وعد
بلفور .. وعد من لا يملك لمن لا يستحق ..
لم
تمر أكثر من سنة على مشروع سايكس بيكو سنة 1916 الذي قسم الوطن العربي الواحد الى
دويلات ، حتى صدر وعد بلفور المشؤوم في 2 نوفمبر 1917 ، ليسرق فلسطين أمام مرأى و
مسمع الجميع .. حيث وجه في مثل ذلك اليوم اللورد بلفور وزير الخارجية البريطاني ،
رسالة الى الملياردير الصهيوني ليونيل روتشيلد لتكون وعدُ من لا يملك الى من لا
يستحق ، بانشاء كيان عنصري قائم على العقيدة الدينية على الارض العربية ، وهو ما
شكل عدوانا عنصريا منذ ذلك التاريخ ، على الارض والشعب ، بدأ التمهيد له سرا بشراء
الاراضي ، ثم بتنظيم الهجـرة السرية اليهودية من شتات العالم الى أرض فلسطين ،
التي لم يكن عدد اليهود فيها يتجاوز الـ 6 % من مجموع السكان ،
وأغلبهم من اليهود العرب الاصليين .. ثم انتقل المخطط الصهيوني - البريطاني الى
العمل العدواني المسلح تحت رعاية بريطانيا ، التي قدمت كل التسهيلات منذ ذلك التاريخ
و حتى قيام دولة اسرائيل سنة 1945 ، وفاء للوعد الذي لا تزال الامة تعاني من
تبعاته الى اليوم ، وهو ينص على ما يلي :
وزارة الخارجية في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917 .
عزيزي اللورد روتشيلد :
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته ، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته :
" إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام
قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن
يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي
تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ، ولا الحقوق أو الوضع السياسي
الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر " . وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح .
المخلص آرثر جيمس بلفور .
( القدس عدد 95 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق