بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 20 يناير 2013

في ذكرى المولد النبوي الشريف ..



في ذكرى المولد النبوي الشريف ..

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهـره على الدين كله ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و اصحابه اجمعـين ..
قال تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) . وقال صلى الله عليه و سلم عن انس بن مالك : ( انك مع من أحببت ) . قال أنس فما فـرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عـليه وسلم:  فإنك مع من أحببت ...
في مثل هذه المناسبات ، ترتفع اصوات النهي عـن كثير من الاعمال بغـير حق . مدعـية  ان ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه و سلم او اصحابه من بعده هو من البدع . و هم يتناسون القاعدة الشرعـية التي يعتمدها و يقرّها كل العلماء وهي ان " الأصل في الأشياء الإباحة لذلك لا حرام إلا ما ورد فيه نص صحيح صريح . " كما يتناسون ما يتـّـبعونه  من مظاهرالسلوك التي لم تكـن حتى لتخطر على بال الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم زمن الوحي .. اذ هي كلها من امور الغـيب الذي لم يكن يعلمه الا الله .. وهؤلاء ان كانوا صادقين فعلا فيمال يدعونه عن  مقولة البدع عليهم ان يتخلوا عـن كل ما ظهر بعد الرسول صلى عليه وسلم من مظاهر حياتية واكتشافات ووسائل عصرية .. عليهم أن يتخلوا عن ركوب السيارة والقطار والطائرة .. وان لا يستعملوا الهاتف الجوال ، والتلفاز والكهرباء والمكيفات وكل الوسائل المنزلية والشخصية الحديثة التي لم يستعملها الرسول صلى الله عليه و سلم او الصحابة ... ثم عليهم ان لا يقيموا في النزل عندما يسافـرون ، و ان لا يفتـرشوا ما لم يستعمله الرسول فراشا له ، وان ينزعوا تلك الاحذية الثمينة التي يشترونها ، ليلبسوا نعالا من جلود الحيوانات ، وعليهم ان لا يستعملوا الاسلحة المتطوّرة ، والمتفجرات التي يقومون بتهريبها ويتاجرون بها .. فاما ان يعيشوا حياة الرسول كاملة فيقلدونه في كل شئ او ان يكـفوا عـن مغالطة الناس .. و الواقع ان كل ما يروّجونه هو البدعة ذاتها . لانه لا يستند الى نص صريح  من كتاب الله او من سنة رسوله . كما ان الثابت عـن رسول الله و صحابته انهم لم يغـيـروا من مأكلهم او ملبسهم او من نمط حياتهم شيئا اثناء البعـثة .  بل ان الرسول صلى الله عليه و سلم قد واصل حياته كما كان قبل الرسالة .. فهو يلبس ما يلبسه اهله وعشيرته من المسلمين ومن غير المسلمين ، ويجلس كما  يجلسون وياكل ما ياكلون ، ويشاركهم افراحهم واتراحهم دون ان يطلب منهم تغييرا لنمط  عيشهم الا ما خالف مقاصد الدين ، ولم يطلب منهم تعقيدا لحياتهم ، بل على العكس من ذلك فقد كان داعيا لليسر لا للعسر في جميع نواحي الحياة .. وهو ما يؤكد ان كل هذه المسائل متروكة للتطور ، وهي  مسائل متغـيـرة ومتبدّلة من زمان الى زمان ، و من مكان الى مكان ، حسب ظـروف الناس ، وان من يفعل عكس ذلك فهو يعارض الفترة السليمة التي تجعل الناس يغـيّـرون عاداتهم وتقاليدهم عندما تصبح قيدا على حريتهم  وتطوّرهم ..

 ( نشرية القدس العدد 55 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق