عامان بعد الثورة الكاذبة : المليشيات .. والفوضى .. وخطرالتقسيم ..
عامان يمرّان على استشهاد العقيد معمرالقذافي في 20 / 10/2011 بواسطة غارات جوية مكـثـفة وهمجية شنها
حلف الناتو على طرابلس وسرت والعـديد من المناطق الأخرى بحجة تحرير ليبيا ..
والواقع اننا عندما نلتفت الى وضع ليـبيا الحالي نجدها تـرزح تحـت وطأة البند
السابع للامم المتحـدة الذي يبـيح التدخل
الاجنبي في كل لحظة وفق تقديرات الدول التي هندست الحرب ، والتي ستعمل على ابقاء هذا القيد الى ما لا نهاية بدعوى عدم استقرارها ، فتظل تحت الحماية
الدائمة والتبعـية المفروضة بقـوة القانون الدولي ، وهو ما سيـجـعــلها واقـعة تحـت
الهـيمـنة والضغــوط الخارجية على مدى عقود في المستقبل ..
اما من الناحـية الداخلية
فان كل شئ قد تغـير في ليبيا الى الاسوء ،
حـتى اصبحت اشبه بغابة تتصارع فيها كل
أنواع الوحوش .. وليس أدل على ذلك الا عجـز الدولة عـن حماية رموزها الوطنية مـثلما
حصل لرئيس الوزراء الذي وقع اختطافه في
وضح النهار .. الى جانب عجزها التام عـن
السيطرة على ثروات النفط وحمايتها من
المليشيات المسلحة التي تعمل على نهبها ..
أما المواطن العادي فـقـد
أصبح وضعه أكثـر تأزما وخطورة بسبب حوادث الاختطاف
والاغتصاب والاغـتـيالات ، وفي ظل فوضى السلاح التي بات من الواضح ان أيادي خفيّة دولية واقليمية
تحركها ، كما تستفيد منها أطراف محلية وأجنبية ، وهو في الواقع وضع مأساوي يهدد
بالانفجار في أي لحظة سواء داخل ليبيا أو خارجها .. فضلا عن خطر التقسيم الذي تلوّح به أطراف عديدة مستفـيـدة من التغـيـيـر
الحاصل على هذا الوجه ..
( القدس عدد 94 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق