بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 مارس 2015

الوحدة العربية بين دعاتها وأعدائها .. (3) .



 الوحدة العربية بين دعاتها وأعدائها  .. (3) .

لقد قام أعداء المشروع الوحدوي بالواجب الذي ينتظره منهم أتباعهم ومناصريهم على أكمل وجه حتى نجحوا في تحقيق ما كانوا يخطّطون له في الداخل والخارج وصولا الى :
ـ المحافظة على كيانات الدول العربية وفي المقدمة منها تلك الدويلات النفطية الغنية في الخليج العربي ..
ـ المحافظة على استمرار الحكم فـيها تحت يد تلك العائلات الحاكمة العاجزة عن الاستمرار بدون حماية ..
ـ المحافظة على الوجود الاستعماري وحماية مصالحه بأي ثمن  ..
ـ المحافظة على وجود الكيان الصهيوني داخل الجسد العربي كأفضل حاجز بشري وجغرافي معيق للوحدة ..
ـ محاربة كل فكرة داعية للوحدة بكل الوسائل وفي المقدمة منها الدين ، وزرع الفتنة بين جميع المكوّنات الاجتماعية التي يستحيل أن تقوم بدونها فكرة العروبة  .. وهو ما حصل فعلا في نهاية المطاف ، داخل الوطن العربي الذي أصبح اليوم مهددا في وجوده بسبب تلك الصراعات القائمة في العديد من اقطاره ، بينما تبدو بعض الاقطار الأخرى في حالة الهدوء الذي يسبق العاصفة ..     
ومهما كانت خطورة الوضع في الوقت الراهن ، فنحن الآن أمام حقيقة تقول بفشل كل المشاريع الوحدوية .. وفي نفس الوقت تضع القوميين في موقف لا يحسدون عليه وهم يدافعون عن وحدة الدول القطرية التي كانوا لا يعترفون بشرعية وجودها ، حفاظا على وحدة المجتمع الذي اصبح مهددا بتفكك نسيجه الاجتماعي وزوال وحدته التي يقوم عليها وجوده ، بسبب تلك الصراعات الطائفية والعرقية والمذهبية التي يثيرها أعداء المشروع القومي ... وكأننا بالحركة القومية وقد أصبحت جسدا بلا روح وهي في الأصل صاحبة الدور الريادي والتارخي الذي اختفى منذ الستينات الى حد الآن وقد كان مفترضا ان تكون صانعة المستقبل ، وقائدة الصفوف بحكم طبيعـتها ووظيفتها ورصيدها النضالي الذي تركه لها زعيمها الراحل جمال عبد الناصر وهي تملك أعرض قاعدة جماهيرة بين المحيط والخليج ..

غير انه ورغم كل ما يقال عن ذلك الفشل فان مشروع الوحدة قد صار أكثر واقعية ، وأكثر ضرورة في واقعنا المتداعي  ، للابقاء على ما فيه من اختلاف وتنوّع ، يستحيل على أي مشروع آخر أن يستوعبه  .. وهو ما يؤكد أن العيب ليس في المشروع بل في الداعين اليه ..


 ( نشرية القدس العدد 166 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق