هـبّة رجل واحد
لصدّ جميع المحاولات ، فالتحمت جماهير سوريا الابية بقائدها جمال عـبد الناصر
طالبة الوحدة بأي ثمن ... و كان لها ما تريد .. فكانت الوحدة ردا عـلميا وموضوعـيا لدرئ الاخطار التي كانت
تحدق بوحدة سوريا في ذلك الوقت ..
فأين نحن الآن من مشاريع الوحدة أمام ما
يحاك ضدها من مشاريع التفـتـيـت ..؟
(
نشرية القدس العدد 60 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق