من تونس
الى سوريا : معركة واحدة ..
لم يعد شيئا خافيا من الصراع ، بعد ان دخل الجيش الصهيوني على الخط لضرب
مواقع السلاح ومراكز البحث العلمي في دمشق
بعدما رجح الجيش العربي السوري الكفة لصالحه بتكبيد الارهابيين خسائر فادحة جعـلتهم
يفقدون العديد من المواقع التي ظنوا انهم تحصنوا بها ، حتى وصل بهم التفائل الى حد
الاعلان عن امارة مستقلة ، كما وصل بهم الطمع الى التفكير في السيطـرة على مواقع
حسساسة مثل المطار وثكنات الجيش ... ولعل اهم انقلاب في موازين القوى هو التفاف
الشعـب السوري حول الجيش ومؤسسات الدولة وانخراطه فعليا في الدفاع عن سوريا مما
جعل الجيش ينجح في استرداد المواقع الحدودية الاستراتيجية لمنع وصول الامدادات وتضييق الحصار على الارهابيين ،
فضلا عـن استفاقة قاعدة عريضة من الراي العام العربي الذين فهموا أبعاد هذه
المؤامرة التي لا تخدم الا اسرائيل ..
ان هذه المستجدّات الهامة جعلت الدوائر الاستعمارية بزعامة فرنسا وبريطانيا
، تشعــر بخيـبة المسعى ، فعادت تبحث من جديد عن تفعـيل مطلبها داخل الاتحاد
الاروبي برفع الحذر عـن الاسلحة للمعارضة
الموالية لها .. غيران تزامن هذه التطورات مع الغارة الصهيونية التي تستهدف مواقع
حساسة في سوريا ، يُـبّـيـن بما لا يترك مجالا للشك ، بان المعارك اصبح يديرها
مباشرة جنرالات الجيش الصهيوني بترتيبات مشتركة مع الادارة الامريكية .. كما لا
يخفى الدور الذي تلعـبه مختلف القوى الاقليمية والدولية المرتبطة مصالحها بالقوى
المعادية للامة العربية ، وعلى راسها الانظمة العربية العميلة التي ساهمت منذ
البداية في دعم الارهابيين ومنها النظام في تونس ، الذي ترك الحبل على الغارب ،
متبعا سياسة النعامة مع المجموعات المحلية ، رغم ظهورها مبكرا في مواجهات مع الامن
والجيش ، كما تم ضبط كميات مهولة من الاسلحة بحوزة انصارها ، لكن الجهات المسؤولة
ظلت تهوّن من أمرها ، حتى فوجئ بها الجميع في الاحداث الاخيرة بجبل الشعانبي ، وهي
ليست الا فصلا آخـر من فصول المؤامـرة الكبرى التي تحاك ضد الامة العربية لكي تقع في دوّامة من العنف والفوضى خدمة لامن اسرائيل
.. وهكذا فأن أطماع الحركات الدينية وولاءاتها الحزبية الضيقة جعلتها تستغل هذه
الظروف المتداخلة ، ظنا منها انها تستطيع توظيفها لصالحها ، وهي في الواقع تغرق أكثر
قأكثر في شراك العمالة والتبعـية ...
( القدس عدد 70 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق