تحميل العدد 165 .
الوحدة العربية بين دعاتها وأعدائها ..(2) .
لا شك أن القوى المناهضة للمشروع الوحدوي في الوطن العربي لم تدّخر جهدا لتعمل على إفشاله ، وخلق مناخ عربي مشحون بالخلافات ، ملئ بالمتناقضات والمعوّقات التي يستحيل معها تحقيق أي نوع من أنواع التعاون والتكامل العربي الذي يمكن أن يسبق عادة أي خطوة تمهيدية نحو التقارب والوحدة ..
فالدول العربية التي ظهرت خلال الحقبة الاستعمارية الأخيرة للوطن العربي بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية ، قد أصبحت بالنسبة للإقليميين الذين ورثوا تلك التركة بكل ما دسّه فيها الاستعمار من تشويه ، كيانات مستقلة ذات سيادة ووجود قانوني معترف به وغير قابل للإلغاء تحت أي ظرف .. ولا تربطها ببعضها سوى علاقات الجوار أو بعض المراحل التاريخية العابرة في حياة شعوبها بعد أن أصبحت جزءا من الماضي الجامد ..!! وحتى اللغة والدين والتاريخ والحضارة والاستقرار والعيش المشترك الذي دام أربعة عشر قرنا متواصلة من التفاعل والانصهار والوحدة ، قد أصبح كله مجرّد ذكريات تفيض أحيانا ببعض العواطف الجياشة التي لا يترتب عنها سوى التعبير عن حرارة اللقاء ، بالقبلات والمجاملات وواجب الضيافة اللائق بالأشقاء .. أما التفكير في المستقبل والحديث عن الوحدة في زمن التكتلات فهذا ـ في نظر الاقليميين ـ موضوع قديم لم يعد يقبله الواقع العربي الملئ بالصراعات والمتناقضات .. وحتى الجامعة العربية التي أنشئت خصيصا لضرب المشروع الوحدوي وحراسة التجزئة ، لم تعد ذات فائدة في ظل تلك الانقسامات التي تعيشها الأمة .. وهو ما يقتضي اقامة تكتلات إقليمية بديلة : خليجية ، وافريقية ، و بحرـ متوسطية ، وشرق ـ أوسطية .. تزيد من التشتت والفرقة ، وتذهب بعيدا ليس عن موضوع الوحدة العربية فقط ، بل وحتى عن فكرة التضامن العربي في حده الأدنى .. !!
وها هو الواقع العربي كما نراه اليوم .. وقد أصبح مسرحا للصراعات العربية ـ العربية القائمة على خلفيات متعدّدة دينية ومذهبية وعرقية وطائفية ، تحرّكها نفس القوى التي كانت تقاوم المشروع الوحدوى منذ الخمسينات والستينات الى اليوم .. فاين القوى الوحدوية من كل هذا .. ؟؟
للحديث بقية ..
( القدس )
5) وهو حكم معكوس، يصدر ضد أهلنا وإخوتنا فى فلسطين . وكان الأولى أن تصدر عشرات الأحكام القضائية المماثلة ضد مذابح إسرائيل وإرهابها، ضد كل هذه الاعتداءات الإجرامية التى شنتها على فلسطين ولبنان فى السنوات الماضية وآخرها عدوان الجرف الصامد، الذى أودى بحياة أكثر من 2000 شهيد فلسطينى ربعهم من الأطفال .
6) وهو حكم متجاوز حدود الاختصاص ، حيث درج مجلس الدولة على الحكم بعدم الاختصاص فى كل ما يتعلق بأعمال السيادة ، وهو ما حدث بالفعل فى عدد من الدعاوى التى طالبت بالغاء معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية، والتى حكم برفضها من حيث انها من الأعمال السيادية التى ليس لمجلس الدولة حق التعقيب عليها.
7) وهو حكم متجاوز ايضا من حيث عدم توفر شرط الاستعجال فى نظر مثل هذه الدعوى امام القضاء المستعجل، ولقد سبق بالفعل منذ بضعة أيام أن قضت محكمة القاهرة للامور المستعجلة برفض دعوى مماثلة بسبب عدم الاختصاص.
8) ولا يشفع للحكم، صدوره فى اجواء سياسية واعلامية محتقنة ومعبئة ضد الجريمة الارهابية فى العريش، فالقضاء يجب أن ينأى بنفسه عن أى مؤثرات سياسية أو اعلامية.
9) كما أن حملات التشهير الاعلامية الموجهة ضد كل ما هو فلسطينى، والتى لم تتوقف منذ أكثر من عام هى حملات مضللة، اذ انها تتهم أطرافا فى غزة فى الضلوع فى الأعمال الإرهابية فى سيناء مع تجاهل تام لأى إشارة لأى دور محتمل لاسرائيل فيها. رغم أنه لم يثبت أبدا تورط المقاومة الفلسطينية فى أى منها، ورغم أن بوصلة المقاومة الفلسطينية كانت الدوام فى مواجهة العدو الصهيونى فقط. ورغم ان الحدود المصرية الغزاوية لا تتعدى 14 كم ، بينما حدودنا مع (اسرائيل) تزيد عن 200 كم. ورغم أن الأنفاق تم هدمها، ومعبر رفح مغلق معظم الوقت امام الفلسطينيين ، بينما معبر منفذ طابا مفتوح لدخول مئات الاسرائيليين يوميا بدون تأشيرة.
10) صحيح أنه أصبح واضحا للجميع الآن، ان النظام المصرى الحالى بقيادة السيد عبد الفتاح السيسى، قد قرر أن يبحث عن بوابة الاعتراف الامريكى الاوروبى والدولى، عبر بوابة اسرائيل، وانه فى سبيل ذلك انتهج سلسلة من المواقف التى لم يجرؤ مبارك ذاته على تهاجها، بهدم الأنفاق تحت الارض مع اغلاق المعبر فوق الأرض لإحكام الحصار على غزة، وإزالة مدينة رفح من الوجود لإقامة المنطقة العازلة التى كانت تطلبها اسرائيل منذ سنوات، ورفع درجات التنسيق الامنى معها بشكل غير مسبوق، والتصريحات المستمرة بأن السلام اصبح فى وجدان كل المصريين، وبأهمية الدفاع عن الأمن المصرى الاسرائيلى المشترك والتصدى للعدو المشترك...الخ
ولكن للأسف هناك من يصر على تسييس القضاء المصرى وأحكامه، ليس فقط فى ملف فلسطين، وانما فى عديد من الملفات والقضايا الداخلية الأخرى . وأخيرا وليس آخرا يجب التأكيد على أن تقييم حركات التحرير والمقاومة لا يتم فى ساحات القضاء المصرية أو الاقليمية أو المحاكم الجنائية الدولية ، وانما يتم فى وعى وضمائر الشعوب وفى ساحات المعارك والفداء والاستشهاد وسجون الاحتلال وقبور الشهداء .
ورغم كل
حملات التحريض الإعلامية الموجهة، الا انه لم يصدر اى اتهاما رسميا ضد اى من فصائل
المقاومة الفلسطينية من الجهات المعنية بهذا الملف فى مصر. وليس لنا أى مصلحة فى
زيادة درجة التوتر القائمة الآن بين مصر وفلسطين، فصبرا جميلا ..
ثانيا : تميز (ولا تفصل) بين المستوى الخاص، الذي قد يلتزم فيه الفرد المسلم بمفاهيم وقيم وقواعد الإسلام ، والمستوى العام الذي قد لا يلتزم فيه المجتمع المسلم بمفاهيم وقيم وقواعد الإسلام، وعدم الالتزام قد يكون مفروض بواسطة الاستعمار أو انظمه تابعه للغرب فكريا أو سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا...وقد يكون مطلوب بواسطة تيارات فكريه تغريبية.
* الحرية ليس أن يفعل المرء ما يريد ، بل أن لا يفعل ما لا يريد ..
* الناس أتباع من غلب ..
تقدموا
تقدموا
لا تفتحوا مدرسة
لاتغلقوا سجنا
ولاتعتذروا
لا تحذروا
لاتفهموا
اولكم
آخركم
مؤمنكم
كافركم
ودائكم مستحكم
فاسترسلوا واستبسلوا
واندفعوا وارتفعوا
واصطدموا وارتطموا
لاخر الشوق الذي ظل لكم
واخر الحبل الذي ظل لكم
فكل شوق وله نهاية
وكل حبل وله نهاية
وشمسنا بداية البداية
لا تسمعوا .. لا تفهموا
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل ارض تحتكم جهنم
تقدموا
لا تفتحوا مدرسة
لاتغلقوا سجنا
ولاتعتذروا
لا تحذروا
لاتفهموا
اولكم
آخركم
مؤمنكم
كافركم
ودائكم مستحكم
فاسترسلوا واستبسلوا
واندفعوا وارتفعوا
واصطدموا وارتطموا
لاخر الشوق الذي ظل لكم
واخر الحبل الذي ظل لكم
فكل شوق وله نهاية
وكل حبل وله نهاية
وشمسنا بداية البداية
لا تسمعوا .. لا تفهموا
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل ارض تحتكم جهنم
( سميح
القاسم )
الزوجة : لقد أكلت القطة طعامنا بالكامل ، ثم هربت .. !!
الزوج : لا تحزني ، سأحضر لك قطة
خير منها .. !!
لقد صدر حكمين قضائيين متاليين داخل مصر ، الاول اواخر شهر يناير يقضي
باعتبار كتائب القسام جماعة ارهابية ، والثاني أواخر الشهر الماضي باعتبار حماس
منظمة ارهابية وهو ما اثار ردود فعل كثيرة تنتقد هذه الأحكام منها ما كتبه محمد سيف
الدولة ردا على الحكم الأوّل ، جاء فيه :
هناك
قاعدة إعلامية شهيرة تقول ان " كلبا عض رجلا" ليست خبرا، وانما الخبر هو
ان " رجلا عض كلبا ". والخبر اليوم ليس ان كتائب القسام جماعة ارهابية ،
وانما ان محكمة مصرية هى التى قضت بذلك ، وليس محكمة اسرائيلية .
1) فحين تقضى محكمة القاهرة للأمور المستعجلة فى 31 يناير 2015 بأن كتائب القسام هى جماعة إرهابية ، فهى تسجل سابقة لم تحدث من قبل فى تاريخ المحاكم المصرية والعربية منذ بداية المشروع الصهيونى منذ ما يزيد عن قرن من الزمان، حتى فى أشد لحظات التوتر بين الأنظمة المصرية وبين الفلسطينيين. فمحاكم السادات لم تفعلها فى عز اتفاقيات كامب ديفيد.
2) كما أن صدور حكم قضائى مصرى بهذا الشكل فى تماهى كامل مع مواقف وادعاءات وحملات العدو الصهيونى ضد الأخ والصديق الفلسطينى، يحمل إساءة بالغة لمصر كلها وليس لقضائها فقط.
3) وهو حكم متناقض مع تاريخ قضاء مجلس الدولة المشرف فى قضايا الصراع العربى الصهيونى، الذى أصدر عديد من الأحكام لصالح القضية الفلسطينية وضد اسرائيل وضد العلاقات المصرية الاسرائيلية، مثل حكمه فى قضية تصدير الغاز لاسرائيل، وحكمه الأخير بإلغاء مولد أبو حصيرة، وحكمه فى 2009 بحق قوافل الإغاثة المصرية فى الذهاب الى رفح ومناصرة الشعب الفلسطينى فى مواجهة الحصار.
4) وهو
حكم متناقض أيضا مع الثوابت الوطنية المصرية والعربية، التى لا تزال تعتبر ان
اسرائيل هى العدو الرئيس لمصر وللأمة العربية، وترفض الاعتراف بمشروعيتها، وترفض
المعاهدات التى وقعتها بعض الأنظمة العربية معها فى كامب ديفيد واسلو ووادى عربة .
وتصر على تحرير كامل التراب الفلسطينى. وبأنه واجب على كل الشعوب العربية، وان
المقاومة هى رأس حربة، تقف وحدها فى الصفوف الأمامية لمواجهة آلة الحرب العسكرية
الاسرائيلية للدفاع عنا الأمة كلها وليس عن فلسطين فقط . وأن دعمها بكل السبل والإمكانيات هو واجب على الجميع . وان الملاحم
البطولية التى سطرتها المقاومة على مر العقود هى وسام شرف على صدر كل الشعوب
العربية، ودليل على أننا أمة حية لم تمت ولن تستسلم.1) فحين تقضى محكمة القاهرة للأمور المستعجلة فى 31 يناير 2015 بأن كتائب القسام هى جماعة إرهابية ، فهى تسجل سابقة لم تحدث من قبل فى تاريخ المحاكم المصرية والعربية منذ بداية المشروع الصهيونى منذ ما يزيد عن قرن من الزمان، حتى فى أشد لحظات التوتر بين الأنظمة المصرية وبين الفلسطينيين. فمحاكم السادات لم تفعلها فى عز اتفاقيات كامب ديفيد.
2) كما أن صدور حكم قضائى مصرى بهذا الشكل فى تماهى كامل مع مواقف وادعاءات وحملات العدو الصهيونى ضد الأخ والصديق الفلسطينى، يحمل إساءة بالغة لمصر كلها وليس لقضائها فقط.
3) وهو حكم متناقض مع تاريخ قضاء مجلس الدولة المشرف فى قضايا الصراع العربى الصهيونى، الذى أصدر عديد من الأحكام لصالح القضية الفلسطينية وضد اسرائيل وضد العلاقات المصرية الاسرائيلية، مثل حكمه فى قضية تصدير الغاز لاسرائيل، وحكمه الأخير بإلغاء مولد أبو حصيرة، وحكمه فى 2009 بحق قوافل الإغاثة المصرية فى الذهاب الى رفح ومناصرة الشعب الفلسطينى فى مواجهة الحصار.
5) وهو حكم معكوس، يصدر ضد أهلنا وإخوتنا فى فلسطين . وكان الأولى أن تصدر عشرات الأحكام القضائية المماثلة ضد مذابح إسرائيل وإرهابها، ضد كل هذه الاعتداءات الإجرامية التى شنتها على فلسطين ولبنان فى السنوات الماضية وآخرها عدوان الجرف الصامد، الذى أودى بحياة أكثر من 2000 شهيد فلسطينى ربعهم من الأطفال .
6) وهو حكم متجاوز حدود الاختصاص ، حيث درج مجلس الدولة على الحكم بعدم الاختصاص فى كل ما يتعلق بأعمال السيادة ، وهو ما حدث بالفعل فى عدد من الدعاوى التى طالبت بالغاء معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية، والتى حكم برفضها من حيث انها من الأعمال السيادية التى ليس لمجلس الدولة حق التعقيب عليها.
7) وهو حكم متجاوز ايضا من حيث عدم توفر شرط الاستعجال فى نظر مثل هذه الدعوى امام القضاء المستعجل، ولقد سبق بالفعل منذ بضعة أيام أن قضت محكمة القاهرة للامور المستعجلة برفض دعوى مماثلة بسبب عدم الاختصاص.
8) ولا يشفع للحكم، صدوره فى اجواء سياسية واعلامية محتقنة ومعبئة ضد الجريمة الارهابية فى العريش، فالقضاء يجب أن ينأى بنفسه عن أى مؤثرات سياسية أو اعلامية.
9) كما أن حملات التشهير الاعلامية الموجهة ضد كل ما هو فلسطينى، والتى لم تتوقف منذ أكثر من عام هى حملات مضللة، اذ انها تتهم أطرافا فى غزة فى الضلوع فى الأعمال الإرهابية فى سيناء مع تجاهل تام لأى إشارة لأى دور محتمل لاسرائيل فيها. رغم أنه لم يثبت أبدا تورط المقاومة الفلسطينية فى أى منها، ورغم أن بوصلة المقاومة الفلسطينية كانت الدوام فى مواجهة العدو الصهيونى فقط. ورغم ان الحدود المصرية الغزاوية لا تتعدى 14 كم ، بينما حدودنا مع (اسرائيل) تزيد عن 200 كم. ورغم أن الأنفاق تم هدمها، ومعبر رفح مغلق معظم الوقت امام الفلسطينيين ، بينما معبر منفذ طابا مفتوح لدخول مئات الاسرائيليين يوميا بدون تأشيرة.
10) صحيح أنه أصبح واضحا للجميع الآن، ان النظام المصرى الحالى بقيادة السيد عبد الفتاح السيسى، قد قرر أن يبحث عن بوابة الاعتراف الامريكى الاوروبى والدولى، عبر بوابة اسرائيل، وانه فى سبيل ذلك انتهج سلسلة من المواقف التى لم يجرؤ مبارك ذاته على تهاجها، بهدم الأنفاق تحت الارض مع اغلاق المعبر فوق الأرض لإحكام الحصار على غزة، وإزالة مدينة رفح من الوجود لإقامة المنطقة العازلة التى كانت تطلبها اسرائيل منذ سنوات، ورفع درجات التنسيق الامنى معها بشكل غير مسبوق، والتصريحات المستمرة بأن السلام اصبح فى وجدان كل المصريين، وبأهمية الدفاع عن الأمن المصرى الاسرائيلى المشترك والتصدى للعدو المشترك...الخ
كل هذا صحيح، ولكن لا يجوز بأى حال من الأحوال أن
يتورط القضاء بصفته سلطة مستقلة، فى أى توجهات وسياسات، للسلطة التنفيذية.
ولكن للأسف هناك من يصر على تسييس القضاء المصرى وأحكامه، ليس فقط فى ملف فلسطين، وانما فى عديد من الملفات والقضايا الداخلية الأخرى . وأخيرا وليس آخرا يجب التأكيد على أن تقييم حركات التحرير والمقاومة لا يتم فى ساحات القضاء المصرية أو الاقليمية أو المحاكم الجنائية الدولية ، وانما يتم فى وعى وضمائر الشعوب وفى ساحات المعارك والفداء والاستشهاد وسجون الاحتلال وقبور الشهداء .
وفى الختام أقول لأهلنا فى فلسطين، لا تحزنوا، فهذا
الحكم لا يعبر عن الشعب المصرى، بل لقد وقع علينا جميعا كالصاعقة. ونصيحتى اليكم
أن تتجاهلوه قدر الإمكان، فلقد صدر من محكمة غير مختصة، حكمها غير نهائى، وسيتم
وتصحيحه باذن الله فى درجات التقاضى الأعلى.
تتسع مجالات الحديث
عن مرض إلتهاب الكبد الفيروسي من سنة إلى أخرى حد الخلط بين أصنافه الثلاثة «أ»
و«ب» و«س» من جهة والخلط بين أسباب الإصابة به وبين سبل الوقاية منه وبين أعراضه
من جهة أخرى. ورغم أن الوقاية من هذا المرض ممكنة وتختلف اساليبها من صنف إلى آخر،
إلا أن إلتهاب الكبد الفيروسي أصبح من الأوبئة التي تثير مخاوف التونسيين
لاعتبارات أهمها إستهداف هذا المرض لأطفالنا والذي قد يصل إلى حد الهلاك على غرار
ما حدث مؤخرا لطفلة الـ 6 سنوات أصيلة سيدي بوزيد بسبب إصابتها
بالإلتهاب الكبدي صنف «أ» .
ان زحف هذا المرض
وخطورته بالنسبة لأطفالنا بات مدعاة للوقوف على أسباب إنتشاره وإمكانية الحد منه .
الوضع
البيئي في قفص الاتّهام .. !
أكدت مديرة الصحة الأساسية أن الأطفال هم أكثر عرضة
للإصابة بالإلتهاب الكبدي صنف «أ» الذي يتنقل عن طريق العدوى بالمصافحة المباشرة
والفم ، مرجعة عوامل إنتشار هذا المرض إلى تأزم الظروف المعيشية وعدم توفر شروط
الصحة الجسمانية الأساسية وغياب شبكة تصريف المياه المستعملة ..
كما أوضحت أن مرض
إلتهاب الكبد يضرب بالخصوص الجهات الداخلية والأرياف التي تفتقر لبعض المرافق
الأساسية . كما تعاني من إرتفاع نسب الفقر وهو ما يوفر المناخ الملائم للعديد من
الأمراض والأوبئة.
وبينت أن تونس تسجل سنويا مابين 600 و800 إصابة بمرض الالتهاب الكبدي وذلك حسب الإحصائيات المعلن عنها ، مبينة أن الحالات الحادة تستهدف خصوصا الأطفال بسبب ضعف جهاز المناعة ...
(
التونسية )وبينت أن تونس تسجل سنويا مابين 600 و800 إصابة بمرض الالتهاب الكبدي وذلك حسب الإحصائيات المعلن عنها ، مبينة أن الحالات الحادة تستهدف خصوصا الأطفال بسبب ضعف جهاز المناعة ...
الفكر السياسي الاسلامى المعاصر بين التفسير
السياسي للدين والتفسير
الديني للسياسة (3)
.
د.صبري
محمد خليل .
طبقا للتمييز السابق ، فإننا
سنعرض فيما يلي ، تصور كل من التفسير السياسي للدين، والتفسير الديني للسياسة ،
لبعض مفاهيم ومصطلحات وقضايا الفكر السياسي الاسلامى المعاصر .
قضيه تطبيق التطبيق الشريعة الاسلاميه :
قضيه تطبيق التطبيق الشريعة الاسلاميه :
المنظور
الجزئي :
يستند
مذهب التفسير السياسي للدين ، في تصوره لقضية تطبيق الشريعة الاسلاميه في
المجتمعات المسلمة ، إلى افتراض مضمونه أن تطبيق الشريعة الاسلاميه يتوقف على وصول
جماعه - أو جماعات - معينه إلى السلطة ( والمقصود به التطبيق الشامل ، لان الشريعة
مطبقه على المستوى الخاص دون المستوى العام ، في اغلب المجتمعات المسلمة ) ، غير
أن هذا الافتراض يترتب عليه أن تطبيق الشريعة الاسلاميه هو مسئوليه جماعه أو
جماعات معينه، وانه مقصور على مجال معين من مجالات الحياة (هو المجال السياسي ) ،
وبالتالي فان هذا الافتراض يتناقض مع الدلالة الاصليه لمصطلح الشريعة ، والتي تشمل
العبادات والمعاملات بنوعيها: المعاملات الفردية من أحوال شخصية ومعاملات الفرد من
بيع وأجاره ورهن وكفالة ... والمعاملات التي تنظم العلاقة بين الأفراد في الجماعة،
وتشمل القواعد الكلية التي تستند إليها النظم الاقتصادية السياسية القانونية ،يقول
ابن تيميه(و إلا فالشريعة جامعة لكل ولاية وعمل فيه صلاح الدين والدنيا ، والشريعة
إنما هي كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه سلف الأمة في العقائد والأحوال
والعبادات والأعمال والسياسات والأحكام والولايات والعطيات ) ... ووجه التناقض بينهما هو أن هذه الدلالة
تفيد أن تطبيق الشريعة الاسلاميه مسئوليه المجتمع المسلم كله،وانه يشمل كافه مناحي
الحياة ( من خلال قواعدها الكلية ) .
المنظور الشامل :
أما التفسير الديني للسياسة ( السياسة الشرعية) فيقوم
على اعتبار ان تطبيق الشريعة الاسلاميه في مجال معين من مجالات الحياة ( كالمجال
السياسي مثلا) يجب أن لا يترتب عليه إهمال أو إلغاء تطبيقها في المجالات الأخرى ،
وأن تقرير المسئولية الخاصة لجماعه أو جماعات معينه ، يجب أن لا يترتب إلغاء
المسئولية المشتركة للمجتمع المسلم كله عن اقامه الدين وتطبيق الشريعة الاسلاميه ،
والتي أشارت إليها العديد من النصوص :قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم )( أَلا
كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي
عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى
أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ
بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ
سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ
عَنْ رَعِيَّتِهِ" ) ، و قال (صلى الله عليه وسلم) ( مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛
كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا
اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا : لَوْ أَنَّا
خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا , وَإِنْ أَخَذُوا
عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا) ( رواه البخاري ) .
شعار"
الإسلام هو الحل" :
يشير كثير من الباحثين
إلى أن شعار" الإسلام هو الحل" ظهر في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي
، عندما تحالفت جماعه الإخوان المسلمين بمصر مع حزبي العمل و الأحرار للترشح في
الانتخابات البرلمانية . إذا شعار " الإسلام هو الحل" من ناحية اللفظ
حادث في تاريخ الامه ، ولم يرد في القران أو ألسنه أو أقوال السلف
الصالح، أو علماء أهل السنة ، أما من ناحية الدلالة فان لهذا الشعار دلالات
متعددة ، وهنا نميز بين دلالتين له:
الدلالة
الأولى ( الأصول ) :
وهى
الدلالة التي تعبر عن التفسير السياسي للدين، وتقوم على اعتبار أن المقصود
بالإسلام في الشعار- في حال استخدامه في مجال السياسة
" الامامه " - أصول الدين، التي مصدرها النصوص اليقينية الورود القطعية
الدلالة،والتي لا يباح مخالفتها،وهى دلاله تتناقض مع مذهب أهل السنة في أن الامامه
هي فروع من فروع الدين وليس أصل من أصوله كما سبق ذكره .
الدلالة الثانية ( الفروع ) :
وهى الدلالة التي يمكن أن تعبر عن التفسير الديني
للسياسة (السياسة الشرعية ) ، و تقوم على اعتبار أنه ينبغي أن يكون المقصود
بالإسلام في هذا الشعار- في حال استخدامه فى مجال السياسة " الامامة " فروع
والتي مصدرها الاجتهاد
فى فهم وتفسير النصوص الظنية الورود والدلالة ، والتي يباح فيها الاختلاف، وهى
دلاله تتسق مع مذهب أهل السنة في أن الامامه فرع من فروع الدين وليس أصل من
أصوله كما سبق ذكره . غير أن الصيغة الأصح للشعار من ناحية اللفظ هي"
فتح باب الاجتهاد هو الحل" في مجال السياسة " الامامه" وكافه المجالات التي تقع في دائرة فروع الدين المتغيرة. ويتضمن الاجتهاد اتخاذ
تراث الامه نقطه بدايه – وليس نقطه نهاية - ، وتفعيل مقدره المسلمين على حل
المشاكل التي يطرحها واقعهم المتغير، بالاضافه إلى الاستفادة من إسهامات الامم
الأخرى بشرط اتساقها مع أصول الدين وواقع المجتمعات المسلمة .
مفهوم
الحزب الديني :
لمفهوم الحزب دلالات
متعددة، وهنا نميز بين دلالتين له :
الدلالة
الأولى :
وهى الدلالة التي تعبر
عن التفسير السياسي للدين، وتقوم على اعتبار أن مفهوم الحزب الديني يتصل
بأصول الدين، ،وهو ما يتناقض مع ما قررته النصوص ، من النهى عن الاختلاف ،على
مستوى أصول الدين ، التى مصدرها النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة : يقول
تعالى (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ~ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ
وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) ( آل عمران :
الآية (104) ، ويقول تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ) [ الأنعام : 159 ] ... و قد ربط علماء أهل السنة بين الاختلاف على مستوى أصول الدين و البدعه، يقول ابن تيمية ( والبدعة مقرونة بالفرقة , كما أن السنة مقرونة بالجماعة , فيقال : أهل السنة والجماعة , كما يقال : أهل البدعة والفرقة ) (الإستقامة1/42 ) .
الآية (104) ، ويقول تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ) [ الأنعام : 159 ] ... و قد ربط علماء أهل السنة بين الاختلاف على مستوى أصول الدين و البدعه، يقول ابن تيمية ( والبدعة مقرونة بالفرقة , كما أن السنة مقرونة بالجماعة , فيقال : أهل السنة والجماعة , كما يقال : أهل البدعة والفرقة ) (الإستقامة1/42 ) .
الدلالة
الثانية :
وهى الدلالة التي تعبر
عن التفسير الديني للسياسة (السياسة الشرعية)، وتقوم على اعتبار أن مفهوم
الحزب الديني يتصل بفروع الدين وليس بأصوله، وهى تتسق مع ما قرره العلماء من أباحه
الاختلاف فى فروع الدين، يقول ابن مفلح( لا إنكار على من اجتهد فيما يسوغ منه خلاف
في الفروع)[الآداب الشرعية 1/186 ] .
مصطلح
" اسلامى " :
من ناحية اللفظ لم يرد
لفظ اسلامى أو إسلاميين في القران أو السنة أو أقوال السلف الصالح، إنما ورد
لفظ مسلم ومسلمين، قال الله تعالى : (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ
فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ
الْمُسْلِمينَ مِنْ
قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا
شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) (الحج:78)، فمصطلح (اسلامى ) هو لفظ اصطلاحي ( توفيقي)
رغم أن موضوعه ديني ( الإسلام ) ، وليس مصطلح شرعي ( توقيفي)، يقول د. عبد الفتاح
أفكوح ( وإذا كانت كلمتا : " المسلم" و"المسلمون"
وصف إلهي ، فإن لفظتي : " الإسلامي" و"الإسلاميون " وصف وضعي بشري ) (مقال بعنوان : مسلم
أم إسلامي أم إسلاموي) . وإذا كان بعض العلماء المسلمين قد استخدم مصطلح
(إسلاميين)، فأنهم قد استخدموه بدلالات غير دلالاته المعاصرة ، من هؤلاء العلماء
الإمام أبوالحسن الاشعرى في كتابه (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين) ، حيث عنى بالإسلاميين كل فرق وطوائف
المسلمين - بما في ذلك الفرق التي تختلف مع أهل السنة والجماعة كالشيعة،
والخوارج والمرجئة والمعتزلة ، مع تركيزه على المذاهب ألاعتقاديه (الكلامية ) المختلفة لهذه الفرق . وطوال التاريخ الاسلامى ، فان المسلمين استخدموا المصطلحات
القرانيه (المسلم ، المسلمين) في وصف كل من التزم بأصول الدين الثابتة من أفراد
وجماعات ، أما الجماعات التي تلتزم بأحد المذاهب الاسلاميه،التي هي محصله
الاجتهاد في فروع الدين المتغيرة،فقد نسبوها إلى صاحب المذهب ، كالحنابلة
والمالكية والشافعية والحنفية في الفقه أو الاشاعره والماتريديه و الطحاويه في علم
الكلام ، ولم يتم استخدام مصطلح اسلامى وإسلاميين بدلالاته الحديثة في المجتمعات
المسلمة إلا في العصور الحديثة بعد ظهور الاستعمار ، من هذه الدلالات استخدام
المصطلح الذي يقابله في اللغة الانجليزية islamist) ) في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر في الموسوعة البريطانية
بمعنى المستشرق اى الباحث الغربي المتخصص في الدراسة المجتمعات الاسلاميه ، كما استخدم مصطلح
(اسلامى) في المغرب في بداية القرن التاسع عشر وأواخر القرن الثامن عشر ،في
مخطوطات بمدينة تطوان وبشمال المغرب ، الوصف اليهود الذين أتوا من إسبانيا ثم
أسلموا ،حتى يتم التفريق بين المسلم الأصلي والذي اعتنق الإسلام حديثا " انظر : الإهانة للمنجرة 172"( أحمد الريسوني : الحركة الإسلامية المغربية
، ص17 ) . أما
من ناحية الدلالة فإننا نميز بين دلالتين للمصطلح :
الدلالة
الأولى :
وهى الدلالة التي تعبر
عن التفسير السياسي للدين، وتقوم على اعتبار أن المصطلح هو مصطلح شرعي
توقيفي ، وهو ما يخالف حقيقة أن المصطلح رغم أن موضوعه ديني ، إلا انه ليس مصطلح
توقيفي كما سبق ذكره.
الدلالة
الثانية :
وهى الدلالة التي تعبر
عن التفسير الديني للسياسة (السياسة الشرعية ) ، وتقوم على
اعتبار ان المصطلح
هو: اصطلاح بشرى. ومضمون هذه الدلالة هو: العمل على تحقيق الممكن ، من الالتزام بمفاهيم وقيم وقواعد
الإسلام ،على المستوى العام، في مجال معين من مجالات الحياة ، في المجتمعات
المسلمة ، إذا هذه الدلالة :
أولا
: ترفض
القفز مما هو كائن إلى ما ينبغي أن يكون وتدعو إلى الانتقال مما هو كائن إلى ما هو
ممكن إلى ما ينبغي أن يكون ،استنادا إلى قاعدة التدرج التي اقرها الإسلام.ثانيا : تميز (ولا تفصل) بين المستوى الخاص، الذي قد يلتزم فيه الفرد المسلم بمفاهيم وقيم وقواعد الإسلام ، والمستوى العام الذي قد لا يلتزم فيه المجتمع المسلم بمفاهيم وقيم وقواعد الإسلام، وعدم الالتزام قد يكون مفروض بواسطة الاستعمار أو انظمه تابعه للغرب فكريا أو سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا...وقد يكون مطلوب بواسطة تيارات فكريه تغريبية.
ثالثا : ترى انه يستحيل أن يعمل فرد معين أو
جماعه معينه على تحقيق هذا الالتزام بمفاهيم وقيم وقواعد الإسلام، في جميع
مجالات الحياة " " فهو اسلامى أو هم إسلاميين على وجه العموم دون
تخصيص" بل ما هو ممكن هو تخصص كل فرد أو جماعه في تحقيق هذا الالتزام في مجال
معين من مجالات الحياة ، هذا التخصص هو احد خصائص منهج التغيير الاسلامى قال
تعالى (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ
كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا
قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)(التوبة:122) .
رابعا : لا تنفى صفه الإسلام عن المجتمعات المسلمة ولا تكفرها .
.
تتار العصر ...
الدولة منذ بداية هذا القرن تعيد تقاسيم الطبله
"الشورى – بين الناس – أساس الملك"
"الشعب – كما نص الدستور – أساس الملك"
لا أحدٌ يرقص بالكلمات سوى الدوله..
"القمع أساس الملك"
"شنق الإنسان أساس الملك"
"حكم البوليس أساس الملك"
"تجديد البيعة للحكام أساس الملك"
"وضع الكلمات على الخازوق
أساس الملك..."
والسلطة تعرض فتنتها وحلاها في سوق الجمله..
لا يوجد عريٌ أقبح من عري الدوله...
طبله.. طبله..
وطنٌ عربي تجمعه من يوم ولادته طبله..
وتفرق بين قبائله طبله..
وأهل الذكر، وقاضي البلدة..
يرتعشون على وقع الطبله..
الطرب الرسمي يجيء كساعات الغفله
من كل مكان..
سعر البرميل الواحد أغلى من سعر الإنسان
الطرب الرسمي يعاد كأغنية الشيطان
وعلينا أن نهتز إذا غنى السلطان
ونصيح – أمام رجال الشرطة – آه..
آهٍ .. يا آه..
فرحٌ مفروضٌ بالإكراه
موتٌ مفروضٌ بالإكراه
آهٍ .. يا آه..
هل صار غناء الحاكم قدسياً ؟؟.
فرحٌ مفروضٌ بالإكراه
موتٌ مفروضٌ بالإكراه
آهٍ .. يا آه..
هل صار غناء الحاكم قدسياً
كغناء الله ؟؟.
طربٌ مفروضٌ بالإكراه
فرحٌ مفروضٌ بالإكراه
موتٌ مفروضٌ بالإكراه
آهٍ .. يا آه..
هل صار غناء الحاكم قدسياً
كغناء الله ؟؟.
إن تتبّع الخطوط العامة لتجربة التعريب في تونس ، والنظر في الملابسات والظروف التي اكتنفتها يفضي إلى جملة من الاستنتاجات التي يمكن تلخيصها في الملاحظات الآتية:
1- ) تجربة التعريب في تونس تجربة متردّدة لا تكاد تقطع خطوات إيجابية حاسمة حتى تواجه صعوبات تعقّد مهمتها وتحول دون تحقيقها لمشروع التعريب بصفة كاملة.
2- ) يمثل الانتماء العربي، والعربي الإسلامي سنداً فكرياً طبيعياً لتجربة التعريب، وإذا كان الانتماء الوطني قد لعب دوراً أساسياً في خدمة قضية التعريب في تونس فقد تمّ ذلك على أساس الربط بين مفهوم التونسة ومفهوم التعريب على اعتبار أن العروبة بعد أساسي من أبعاد التونسة، غير أن هذا الاتجاه لم يمنع البعض من تأكيد أبعاد أخرى محتملة لمفهوم التونسة من قبيل الانتماء المتوسطي والانتماء الإفريقي واعتبار تونس ملتقى للحضارات عبر العصور وما يقتضيه بناء المعاصرة من تحول جذري نادى به بعض مناهضي التعريب(16) .
3- ) تجربة التعريب في تونس تجربة ثرية بما تستند إليه من أبعاد تاريخية وفكرية وبما تضمنته من حوار استمر خلال سنين متعددة واستطاع أن يساهم في بلورة أفكار مهمة عن العلاقة بين اللغة القومية والثقافة الوطنية.
ثانياً - الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للشعب التونسي :
1-/ الحركة الزيتونية :
يعد جامع الزيتونة واحداً من أهم المساجد التي حظيت بالاهتمام والتقدير في تونس، أدّى على امتداد تاريخه الطويل أدواراً جليلة، أشعّت منه أنوار العلم والمعرفة مشرقاً ومغرباً ، وأنجب من العلماء العظام، من تجاوز إشعاعهم حدود تونس إلى أعماق إفريقيا.
كان جامع الزيتونة لفترة طويلة قلب حاضرة تونس، وخرج منه الكثير من مصلحيها وعلمائها وقادتها الكبار .. فكان من أوائل الجامعات العظمى في تاريخ الإنسانية.. ومنارة حفظت لغة الضاد في شمال إفريقيا، وأشعت بأنوار الإسلام قروناً مديدة (17) .
التأسيس:
بعد 30 سنة تقريباً من بناء جامع القيروان، أسس القائد الإسلامي الكبير الفاتح لتونس حسان بن النعمان جامع الزيتونة، وكان مسجداً بسيطاً، قبل أن يقوم عبيد الله بن الحبحاب سنة 116 هجرية بالزيادة في بنائه وفخامته . وأعاد بعدها إبراهيم بن أحمد بن محمد، ومن بعده أخوه زيادة الله الثاني، بتجديد البناء من أصله، وأكمل زخرفته سنة 250 هجرية، كما تشير إلى ذلك الكتابة المنقوشة بالخط الكوفي العريض على دائرة قبة المحراب.
يعد الزيتونة من المعالم الإسلامية القليلة ، التي احتفظتبأسماء من أمر بالبناء ومن قام به، والذين أشرفوا على الإنجاز، أو ساهموا في الترميم . وقد احتفظ بأسماء عشرة من البنّائين والمهندسين المهرة ، وقع ذكر 7 منهم في النقوش الثابتة في الجامع، و3 وقع ذكرهم في كتب التاريخ، حتى قال فيه أحمد فكري "هذا المسجد، يسجل تاريخه بنفسه، أو كتابه في حجارته، وهو من هذه الناحية أثر فريد في العالم .. وهذه ليست مبالغة خصوصاً إذا علمنا أنه وقع إحصاء ما لا يقل عن 30 كتابة منقوشة على الحجر أو الرخام، وأخرى على الجص والنحاس، أو مرسومة على الخشب " .
ظل هذا المعلم طيلة 13 قرناً قلب مدينة تونس النابض، تحيط به الأسواق، وتلتقي عنده المحاور الكبرى للمدينة العتيقة، تمتد حوله شبكة من الطرقات، التي تخترق منطقة الأسواق المسقوفة، وسط نسيج عمراني، لعله كان يمثل مدينة تونس عند نشأتها .
أدوار تاريخية متعددة :
على امتداد 13 قرناً ظل جامع الزيتونة منارة للعلم والمعرفة، ومقصداً تشد إليه الرحال، من أنحاء كثيرة من الوطن العربي وإفريقيا، وقد كان لتطور طرق التدريس ومناهجه وشموله اللغة وكل أصناف العلوم الدينية، دور مهم في هذا الإشعاع الكبير، الذي جعل للزيتونة مكانة لا تضاهى، وقدراً لا يرام، حتى قال فيه السراج في الحلل السندسية (... لا عيب فيه ، غير أنه غدا بين أقرانه بمرتبة الصدر .. واختص بأن يشرح لوارديه الصدر.. ) .
في البداية كان الجامع مركزاً للحياة السياسية والدينية ، وفيه تتم مناقشة العقود التجارية ، لكن هذا الدور ما لبث أن اضمحل تدريجياً، ليفسح المجال أمام دور أكثر أهمية، تمثّل في الدور المعرفي والعلمي، الذي اضطلع به الجامع عن جدارة. ولا يعلم بالتحديد تاريخ جعل جامع الزيتونة محلاً للتعليم، ولا تاريخ تنظيم هذا التعليم على وجه الدقة، وكل ما هنالك هي رؤى تقريبية، ولكن على الأغلب أن الدروس بدأت تعطى منذ القرن الثالث للهجرة، ولعل ذلك تزامن مع أفول نجم جامع عقبة بالقيروان، إثر الهجوم الذي تعرضت له المدينة، على يد قبائل رياح وبني هلال وبني سليم.
ثم أخذت العلوم في الانتظام شيئاً فشيئاً، إلى أن جاءت الدولة الحفصية سنة 603 هجرية، فأخذ التعليم حظاً كبيراً، وبدأ يظهر التخصص في المواد الدراسية، ثم واصلت الصيغة النظامية تطورها تدريجاً إلى أن جاءت الدولة الحسينية، فانتشرت المدارس كالسليمانية، وأصدر أبو العباس أحمد باشا باي، أمره الشهير لتنظيم التعليم.
كانت هذه خطوة هامة على طريق الإصلاح، اعتبرها فيما بعد خير الدين باشا، غير كافية فقام بتكوين لجنة من كبار العلماء، لصياغة قانون محكم النظام، لضبط إدارة الجامع، وأحوال المدرسين والطلبة ، مع ذكر للعلوم ، التي يجب أن تدرس ، والكتب المعتمدة . وصدر هذا القانون يوم 28 ذي القعدة عام 1292 هجرية الموافق لـ 26/12/1875م.
أما التعليم نفسه فكان ينقسم إلى 3 مراحل: ابتدائية، وتكون بالمكتب القرآني، ويتعلم فيها الطالب القراءة والرسم المصحفي، كما يتم في هذه المرحلة حفظ المتون مثل المرشد المعين، وألفية ابن مالك، وبعد ختم القرآن، ينتقل التلميذ للدراسة بالجامع الأعظم، ليدخل بذلك المرحلة المتوسطة التي تنقسم إلى قسمين :
- الأول ، يمتد على 3 سنوات ، ويدرس فيه الطالب : النحو والفقه والمنطق، إضافة إلى مبادئ البيان وغيرها...
- الثاني ، يمتد على 4 سنوات، وأهم مواد هذه المرحلة أصول الفقه ، إلى جانب البلاغة والصرف والحساب وغيرها ..
في المرحلة العالية ، تتم دراسة مواد التفسير والحديث وأصول الفقه والبلاغة والنحو، إلى جانب اللغة والآداب وعلم الكلام، وتسند إلى الناجحين في كل مرحلة شهادة، وهي الأهلية، والتحصيل، والعالية، بعد أن كانت تسند شهادة ثانوية واحدة تسمى "التطويع".
هذا غيض من فيض عن صورة التعليم الزيتوني، التي لم تكن هي نفسها عبر تاريخ هذا الجامع، فقد عرف هذا التعليم محاولات إصلاح مستمرة، حتى إنه يمكن اعتبار تاريخ التعليم الزيتوني هو تاريخ محاولات إصلاح هذا التعليم.
فبدأ من محاولات أبي العباس أحمد باشا باي، وأمره المشار إليه آنفاً ، مروراً بخير الدين التونسي، لم تتوقف محاولات الإصلاح ، وتشكلت للغرض لجان عدة ، أشرفت عليها عدة شخصيات هامة في تاريخ الزيتونة والبلاد، كلجنة عام 1898 برئاسة الشيخ محمد العزيز بوعتور، التي طالبت بإعادة تنظيم الامتحانات ، وإدخال مواد جديدة كالرياضات والتاريخ والجغرافيا .
ولدعم جهود الإصلاح قام المفكر والمصلح الكبير الشيخ محمد عبده بزيارتين لتونس، قدم في إحداها محاضرة بعنوان "العلم وطرق التعلم"، اشتدت بعدها المطالبة بالإصلاح ، وارتفع صوت الداعين له .
ساهمت كل القطاعات الثقافية والنخب الفكرية والصحف في دعم آراء المطالبين بالإصلاح حتى سنة 1945، حين عينت الحكومة العلامة الشهير الشيخ الطاهر بن عاشور المعروف بأفكاره الإصلاحية، وصاحب مشروع في هذا المجال ضمنه كتابه "التعليم العربي الإسلامي: دراسة تاريخية ورؤى إصلاحية"، فسعى إلى إنشاء عدة فروع للزيتونة داخل العاصمة وخارجها، فقفز عددها من 6 إلى 25 فرعاً سنة 1947، وأضاف تدريس المواد العلمية وعهد بذلك إلى قدماء تلاميذ المدرسة الخلدونية، كما قام بإرسال عدد من الطلبة إلى عدد من الجامعات في الشرق، على غرار ما نراه اليوم من بعثات تعليمية إلى الغرب، لتتواصل بعدها المحاولات، ويتكرر تكوين اللجان، إلا أن الإصلاح في كل مرة لم يكن ليرضي الأطراف الداعية إليه. ولعل ذلك يعود إلى تلاقي رغبة القوى الاستعمارية في تهميش وضرب التعليم الزيتوني، ورغبة قوى محافظة من داخل الجامع نفسه ، التي كانت ترفض أي تطوير وتخاف من كل إصلاح .. يتبع .
في معنى العروبة وجيل جديد من القوميين
عبد الملك المخلافي .
هناك ظاهرة بارزة لا تخطئها عين المتابع ان جيلا جديدا شابا من القوميين يتبلور في أقطار الوطن العربي يأتي من بوابات الفعل والحركة والعمل الميداني والسياسة كما يأتي بذات القدر من بوابات الفكر أيضاً .
وقد يكون من اللافت ان هذا الجيل بقدر ما يأتي من أقطار للحركة القومية فيها وجود تاريخي وقواعد ثابتة وأطر حركة وتنظيم ، فإنه يأتي من أقطار لم يكن فيها تاريخ ووجود بذات القدر أو عاشت تجفيف فكري وسياسي للتيار القومي بمعناه المباشر لأسباب عدة .
يمتد إذن وجود هذا الجيل على الرقعة العربية كلها من المغرب حتى الخليج ، بل قد تكون ظواهره الأبرز واللافتة للانتباه هي تلك التي تتبلور في المغرب الأقصى وفي الخليج العربي وخاصة " السعودية " ..
بين يدي كتاب جديد صدر مؤخراً 2014 عن المركز الثقافي العربي بعنوان : " في معنى العروبة مفاهيم وتحديات " لمجموعة من الشباب القومي العربي رجال ونساء من السعودية ، وهم جميعا في بواكير الشباب ويمثل الكتاب تعبيرا عن الجيل الجديد من القوميين ، أكان في إعادة تأكيد مفاهيم العروبة والقومية وثوابتها ، أوفي طرح التحديات المعاصرة ومواجهتها بروح العصر وبرؤية شابة مدركة للتحديات وقادرة على التصدي لمسؤولية الإجابة على ما تطرحه هذه التحديات من تساؤلات .. يقع الكتاب في 320 صفحة من القطع المتوسط ، ويظم 13 موضوعا اشترك في تأليفه 13شابا وشابة من الشباب القومي في " السعودية " كتب كلا منهم موضوع من مواضيع الكتاب الذي يتسم بالعمق والمعاصرة وتكتسب صفة الأبحاث الموثقة والطروحات الفكرية وليست المقالات العابرة ..
الدولة منذ بداية هذا القرن تعيد تقاسيم الطبله
"الشورى – بين الناس – أساس الملك"
"الشعب – كما نص الدستور – أساس الملك"
لا أحدٌ يرقص بالكلمات سوى الدوله..
"القمع أساس الملك"
"شنق الإنسان أساس الملك"
"حكم البوليس أساس الملك"
"تجديد البيعة للحكام أساس الملك"
"وضع الكلمات على الخازوق
أساس الملك..."
والسلطة تعرض فتنتها وحلاها في سوق الجمله..
لا يوجد عريٌ أقبح من عري الدوله...
طبله.. طبله..
وطنٌ عربي تجمعه من يوم ولادته طبله..
وتفرق بين قبائله طبله..
وأهل الذكر، وقاضي البلدة..
يرتعشون على وقع الطبله..
الطرب الرسمي يجيء كساعات الغفله
من كل مكان..
سعر البرميل الواحد أغلى من سعر الإنسان
الطرب الرسمي يعاد كأغنية الشيطان
وعلينا أن نهتز إذا غنى السلطان
ونصيح – أمام رجال الشرطة – آه..
آهٍ .. يا آه..
فرحٌ مفروضٌ بالإكراه
موتٌ مفروضٌ بالإكراه
آهٍ .. يا آه..
هل صار غناء الحاكم قدسياً ؟؟.
فرحٌ مفروضٌ بالإكراه
موتٌ مفروضٌ بالإكراه
آهٍ .. يا آه..
هل صار غناء الحاكم قدسياً
كغناء الله ؟؟.
طربٌ مفروضٌ بالإكراه
فرحٌ مفروضٌ بالإكراه
موتٌ مفروضٌ بالإكراه
آهٍ .. يا آه..
هل صار غناء الحاكم قدسياً
كغناء الله ؟؟.
إن تتبّع الخطوط العامة لتجربة التعريب في تونس ، والنظر في الملابسات والظروف التي اكتنفتها يفضي إلى جملة من الاستنتاجات التي يمكن تلخيصها في الملاحظات الآتية:
1- ) تجربة التعريب في تونس تجربة متردّدة لا تكاد تقطع خطوات إيجابية حاسمة حتى تواجه صعوبات تعقّد مهمتها وتحول دون تحقيقها لمشروع التعريب بصفة كاملة.
2- ) يمثل الانتماء العربي، والعربي الإسلامي سنداً فكرياً طبيعياً لتجربة التعريب، وإذا كان الانتماء الوطني قد لعب دوراً أساسياً في خدمة قضية التعريب في تونس فقد تمّ ذلك على أساس الربط بين مفهوم التونسة ومفهوم التعريب على اعتبار أن العروبة بعد أساسي من أبعاد التونسة، غير أن هذا الاتجاه لم يمنع البعض من تأكيد أبعاد أخرى محتملة لمفهوم التونسة من قبيل الانتماء المتوسطي والانتماء الإفريقي واعتبار تونس ملتقى للحضارات عبر العصور وما يقتضيه بناء المعاصرة من تحول جذري نادى به بعض مناهضي التعريب(16) .
3- ) تجربة التعريب في تونس تجربة ثرية بما تستند إليه من أبعاد تاريخية وفكرية وبما تضمنته من حوار استمر خلال سنين متعددة واستطاع أن يساهم في بلورة أفكار مهمة عن العلاقة بين اللغة القومية والثقافة الوطنية.
ثانياً - الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للشعب التونسي :
1-/ الحركة الزيتونية :
يعد جامع الزيتونة واحداً من أهم المساجد التي حظيت بالاهتمام والتقدير في تونس، أدّى على امتداد تاريخه الطويل أدواراً جليلة، أشعّت منه أنوار العلم والمعرفة مشرقاً ومغرباً ، وأنجب من العلماء العظام، من تجاوز إشعاعهم حدود تونس إلى أعماق إفريقيا.
كان جامع الزيتونة لفترة طويلة قلب حاضرة تونس، وخرج منه الكثير من مصلحيها وعلمائها وقادتها الكبار .. فكان من أوائل الجامعات العظمى في تاريخ الإنسانية.. ومنارة حفظت لغة الضاد في شمال إفريقيا، وأشعت بأنوار الإسلام قروناً مديدة (17) .
التأسيس:
بعد 30 سنة تقريباً من بناء جامع القيروان، أسس القائد الإسلامي الكبير الفاتح لتونس حسان بن النعمان جامع الزيتونة، وكان مسجداً بسيطاً، قبل أن يقوم عبيد الله بن الحبحاب سنة 116 هجرية بالزيادة في بنائه وفخامته . وأعاد بعدها إبراهيم بن أحمد بن محمد، ومن بعده أخوه زيادة الله الثاني، بتجديد البناء من أصله، وأكمل زخرفته سنة 250 هجرية، كما تشير إلى ذلك الكتابة المنقوشة بالخط الكوفي العريض على دائرة قبة المحراب.
يعد الزيتونة من المعالم الإسلامية القليلة ، التي احتفظتبأسماء من أمر بالبناء ومن قام به، والذين أشرفوا على الإنجاز، أو ساهموا في الترميم . وقد احتفظ بأسماء عشرة من البنّائين والمهندسين المهرة ، وقع ذكر 7 منهم في النقوش الثابتة في الجامع، و3 وقع ذكرهم في كتب التاريخ، حتى قال فيه أحمد فكري "هذا المسجد، يسجل تاريخه بنفسه، أو كتابه في حجارته، وهو من هذه الناحية أثر فريد في العالم .. وهذه ليست مبالغة خصوصاً إذا علمنا أنه وقع إحصاء ما لا يقل عن 30 كتابة منقوشة على الحجر أو الرخام، وأخرى على الجص والنحاس، أو مرسومة على الخشب " .
ظل هذا المعلم طيلة 13 قرناً قلب مدينة تونس النابض، تحيط به الأسواق، وتلتقي عنده المحاور الكبرى للمدينة العتيقة، تمتد حوله شبكة من الطرقات، التي تخترق منطقة الأسواق المسقوفة، وسط نسيج عمراني، لعله كان يمثل مدينة تونس عند نشأتها .
أدوار تاريخية متعددة :
على امتداد 13 قرناً ظل جامع الزيتونة منارة للعلم والمعرفة، ومقصداً تشد إليه الرحال، من أنحاء كثيرة من الوطن العربي وإفريقيا، وقد كان لتطور طرق التدريس ومناهجه وشموله اللغة وكل أصناف العلوم الدينية، دور مهم في هذا الإشعاع الكبير، الذي جعل للزيتونة مكانة لا تضاهى، وقدراً لا يرام، حتى قال فيه السراج في الحلل السندسية (... لا عيب فيه ، غير أنه غدا بين أقرانه بمرتبة الصدر .. واختص بأن يشرح لوارديه الصدر.. ) .
في البداية كان الجامع مركزاً للحياة السياسية والدينية ، وفيه تتم مناقشة العقود التجارية ، لكن هذا الدور ما لبث أن اضمحل تدريجياً، ليفسح المجال أمام دور أكثر أهمية، تمثّل في الدور المعرفي والعلمي، الذي اضطلع به الجامع عن جدارة. ولا يعلم بالتحديد تاريخ جعل جامع الزيتونة محلاً للتعليم، ولا تاريخ تنظيم هذا التعليم على وجه الدقة، وكل ما هنالك هي رؤى تقريبية، ولكن على الأغلب أن الدروس بدأت تعطى منذ القرن الثالث للهجرة، ولعل ذلك تزامن مع أفول نجم جامع عقبة بالقيروان، إثر الهجوم الذي تعرضت له المدينة، على يد قبائل رياح وبني هلال وبني سليم.
ثم أخذت العلوم في الانتظام شيئاً فشيئاً، إلى أن جاءت الدولة الحفصية سنة 603 هجرية، فأخذ التعليم حظاً كبيراً، وبدأ يظهر التخصص في المواد الدراسية، ثم واصلت الصيغة النظامية تطورها تدريجاً إلى أن جاءت الدولة الحسينية، فانتشرت المدارس كالسليمانية، وأصدر أبو العباس أحمد باشا باي، أمره الشهير لتنظيم التعليم.
كانت هذه خطوة هامة على طريق الإصلاح، اعتبرها فيما بعد خير الدين باشا، غير كافية فقام بتكوين لجنة من كبار العلماء، لصياغة قانون محكم النظام، لضبط إدارة الجامع، وأحوال المدرسين والطلبة ، مع ذكر للعلوم ، التي يجب أن تدرس ، والكتب المعتمدة . وصدر هذا القانون يوم 28 ذي القعدة عام 1292 هجرية الموافق لـ 26/12/1875م.
أما التعليم نفسه فكان ينقسم إلى 3 مراحل: ابتدائية، وتكون بالمكتب القرآني، ويتعلم فيها الطالب القراءة والرسم المصحفي، كما يتم في هذه المرحلة حفظ المتون مثل المرشد المعين، وألفية ابن مالك، وبعد ختم القرآن، ينتقل التلميذ للدراسة بالجامع الأعظم، ليدخل بذلك المرحلة المتوسطة التي تنقسم إلى قسمين :
- الأول ، يمتد على 3 سنوات ، ويدرس فيه الطالب : النحو والفقه والمنطق، إضافة إلى مبادئ البيان وغيرها...
- الثاني ، يمتد على 4 سنوات، وأهم مواد هذه المرحلة أصول الفقه ، إلى جانب البلاغة والصرف والحساب وغيرها ..
في المرحلة العالية ، تتم دراسة مواد التفسير والحديث وأصول الفقه والبلاغة والنحو، إلى جانب اللغة والآداب وعلم الكلام، وتسند إلى الناجحين في كل مرحلة شهادة، وهي الأهلية، والتحصيل، والعالية، بعد أن كانت تسند شهادة ثانوية واحدة تسمى "التطويع".
هذا غيض من فيض عن صورة التعليم الزيتوني، التي لم تكن هي نفسها عبر تاريخ هذا الجامع، فقد عرف هذا التعليم محاولات إصلاح مستمرة، حتى إنه يمكن اعتبار تاريخ التعليم الزيتوني هو تاريخ محاولات إصلاح هذا التعليم.
فبدأ من محاولات أبي العباس أحمد باشا باي، وأمره المشار إليه آنفاً ، مروراً بخير الدين التونسي، لم تتوقف محاولات الإصلاح ، وتشكلت للغرض لجان عدة ، أشرفت عليها عدة شخصيات هامة في تاريخ الزيتونة والبلاد، كلجنة عام 1898 برئاسة الشيخ محمد العزيز بوعتور، التي طالبت بإعادة تنظيم الامتحانات ، وإدخال مواد جديدة كالرياضات والتاريخ والجغرافيا .
ولدعم جهود الإصلاح قام المفكر والمصلح الكبير الشيخ محمد عبده بزيارتين لتونس، قدم في إحداها محاضرة بعنوان "العلم وطرق التعلم"، اشتدت بعدها المطالبة بالإصلاح ، وارتفع صوت الداعين له .
ساهمت كل القطاعات الثقافية والنخب الفكرية والصحف في دعم آراء المطالبين بالإصلاح حتى سنة 1945، حين عينت الحكومة العلامة الشهير الشيخ الطاهر بن عاشور المعروف بأفكاره الإصلاحية، وصاحب مشروع في هذا المجال ضمنه كتابه "التعليم العربي الإسلامي: دراسة تاريخية ورؤى إصلاحية"، فسعى إلى إنشاء عدة فروع للزيتونة داخل العاصمة وخارجها، فقفز عددها من 6 إلى 25 فرعاً سنة 1947، وأضاف تدريس المواد العلمية وعهد بذلك إلى قدماء تلاميذ المدرسة الخلدونية، كما قام بإرسال عدد من الطلبة إلى عدد من الجامعات في الشرق، على غرار ما نراه اليوم من بعثات تعليمية إلى الغرب، لتتواصل بعدها المحاولات، ويتكرر تكوين اللجان، إلا أن الإصلاح في كل مرة لم يكن ليرضي الأطراف الداعية إليه. ولعل ذلك يعود إلى تلاقي رغبة القوى الاستعمارية في تهميش وضرب التعليم الزيتوني، ورغبة قوى محافظة من داخل الجامع نفسه ، التي كانت ترفض أي تطوير وتخاف من كل إصلاح .. يتبع .
في معنى العروبة وجيل جديد من القوميين
عبد الملك المخلافي .
هناك ظاهرة بارزة لا تخطئها عين المتابع ان جيلا جديدا شابا من القوميين يتبلور في أقطار الوطن العربي يأتي من بوابات الفعل والحركة والعمل الميداني والسياسة كما يأتي بذات القدر من بوابات الفكر أيضاً .
وقد يكون من اللافت ان هذا الجيل بقدر ما يأتي من أقطار للحركة القومية فيها وجود تاريخي وقواعد ثابتة وأطر حركة وتنظيم ، فإنه يأتي من أقطار لم يكن فيها تاريخ ووجود بذات القدر أو عاشت تجفيف فكري وسياسي للتيار القومي بمعناه المباشر لأسباب عدة .
يمتد إذن وجود هذا الجيل على الرقعة العربية كلها من المغرب حتى الخليج ، بل قد تكون ظواهره الأبرز واللافتة للانتباه هي تلك التي تتبلور في المغرب الأقصى وفي الخليج العربي وخاصة " السعودية " ..
بين يدي كتاب جديد صدر مؤخراً 2014 عن المركز الثقافي العربي بعنوان : " في معنى العروبة مفاهيم وتحديات " لمجموعة من الشباب القومي العربي رجال ونساء من السعودية ، وهم جميعا في بواكير الشباب ويمثل الكتاب تعبيرا عن الجيل الجديد من القوميين ، أكان في إعادة تأكيد مفاهيم العروبة والقومية وثوابتها ، أوفي طرح التحديات المعاصرة ومواجهتها بروح العصر وبرؤية شابة مدركة للتحديات وقادرة على التصدي لمسؤولية الإجابة على ما تطرحه هذه التحديات من تساؤلات .. يقع الكتاب في 320 صفحة من القطع المتوسط ، ويظم 13 موضوعا اشترك في تأليفه 13شابا وشابة من الشباب القومي في " السعودية " كتب كلا منهم موضوع من مواضيع الكتاب الذي يتسم بالعمق والمعاصرة وتكتسب صفة الأبحاث الموثقة والطروحات الفكرية وليست المقالات العابرة ..
قدم للكتاب الدكتور جورج قرم وهو باحث
وكاتب قومي او كما عرفه الكتاب باحث عربي من لبنان وهو صاحب كتاب انفجار المشرق
العربي من تأميم قناة السويس الى غزو العراق .
يقول قرم في تقديمه للكتاب ومؤلفيه (( هذه مجموعة من الأبحاث القيمة وضعها شباب سعوديون من اصحاب المنحى القومي العربي والثقافة الواسعة الجامعة بين الاطلاع على أوضاع العالم والمتجذرة في الوقت نفسه في بيئتهم العربية بكل تمدّدها الجغرافي ومشاكلها الاقتصادية والسياسية ، وهذه السّمة الرئيسية المشتركة بين كل الباحثين هي التي تمنح للأوراق التي تضمنتها هذه المجموعة قيمتها المعرفية فهي تعبر عن إطار جامع للأبحاث يتميز بالمواقف المتزنة تجاه اهم قضايا الامة ، كما تظهر في كل بحث من الأبحاث )) .
تتوزع أبحاث الكتاب على المحورين الذين يشكلان جزاء من عنوان الكتاب محور المفاهيم وفيه اعادة تأكيد لمفاهيم الفكر القومي وثوابته برؤية بحثية جديدة معمقة ، ومن أبحاث هذا المحور (( في هجاء الحدود : التجزئة والوحدة العربية )) لمحمد ربيعة ، والمحور الثاني التحديات وفيه خوض للتحديات الجديدة التي تواجه الفكر القومي العربي برؤية ملتزمة وعميقة ومن أبحاثه الهامة البحث الهام لـنورة الدعيجي (( القومية والنسوية )) الذي تناقش فيه الباحثة بعمق الفضاء القومي الذي تعيد الباحثة تقديمه كبديل موضوعي لمغالطة العولمة والقطرية .. .
وتكمن أهمية الكتاب والأطروحات المعمّقة التي تقدمها أبحاثه في كونه يأتي من ساحة عربية جرى فيها تجفيف الفكر القومي ومحاربته وساد فيها فكر ديني مذهبي هي التي دفعتني لتقديمه كنموذج للظاهرة الشبابية لجيل جديد من القوميين يستحقون التهنئة والإشادة ..
يقول قرم في تقديمه للكتاب ومؤلفيه (( هذه مجموعة من الأبحاث القيمة وضعها شباب سعوديون من اصحاب المنحى القومي العربي والثقافة الواسعة الجامعة بين الاطلاع على أوضاع العالم والمتجذرة في الوقت نفسه في بيئتهم العربية بكل تمدّدها الجغرافي ومشاكلها الاقتصادية والسياسية ، وهذه السّمة الرئيسية المشتركة بين كل الباحثين هي التي تمنح للأوراق التي تضمنتها هذه المجموعة قيمتها المعرفية فهي تعبر عن إطار جامع للأبحاث يتميز بالمواقف المتزنة تجاه اهم قضايا الامة ، كما تظهر في كل بحث من الأبحاث )) .
تتوزع أبحاث الكتاب على المحورين الذين يشكلان جزاء من عنوان الكتاب محور المفاهيم وفيه اعادة تأكيد لمفاهيم الفكر القومي وثوابته برؤية بحثية جديدة معمقة ، ومن أبحاث هذا المحور (( في هجاء الحدود : التجزئة والوحدة العربية )) لمحمد ربيعة ، والمحور الثاني التحديات وفيه خوض للتحديات الجديدة التي تواجه الفكر القومي العربي برؤية ملتزمة وعميقة ومن أبحاثه الهامة البحث الهام لـنورة الدعيجي (( القومية والنسوية )) الذي تناقش فيه الباحثة بعمق الفضاء القومي الذي تعيد الباحثة تقديمه كبديل موضوعي لمغالطة العولمة والقطرية .. .
وتكمن أهمية الكتاب والأطروحات المعمّقة التي تقدمها أبحاثه في كونه يأتي من ساحة عربية جرى فيها تجفيف الفكر القومي ومحاربته وساد فيها فكر ديني مذهبي هي التي دفعتني لتقديمه كنموذج للظاهرة الشبابية لجيل جديد من القوميين يستحقون التهنئة والإشادة ..
" كان الاستعمار في الماضي يحاول أن يسيطر علينا
بالتفرقة ، وبث الأحقاد والضغائن ، وكان الاستعمار في الماضي بيحاول أن يتحكم في
أرضنا ويتحكم في بلادنا ببث الطائفـية .. وفي نفس الوقت اللي كان يثـيـر فـيه
الكراهـية بين أبناء الوطن الواحد ؛ كان يعمل على أن يستولي على ثـروات البلاد ..
/ جمال عبد الناصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق