نصر
أكتوبـر : دروس وعـبـر ..
ان اروع ما في حرب أكتوبر 1973 انها كانت حربا قومية باتم معـنى الكلمة ..
شاركت فيها مصر وسوريا فعليا في معارك هجومية وكانتا الدولتان المتفقتان منذ
البداية على جميع خطط الحرب وساعة الصفر .. في حين كانت مشاركة العديد من الدول
العربية لاحقا ، تمثل اسنادا معـنويا هاما ، وتعطي المعركة ابعادها القومية
الحقيقية .. و قد جاءت هذه المساهمات من الجزائر والعراق وليبيا والمغرب وتونس
والاردن والسودان والكويت .. التي وصلت جيوشها وطائراتها في اوقات متفاوتة من
الحرب ، و وُضعت كلها تحت تصرف القيادة العسكرية في مصر ..
والواقع فان حرب اكتوبر أو حرب العـبور كما تسمى في مصر، وحرب تشرين
التحريرية كما تسمى في سورية هي بالفعل ملحمة قومية تجسّدت فيها كل مضاهر التضامن
العربي والارادة السياسية منذ انطلاق حرب
الاستنزاف في أعقاب هزيمة 67 .. وهي اطول
حرب فـرضتها القوات العربية المصرية على اسرئيل وخاضتها ببسالة على مدى ثلاث سنوات
.. ثم التحق الجيش العربي السوري في الاعداد لحرب مشتركة انطلقت يوم 6 أكتوبر 1973
..
ان هذا النصر الذي تحقق في ذلك الوقت بفضل التضامن العربي وحشد جزء يسير من
الامكانيات القومية ، فتح عيون الاعداء على خطورة الدور القومي في المعـركة ، فبدأ
الاعداء منذ وقت مبكر يخططون لضرب وحدة الامة و تفتيت نسيجها الاجتماعي من خلال
مخططات الفتنة التي كان لبنان مسرحا لها منتصف السبعينات .. ثم ظهرت الدراسات
الصهيونية التي تتحدث عن تفتيت الاقطار العربية من خلال اثارة النعـرات الطائفية ،
والعـرقـية بين مكونات المجتمع الواحد ، لادخالها في دوامة العـنف والاقتتال
الداخلي الذي يؤدي بالضرورة الى اضعافها جميعا .. وقد استطاعت الولايات المتحدة والصهيونية
بنجاح من استغلال كل الظروف السيئة التي عاشتها الامة بعد اتفاقيات كامب ديفد و
تخلي مصر عن دورها القومي ، لتحقيق
اهدافهما والوصول بالوضع العربي الى ما هو عليه اليوم ..
( نشرية
القدس عدد 92 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق