مؤتمرشيوخ الفتنة ..
لقد توافد شيوخ
الفتنة - ومنهم القرضاوي والعريفي وحسان - على مصر منتصف شهر جوان 2013
للتآمر على سوريا وشعبها باسم الدين ، والدين منهم براء .. بترتيبات على
أعلى مستوى من أمريكا وقطر وحكام آل سعود
، وبطواطئ من مصر التي احتضنت " مؤتمر علماء الامة " بحضور نائب الرئيس مرسي ، ثم نظمت مؤتمرا ثانيا
بعد يومين فقط تحت عنوان " مؤتمر
الامة المصرية لنصرة سوريا " والذي افتتحه الرئيس مرسي في القاعة المغطاة
بالقاهرة .. و قد وقع هذين المؤتمرين في اطار ردة الفعل الجنونية على تحرير القصير
وهو الحدث الذي اهتز له كل أعداء سورية وعلى رأسهم اولائك المنظمون لهذه المؤتمرات
المشبوهة .. التي تمت أيضا بترتيب من التنظيم العالمي للاخوان المسلمين و "
المجلس التنسيقي الاسلامي العام " التابع للسلفية في مصر .. وغيرهما من
التنظيمات التي كانت تعمل جاهدا منذ بداية الحرب على اسقاط النظام لفائدة الاخوان وبقية الحركات الدينية في سوريا ،
وقد اعترف رئيس " رابطة علماء أهل
السنة " في مصر صفوت حجازي وأعلن أمام المؤتمر الاول أن " الرابطة ترسل
السلاح إلى سوريا لدعم المعارضة منذ نحو عام " ، مضيفا ان " رابطة علماء أهل السنة ستكون
أول روابط العلماء التي تدفع بلواء الجهاد في أرض الشام " ..
ولذلك فان كل هذه الجهات المنظمة للمؤتمر
أرادت في الواقع ان تجعل من شيوخ الفتنة آداة لتنفيذ أغراضها ، وتتخذ منهم غطاء للعدوان
على سوريا في شكل فتاوي دينية .. وهي في الحقيقة بمثابة الاعلان للحرب عن العـروبة والاسلام ، ونصرة لامريكا
واسرائيل التي بات أهلها ينامون آمنين مطمئننين .. وعوض ان يتخذ علماء الامة كما
يسمون انفسهم مواقفا ضد اسرائيل وامريكا ولو حتى بالكلام ، نجدهم ينادون بالتدخل
الخارجي في سوريا ويعلنون النفير والجهاد ضدها وهو البلد العربي المسلم الذي احتضن
المقاومة منذ تشريدها على يد الصهاينة حين
لم تحتضنها تلك الحكومات النفطية ، واحتضنت هؤلاء الشيوخ ، ورعتهم ، وأغدقت
عليهم من المال الحرام حتى صاروا ادوات طيعة في أيديها .. وهم في الواقع ما كانوا بعلماء
، بل عملاء الامة الذين يخدمون المشروع الصهيوني الساعي منذ نشاة كيانه العنصري
الى تقسيم المقسم و تفتيت المفتت حتى تزداد الامة ضعفا وتمزقا وعجزا وتخلفا ، فتبقى
اسرائيل في سلام .. أمّا تباكيهم الكاذب على الشعب السوري فهو النفاق بعينه .. لان
شعب فلسطين المشرد الذي يقتل و يذبح على ايد الصهاينة كل عام ، وتنتهك مقدساته
وأعراضه ، هو أولى باعلان الجهاد لنصرته ..
ثم ان الشعب السوري يقدر كغـيـره من الشعوب على الدفاع عن نفسه
والصمود في وجه الاستبداد اذا سُلط عليه
.. فلماذا بعثوا له بالارهابيين من كل فج عميق ؟ ألا يعملون على بث الفوضى للسعي من خلالها الى
السيطـرة على الحكم كما فعلوا سابقا في ليبيا ؟
ولماذا لم تتحرك ضمائرهم ، ونخوتهم تجاه الشعب العراقي
عندما كانت تدكه أمريكا بالاسلحة المحرمة ؟ و لماذا لم يعلنوا الجهاد على اسرائيل أو
على الحكام الذين يصمتون و لا يفتحون الحدود ؟ هل كانت ضمائرهم ميتة عندما ارتكب الصهاينة
عشرات المجازر في لبنان وفلسطين وضربوها بالقنابل الفسفورية المحرقة و قصفوا البيوت
على اهلها وهم نيام ؟
ثم اين هو الحراك الشعبي في سوريا الآن ؟ الم
تصبح الحرب على سوريا دفاعا عن اسرائيل ، بعد أن اصبح الشعب السوري يقف الى جانب
قوات الجيش مدافعا عن وطنه ، حين ادرك خيوط المآمرة وأبعادها ؟ وماذا يعني التحريض
على الشيعة في سوريا وهم جزء من نسيج المجتمع الذي استقر على التعدد والتنوع منذ
قـرون ؟
ان تلك الدعوات هي محاولة عابثة لجر البلاد الى مزيد من الفتنة والاقتتال الداخلي الذي يمكن ان
ينسب الى اولائك الشيوخ المأجورين ، لكنه لا يمكن باي حال من الاحوال ان ينسب الى
الاسلام دين الوحدة والمحبة بين الناس ، الذي يحرّم اراقة الدماء بين المسلمين ولا
يدعو الى الجهاد الا ضد المعتدين ، وهم في وطننا العربي اليوم يتمثلون في الصهاينة
والامريكان الذين يستنجد بهم دعاة الفتنة للعدوان على سوريا ..
(
القدس عدد 93 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق