في
ذكرى 9 افريل :
نفس المطلب منذ 1938 ... لا بد من
حكومة وطنية .. !!يوم 9 افريل 1938 ، خـرجت المسيرات الشعـبية في شوارع تونس ، خرج الرجال ، والنساء .. والتقوا جميعا يتقدمهم ثـلة من المناضلين : علي البلهوان قادما على رأس مسيرة ضخمة من ساحة الحلفاوين .. والمنجي سليم قادما من " رحبة الغـنـم " على رأس مسيـرة ثانية .. رافعـين اللافـتـات .. مردّدين الشعارات المنادية برحـيـل المستعمـر ، والمطالبة باقامة برلمان تونسي يعـبّـر عن السيادة الوطنية ويمكّـن الشعب من التداول السلمي على السلطة ، منادين بصوت واحد لا بد من حكومة وطـنية ... ولقد انقضى ذلك اليوم بعد أن سقط فيه العشرات من الشهداء و الجرحى .. ثم توالت المحطات النضالية في كامل تراب تونس من شمالها الى جنوبها .. حيث كانت أحداث 9 افريل الشرارة التي اشعـلت فـتيل الثورة سنة 1952 لتتواصل حتى الحصول على الاستقلال التام سنة 1956 بعد مسيـرة طويلة من الكفاح والتضحيات ، قدّم خلالها أبناء تونس آلاف الشهداء .. من أجل استقلال وطـني حقيقي ، وحكومة وطـنـية .... وقد جاءت حكومة الاستقلال لتبدأ بتصفـية حساباتها مع الـثـوار الذين رفضوا تسليم السلاح حينما طــُــلب منهم ذلك قبل الحصول على الاستقلال التام .. فهم يعـرفون جـيـدا ما يطلبون .. لأن الاستقلال الداخلي في نظرهم لا يكفي وحده لقيام حكومة وطنية مستقـلة ، فأصرّوا على مواصلة الكفاح حتى الحصول على استقلال غـيـر منقوص .... غير ان الرجل الذي اختـزل الوطن بأكمله في شخصه - كما فعـل نابليون بونابارت حينما قال قولته الشهـيـرة : " الدولة هي أنا " - قد أخذ الجميع بذنبهم الوحيد : "اخلاصهم للوطـن " .. فأعدّ لهم المحاكم والمشانق ، وقام بتصفـية جميع من خالفه الرأي ، ليتربّع وحده على العـرش مدى الحياة حتى أصابه العجـز التام ، فانقـلب عليه وزيره الأول بانقلاب ابيض سنة 1987 ، أخذ به الدولة والحكم بعـيدا عن الوطن .. ليـبـقى ذلك المطلب قائما الى ما بعـد الثورة .. غـيـر أن الحكومات والاحزاب الاصلاحـية التي تقودها لم تفلح بعـد في تحقـيـقه .. ليظـل أحرار تونس يردّدون كما ردّد آباؤهم وأجدادهم من قبل : " لا بد من حكومة وطـنـية ".. تحفظ لهم قرارهم الوطني ، وتضمن لهم الحرية والكرامة والعدالة الاجـتـماعـية ..
( نشرية القدس العدد 118 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق