في ذكرى الثورة : من يكرم الشهيد يتبع خطاه ..
الثورة هي تغيير الى الافضل بالنسبة للسواد الاعظم من
الناس .. اما عكس ذلك فهو انتكاسة وانحراف وتراجع الى
الوراء . ففي مجتمع استقوت فيه فئة على فئة ، حتى أصبحت
تحتكم الى شريعة الغاب وجعلت الظلم والجور يفوقان اي احتمال ، و هي لا تزال
الآن تسيطر على مفاصل الدولة والاقتصاد .. لا يمكن ان تكون فيه حكومة الثورة
محايدة تقف على نفس المسافة بين جميع الفرقاء قبل تصحيح المسار وارجاع الامور الى
نصابها ..
ولا يمكن لتلك الحكومة ان تغمض عينيها عن المحاسبة
التي ستحقق هدوء النفوس وتساههم بشكل مباشر في قبول التعايش على ارضية واحدة
لامكانية تحقيق الامن والاستقرار ..ولا يـُـقبل ان تقوم الجهات التابعة للحكومة في المجلس التاسيسي بتعـطـيـل عملية استكمال بناء المؤسسات المستقلة التي تقطع نهائيا مع الاستبداد ، فتتلاعب بالقوانين المنظـّـمة للهيآت الثلاث ذات الصلة بالقضاء والاعلام والانتخابات ، وتفوّت على الشعـب على المدى القريب والبعيد امكانية التاسيس لدولة المؤسسات التي لا تخضع لتبدّل الاشخاص واهوائهم بل تجعلهم جميعا يخضعون للقانون ..
كما لا يعقل ان تحصر دورها في استجداء عطف المستثمرين الذين ترى فيهم وحدهم المنقذ من البطالة ، او ان تستمر في بيع ممتلكات مُربحة للدولة بنفس الطريقة التي تبيع بها الممتلكات المنهوبة .... ثم يتحدثون عـن الارقام المذهلة للنمو.. ! فماذا يعـني غلاء المعـيشة وقلة السيولة وانخفاض قيمة الدينار والعجز عـن الادخار و تدهور القدرة الشرائية والعجز عن انجاز المشاريع ، و الزيادة في الضرائب ، وتدهور البنية التحتية في الطرقات والمنشآت العمومية وعجـز الدولة حتى عن صيانتها واصلاحها ، وارتفاع مؤشر الفساد والجرائم ..؟ هل يوجد نمو دون انعكاس على حياة الناس ؟ ولماذا نحتـفل بالثورة اذن ؟ هل نقول للشهداء ، والجرحى والمهمشين والقابعين بلا شغل والمحرومين من عامة الشعب يوم الاحتفال اننا حققـنا السراب ..؟
( نشرية القدس العدد 54 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق