في ذكرى الثورة اليمنية ..
قامت الثورة اليمنية في
26 سبتمبر 1962 وهرب الامام الى السعـودية ، و من هناك بدأت القصة مع النظام
السعودي .. حيث كان آل سعود منذ نشأتهم ضد أي تغـيير الى الافضل ، وضد أي محاولة
للتحرر والاستقلال الحقيقي من قبضة الاستعمار .. لذلك كانوا ولا يزالون قادة الحلف
الرجعي ورموز الخيانة لقضايا الامة ، المتآمرين دوما على الثورات الحقيقية التي
تقارع الاستعمار والصهيونية .. والداعمين لقوى الردة والثورة المضادة في أي مكان ، بتقديم
المال وتجنيد العملاء ..
ذلك هو نهج النظام
السعودي منذ نشأته ، والذي تربت في أحضانه الحركات الرجعـية مثل الاخوان المسلمين ، وذلك هو تاريخه الاسود خلال فتـرة الخمسينات والستينات التي شهدت فـيها
الامة العـربية ذروة المد القومي للثورة العـربية الشاملة بعد ان انطلقت منذ بداية
القرن بالتمرد على مشاريع التتيرك في المشرق ، والتهويد في فلسطين والفرنسة في
الجزائر .. وقد ساهم ذلك النظام بتحالفه
مع الاعداء ودعمه للانظمة الرجعية خلال تلك المراحل من الصراع في استمرار التخلف العربي ، وتكبيد الامة خسائر
لا تحصى كما تبين هذه المقتطفات المنقولة من ويكيبيديا :
" .. في عام 1963 وحده
، أنفق السعوديون 15 مليون
دولار لتجهيز القبائل اليمنية الموالية للملكيين بالسلاح ، وتأجير المئات من المرتزقة الأوروبيين وإنشاء
محطة إذاعية خاصة بهم . وقامت باكستان ببيع بنادق للملكيين وكانت قد رأت فيها فرصة للتكسب من الحرب. وكان
يوجد بعض عناصرالحرس الوطني السعودي تقاتل
في جيش الإمام . وقامت إيران بدعم
الملكيين بالمال فقد وجد الشاه محمد رضا بهلوي أنه
يجب عليه دعم الإمام محمد البدر الشيعي
الزيدي. وسمح البريطانيون بمرور قوافل
السلاح عبر أراضي أحد حلفائهم في الجنوب العربي وهو شريف بيحان الذي كان تحت حماية
الإدارة البريطانية في عدن. وقامت
الطائرات الحربية البريطانية بعمليات نقل جوية لإعادة إمداد قوات الإمام ...
وقد تم إرسال مرتزقة من فرنسا ، وبلجيكا ، وإنجلترا، من
الذين حاربوا في روديسيا ، شبه الجزيرة المالاوية ، والهند
الصينية ، والجزائر،
لمساعدة الإمام ..
كما قام أولئك المرتزقة بتدريب رجال
القبائل على استخدام الأسلحة المضادة للدبابات مثل المدفع عيار 106 مليمتر، وكذلك
قاموا بتدريبهم على زرع الألغام ...
وفي أثناء الحرب ، قامت المملكة العربية السعودية والأردن بعقد
اتفاقية للدفاع المشترك والتعاون العسكري عُرفت باتفاقية الطائف . وبسبب لجوء بعض الطيارين
السعوديين إلى مصر بعد رفضهم قصف المواقع المصرية في اليمن ، التجأ
السعوديون إلى الأردن للقيام بالغارات الجوية . وبالفعل ذهب وفد عسكري أردني إلى
السعودية يرأسه قائد الجيش حابس المجالي ومعه قائد
سلاح الجو سهل حمزة للاتفاق
على تفاصيل الضربة الجوية التي سيقوم بها طيارون أردنيون . وكانت الأهداف التي يجب
ضربها مطارات صنعاء ، الحديدة ، وتعـز، وتدمير الطائرات والمعدات الموجودة، من
بينها السفن المصرية في البحر الأحمر المتجهة والعائدة من اليمن، إذاعة صنعاء ،
محطة الاتصالات اللاسلكية، ، إذاعة تعـز، وميناء الصليف شمال مدينة الحديدة .
وبسبب طول المسافة وصغـر سعة خزان وقود
الطائرات ، فقد تم الاتفاق على ضرب الأهداف ثم الاتجاه إلى القاعدة العسكرية
البريطانية في عدن لإعادة
التزود بالوقود وإكمال تسليح الطائرات وفي طريق العودة يتم ضرب أهداف أخرى .
وفي أثناء زيارة الوفد العسكري غادر قائد سلاح الجو الأردني - سهل حمزة -
السعودية إلى عمان بدون إبداء الأسباب وكان في نيته مقابلة العاهل الأردني لمناقشته في جدوى الأمر .
وعندما لم يستطع مقابلته . قرر التوجه بطائرته إلى القاهرة لمقابلة عبد الناصر. وقد
ذكر سهل حمزة في إحدى الأحاديث الصحفية أنه فكر في الأمر وتوصل إلى أنه إذا رفض
القيام بالمهمة فسيقوم بها غيره ، وإذا امتـثل فهو " عار له ولبلده " ... وهكذا لجأ الى مصر ، كما لجأ ـ بعد ذلك ـ طيارون شرفاء آخرون ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق