بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 مارس 2012

مشكلة فلسطين ..

مشكلة فلسطين ..


ليس هناك مشكلة في العالم اكثر وضوحا من مشكلة فلسطين . اذ أن شعب فلسطين كأي شعب في العالم كان يعيش في هدوء ، لم يكن يخطّط مطلقا الى غزو شعوب أخرى لاحتلالها مثلا ، أو افتكاك جزءا مما تملك ، بل هو شعب مسالم  ، متشبّع بتلك القيم العليا التي نادت بها كل الاديان وعلى رأسها مبادئ الاسلام .. كما ان أرض فلسطين تاريخيا هي ارض الرسالات السماوية التي يأتيها الناس من مختلف الديانات في كل انحاء العالم لزيارة المقدّسات والتبرّك بها وآداء الفرائض ، ولم يكن في ذلك ما يثير القلق أو الريبة ،  لو لا ما حدث في حادثتين متشابهتين .. الاولى نشأت عندما قدم الصليبيون متستـّرين بالدين للسيطرة على فلسطين ، و قد واجه المسلمون والمسيحيون تلك الاطماع الاستعمارية ، حتى تمكنوا من تحرير الارض العربية بعد قرن كامل من الاحتلال  والصّراع ، غير عابئين  بادّعاءات المعتدين ..  والثانية نشأت عندما بدأ المستعمرون الاوروبيون يخطّطون مع الصهاينة لزرع كيان غريب باسم الديانة اليهودية وهم يعرفون قبل غيرهم ان أولئك اليهود الوافدين  جميعا من كل فجّ وصوب ، والمنتمين الى أمم شتّى ، ليس لهم اي علاقة بأرض فلسطين .. 

لذلك  لم ينخدع  اسلافنا ابدا بما كان يدّعيه المغـتصبون ، ولم يشكّوا لحظة في ان الارض التي احتلّها الصليبيون مثلا هي أرضهم ، ولم يثيروا زوبعة حول نوع الصراع  وهم يرون بأعينهم ان كل محتلّ قد جاء ليسكن بيت واحد منهم ، ويزرع ارض فلاح منهم ... فلم يثيروا معارك جانبية ،  كأن يقولوا مثلا أن الصليبيين أتوا مبشـّـرين بديانة في ارض الديانات . ولم يشكّك أحد منهم ابدا في حق كل مواطن مسلم كان او مسيحي  في الدفاع  عن بيته وارضه ، لذلك لم يفتّشوا في صدوروهم عن ايمانهم ... بل طلبوا منهم جميعا ان يدافعوا عن ديارهم و أعراضهم ...  لذلك فان المشكل اليوم  يصبح اكثر تعقيدا عندما نسمع حلولا تعيد ربط الاحتلال بالدين ، فتشترك في طرحها مع ما يدّعيه المحتلون .. كما تثير خلطا كبيرا في اذهان الناس بين ما هو خاص بكل فئة كالعقيدة ، وبين ما هو جامع لكل الناس كالارض ، والوطن ..
هكذا تبدو مشكلة فلسطين اليوم  بسيطة ، وواضحة ، خلاصتها ان اهل فلسطين  شعب  تعرّض للعدوان على امنه ووجوده ، عندما قدم غزاة من وراء البحار لم يكن يعرف أي واحد منهم قبل ذلك ارض فلسطين ، مدّعين انها ارض الميعاد كما تقول اساطيرهم الكاذبة ، التي أحكم اخراجها كهنتهم .. كما أنهم عندما قدموا اعتمدوا كل وسائل الارهاب ، فقـُـتل من قـُـتل   وشـُرّد من شـُرّد ليصبحوا لاجئين ، و بقي من بقي تحت الاحتلال ، بعد ان صُودرت اراضيهم و هُـدّمت بيوتهم ثم بُـنيت على انقاضها مستوطنات الصهاينة الوافدين ..
لم تكن اذن مشكلة فلسطين مشكلة صراع  ديني تدور بين اليهود والمسلمين لاسباب بسيطة و واضحة منها :
1- ان اليهودية دين قائم لدى المؤمنين بها على قاعدة ميتافيزقية ايمانية  في أي مجتمع ، في حين ان العلاقة بالارض هي علاقة ملموسة تربط كل فرد  بوطنه الاصلي مهما كان دينه ، أي أنّها علاقة قومية اذا كان المجتمع أمة كما هو الحال في عصرنا ، تمثل الارض عنصرا مهمّا و أساسيا في وجوده واستقراره . فلا يقوم الخلط اذن  بين ما هو مشترك بين كل الافراد في المجتمع و هي الارض التي بها يكتمل وطنهم ، فيبنون فوقها مجتمعهم و يعملون على تقدّمه ، و بين ما هو خاص بكل فرد او مجموعة داخل المجتمع مثل الدين . واننا لو نظرنا حولنا في الواقع لوجدنا  تعدّد  الاديان في كل المجتمعات ..  فكما يكون العربي يهوديا او مسلما او مسيحيا يمكن ان يكون أي مؤمن بهذه الديانات منتميا الى أي مجتمع  من المجتمعات والامم التي تملا الارض دون تناقض او تعارض بين انتمائه الى الدين وانتمائه الى الامة ..  
2 - ان اليهود الذين أتوا من كافة أنحاء العالم وأحتلّوا فلسطين ، لم ياتوا مبشـرين بالديانة اليهودية في الارض التي نزلت بها ، ولم يعملوا على نشرها  مطلقا . فقد كانوا رافضين ـ بعنصريتهم ـ الاندماج مع شعوبهم  في مجتمعاتهم الاصلية ، محافضين في نفس الوقت على تقاليدهم القبلية العنصرية ، متخلـّـفين بذلك عن شعوبهم التي تخطت تلك المراحل عندما اسهم أبناء تلك المجتمعات جميعا بالتفاعل مع غيرهم والانصهار التدريجي للتحوّل من الطور القبلي الى الطور القومي ، وقد ظلّ اولئك اليهود يعيشون قرونا في عزلة داخل ما يُعرف " بالجـيتو " ، وقد كانوا طبقا لسلوكهم الانعزالي منبوذين في مجتمعاتهم ، الى ان جاءت الفرصة سانحة  للتـّخلـّص منهم  بالهجرة الى فلسطين ، في اطار مخطط  يخدم مصالح الدول الاستعمارية ، ويحول دون ظهور كيان عربي موحّد يمكن ان يتحوّل الى قوة اقتصادية هامة في العالم ... وليس ادلّ على ذلك الا تزامن عملية التفتيت للوجود القومي العربي من خلال مشروع سايكس بيكو سنة 1916 وصدور وعد بلفور سنة 1917 الذي يعتبر حجر الاساس لمشروع الاستيطان في فلسطين والذي جاء في اطار ملابسات تلك الظروف .  
 3- ان الفلسطينيين الضحايا لم يـفرض عليهم اليهود قبل قتلهم او تهجيرهم او ابقائهم أحياء تحت الاحتلال ، ان يغيّروا معتقداتهم او ان يرتدّوا عن دينهم ليصبحوا يهودا او كفـّارا ... بل انهم جاؤوا كصهاينة تجمعهم العديد من المعتقدات التوراتية المحرّفة القائمة على الخرافات القبلية التي روّجو لها بينهم ، ثم اتخذوها ذريعة لتنفيذ مشروعهم العدواني ،  فأخرجوا السكان العرب  من ديارهم واستولوا على أرضهم بكل الوسائل ودون اعتبار لانسانية الانسان ، أو تمييز بين المتديـّـنين ..
4 - ان مشكلة المسلمين مع اليهود في عصر الخلافة ومنذ نشاتها في المدينة لم تكن على خلفية دينية اذ ان الاسلام ابقى على الديانات الاخرى " لكم دينكم و لي ديني " وسمح حتى للذين يريدون ان يبقوا على كفرهم بان يكون لهم حرية الاختيار " فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر " بل ان المشكلة كانت حول مسالة المواطنة في اطار دولة المدينة التي وضع الرسول صلى الله عليه وسلم  دستورها في ما يعرف بالصحيفة . اذ ان اليهود خذلوا المسلمين وتآمروا عليهم و خانوا انتماءهم الى مجتمعهم الجديد الذي لم يقم باقصائهم على اساس اختلافهم الديني بل أراد ان يجعل منهم مواطنين لهم حقوق المواطنة كغيرهم من اهل المدينة .   ان هذا التحوّل الذي ارسى قواعده الرسول صلى الله عليه و سلم  في المدينة يُـعتبر أول نواة للمجتمع القومي الذي سيظهر لاحقا بعد عدّة قرون لذلك تـُعتبر الصحيفة اول شهادة ميلاد للامة العربية  اسهم العرب المسلمون بالفتوحات في تكوينها تحت راية الاسلام التي رفعوها ، وهي ايضا اول وثيقة تنظّم الحياة بين المسلمين وغير المسلمين في اطار هذا المجتمع الجديد الموحّد .
تقول الصحيفة فيما يخص العلاقة بين المسلمين واليهود  : " بسم الله الرحمان الرحيم . هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ( اسم المدينة في الجاهلية ) ومن تبعهم ، فلحق بهم ، فجاهد معهم ، انهم امة واحدة من دون الناس ..."..." ... وان اليهود يتـّـفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين . وان يهود بني عوف امة مع المؤمنين . لليهود دينهم ، وللمسلمين دينهم مواليهم و انفسهم الا من ظلم او اثم فانه لا يوتغ  ( يهلك ) الا نفسه واهل بيته . وان ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف ( وذكر مثل هذا بالنسبة الى يهود بني الحارث و بني ساعدة    وبني جشم و بني الاوس وبني ثعلبة وبني جفنة )  وان جفنة بطن من ثعلبة .... وانه من فتك فبنفسه الا من ظلم ، وان الله على ابر هذا ( شاهد على هذا ) " ..... " وان على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم ، وان بينهم النصر على من حارب اهل هذه الصحيفة ، وان بينهم النصح والنصيحة ، والبر دون الاثم . وانه لن ياثر امرؤ بحليفه ، وان النصر للمظلومين ... وان يثرب حرام جوفها لاهل هذه الصحيفة . وان الجار كالنفس غير مضار و لا آثم .. وان الله على اصدق ما في هذه الصحيفة وأبرّه ، وانه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم . وانه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة الا من ظلم او اثم . وان الله جار لمن برّ واتقى .( محمد صلى الله عليه و سلم ) . 
 هكذا اذن كانت الصحيفة او الدستور الجديد تمهّـد و تدشـّـن لظهور طور جديد من المجتماعات لم تعرفه القبائل العربية في وسط الجزيرة من قبل " شعب "  يتوحّد الناس فيه مع اختلاف الدين ، فترقى العلاقة بين الناس الى ما فوق الطور القبلي حيث تظهر العلاقة الجديدة بالارض وتتغير أسس المعاملات بين الناس على قاعدة المواطنة او الانتماء للوطن ، ولذلك استحق اليهود من بني قينقاع وبني النضير وبني قريضة جزاء النفي بسبب خيانتهم  لمعارك الدفاع المشترك عن الوطن (المدينة) . 
 لم تكن اذن مشكلة الخلاف مع اليهود في عهد الرسول او بعده قائمة على أسس دينية بل انها ظلـّـت - الى ما قبل ظهور المشروع الصهيوني -  تقوم على اساس المواطنة ، اذ ان اليهود لم يكونوا مواطنين صالحين في الدولة . وان مثل هذا النوع من الخلاف او من الصراع لم يقتصر على اليهود وحدهم بل ان في تاريخ دولة الخلافة من كان من المسلمين  اكثر خطورة على تلك الدولة  من اليهود انفسهم .. ثم انها كانت مشكلة اليهود في كافة انحاء العالم الرافضين للاندماج  في مجتمعاتهم  حتى في الدول الاوربية .. فلا  يقوم شك او شبهة او تظليل بادعاء العداء التاريخي بين اليهود   والمسلمين على اساس الدين . وان المشكلة في جوهرها لم تكن مطروحة بهذه الحدّة نظرا لقلة عدد اليهود الذين كانوا يعيشون بين المسلمين على امتداد دولة الخلافة  
 5 - ان المشكلة الحالية في فلسطين ليس بيننا وبين اليهود على اساس معتقدهم او دينهم بل على اساس الاستيلاء على الارض ، وانها لم تكن على هذا الوجه الا عندما شرعوا في التخطيط لاحتلال فلسطين ، أي منذ ان اعتنق من اعتنق منهم العقيدة الصهيونية القائمة على الاعتقاد بحقهم في فلسطين ، وهي لم تكن موجودة من قبل ، وفي ذلك يمكن ان يستوي معهم من يقول بهذا القول سواء من المسيحيين او حتى من المسلمين . وان اكبر دليل على ذلك انهم عاشوا منتشرين على امتداد الدولة الاسلامية من اقصى الشرق الى اقصى الغرب بالاندلس ...   

هكذا بدات المشكلة بالتحديد بين العرب والصهاينة منذ ان بدأوا يخططون لاحتلال ارض عربية متسترين بالدين . وهي ليست المرة الاولى التي كنّا فيها ضحية مثل هذا الخلط ، ففي السابق قدم المحتلون الصليبيون الى ارض فلسطين يمنـّون انفسهم بثرواتها وخيراتها مدعين حقهم فيها وقد كانت مهد الرسالة المسيحية ، ولم يكن النصر حليف العرب الا بعد ان سفـّهوا هذه المعتقدات الكاذبة ، وحشدوا طاقاتهم ووحدوا صفوفهم مسلمين ومسيحيين دفاعا عن الارض غير عابئين بادعاء المحتلين . 
 فلسطين على هذا الاساس كغيرها من الاراضي العربية قد دخلت في اطار الوجود القومي  منذ الفتح العربي الاسلامي الذي اسهم في توحيد القبائل والشعوب الممتدة بين الخليج والمحيط ، واعطاها القرآن لغة جاهزة وهي لم تكن لغتها جميعا قبل الفتح  . فاصبحوا بمرور الوقت عربا صاغوا جميعا بتفاعلهم الحر والمشترك حضارتهم الواحدة هي الحضارة العربية الاسلامية  .. وبهذه التحوّلات الاجتماعية الحاصلة  لم تعد فلسطين ارضا تختص بها أيّ من القبائل او الشعوب التي عاشت فوقها  طوال المراحل السابقة على الطور القومي ، لان  أبرز ما يتميّـز به  الطور القومي عن الطور القبلي هو عنصر الارض . اذ انه خلال المراحل القبلية لم تكن القبائل تختص بما تختص به الامم  . فهي دوما قبائل متنقلة ومرتحلة بحثا عن مصدر العيش ، او متحالفة في شكل قوى ضاربة تغزو  وتسيطر على ما يقع في طريق غزوها عنوة او صدفة ، حيث  شهدت البشرية مراحل طويلة من الغزو ، والغزو المضاد في اطار ما كان يعرف بعصر الامبراطوريات ،  فتمتدّ الارض وتتقلّص تحت اقدام الفاتحين وفقا لموازين القوى الذي يعود الى قدرة جنودهم وجيوشهم على ضم ما يقع تحت طائـلتهم ثم على مدى قدرتهم على الحفاض على ما اصبحوا يسيطرون عليه .. وهو ما عُـرف بحق الفتح الذي يرضى بنتائجه الغالب والمغلوب ..  وقد كانت الامبراطورية العربية الاسلامية واحدة من امبراطوريات عصرها هذّب الاسلام  اسلوب الفتح لدى الفاتحين المسلمين اذ كان الاسلام دينا يدعوا للعدل والمساواة دون تمييز .. ومشروعا يحمل قيما انسانية تحترم انسانية الانسان ...لا يوجد لدى غيرهم من الفاتحين .. فاتـّسعت اراضيها ثم استقرت زمنا تحت سيطرتهم عندما كانوا قادرين على حمايتها ، ثم بدات تتقلـّـص شرقا وغربا مع بزوغ عصر القوميات ، الى ان وصلت دولة الخلافة الى شيخوختها ، زادتها الصراعات الداخلية واطماع الدول القومية الاستعمارية مرضا على مرضها مما أجبر سلطة الخلافة على العديد من التنازلات ، اهمها تقديم الامتيازات لهذه الدول ، و سكوتها ، او عدم قدرتها على مقاومة هذه الاطماع التي وقع تتويجها باحتلال اقطار عربية  ووضعها تحت الحماية .. ثم  بصدور مشروعين اساسيين صُودر بهما مستقبل العرب منذ ذلك التاريخ والى حد الآن هما مشروعي سيكس بيكو ووعد بلفور.. كما لا ننسى ما صاحب مطامع الدول الاستعمارية في اطار السعي لتحقيق مصالحها القومية ، من مصالح للاتراك العثمانيين انفسهم . اولا بتغليب مصالحهم القومية محافضين على وحدة أمّـتهم في مقابل التنازل عن وحدة العرب ، ثم محاولاتهم الهيمنة عليهم باستعمال وسيلة الـتـتريك ، ففقدت بذلك دولة الخلافة صفتها الجامعة على قاعدة المساواة  و تحوّلت الى اطار هش للسيطرة على العرب ..غير ان كل هذه الاطماع   والمحاولات كانت سببا في ظهورالحسّ القومي للعرب وانطلاق مقاومتهم لكل هذه المشاريع ، أي للاتراك  والاروبيين معا ..
6– ثم اخيرا وليس آخرا ، ان ساحة الصراع لم نرها تستقطب عمليا الى حد الآن في ساحات الدفاع المباشر عن فلسطين أي جهة  او قوّة من أي دولة اسلامية سواء كان حزبا  اسلاميا ، او جيشا لدولة اسلامية او حتى افرادا من المسلمين من دون المواطنين العرب الذين قدّموا قوافل من الشهداء ، ما عدى بعض الشعارات الفضفاضة التي نراها في مؤتمرات منظمة المؤتمر الاسلامي التي لا تخرج عن اطار الدعاية والمزايدة على غرار الجامعة العربية ، بحيث اننا لا نسمع منهما الا تنديدا او قرارات لا ترى النور ... في حين ساهمت اجيال من الشباب العربي ، والجنود العرب على مدى عقود طويلة لم تنقطع خلالها المساهمة والتضحيات التي قدّموها من اجل فلسطين .. لذلك فان ما يكذّبه الواقع لا يمكن ان نبنيه على الشعارات والعواطف الجيـّاشة ، وحتى لا يتحوّل – وقـتها  - كل ما نقوله الى تضليل .. 

( القدس ) . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق