بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

أوجاع الوطن ..

أوجاع الوطن ..

حين اشتعلت شرارة الثورة في سيدي بوزيد ، وانتفض النقابيون والمعطلون والمهمشون ،  ثم سرت باصرار منهم في بقية الجهات ، لم يكن هناك ملتحين ، ولا سلفييين ، ولا نهضويين .. ولم  نسمع وقتها  تكبيرا على تلك الطريقة ، ولم نر رايات سوداء ، كما لم نسمع أحدا من هؤلاء يتكلم في قناتهم الجزيرة لنقل الاحداث ، ويقدم تحليلا في نشرات الاخبار، بل كان يقوم بذلك الدور النقابيون والقادة الميدانينن للثورة من القوى الثورية الحقيقية القومية واليسارية ، المعـروفة أسماؤهم وعناوينهم .. والذين ظلوا مطاردين من طرف النظام حتى رحيله يوم 14 جانفي 2011 ... ولم نر من هؤلاء الذين خرجوا من جحورهم بعد الثورة ، رمزا واحدا يتكلم في اجتماع شعـبي مثلما فعل غيرهم من الاطراف السياسية .. ولم يظهر ولو واحدا منهم قبل سقوط الطاغية في فيديو من بين مئات الفيديوهات التي تابع العالم من خلالها أحداث الثورة ، أو حتى في صورة فوتوغـرافية تؤكد انخراطهم الفعلي والميداني ، واقدامهم على التضحيات التي قدمها أبناء الشعب  طوال تلك الفترة ، لسبب بسيط واحد هو غيابهم الكلي عن الثورة بأدوارها وأفكارها .. فهم لا يؤمنون أصلا بالثورة الشعبية ، بل كان أقصى طموحهم أن يمنحهم النظام دورا ثانويا يتمثل في النشاط الدعوي بالنسبة للبعض ، أو الانخراط في اللعبة السياسية عن طريق النهج الاصلاحي بالنسبة للبعض الآخر .. والواقع ان نجاح الثورة في نهاية المطاف ، قد منح العديد منهم حريتهم كاملة  حين رُفعت عـنهم الراقابة  والقيود ، وحين خرج الكثيرون منهم من السجون ، أو حين تمكن غيرهم من العودة الى أرض الوطن بعد غربة دامت بالنسبة للبعض عشرات السنين ..
تلك هي الحقيقة المؤلمة بالنسبة لهؤلاء الذين لا يريدون سماعها ثم ينزعجون ويردّون عليها بالانكار دون دحض لحجة أو اثبات ..
غير ان الحقيقة الاكثر ايلاما ووجعا هي سرقة الثورة ، والغدر بها من خلال التلاعب بالارادة الشعبية التي  خذلوها وتآمروا عليها حين  أداروا ظهورهم للشعب ،  دون التفات لمن يعمل على تجويعه وترويعه ، ويعبث بأمنه ومستقبله .. فاستفردوا بالحكم ، وعزلوا القوى الثورية الحقيقية ، ثم جنحوا لمهادنة العصابات من اعداء الثورة ومساومتهم ..


( القدس عدد 95 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق