بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 7 أبريل 2014

من هم اصدقاء تونس بعد الثورة ...؟


من هم اصدقاء تونس بعد الثورة ...؟ 

ان المتأمل في علاقات تونس بعد الثورة ، يجدها غـريبة ، وبعـيدة عن منطق الثورات الشعـبية التي عـندما تحدث معـناه ان المجتمع في الداخل قد بلغ درجة من الفساد والظلم والقهر الاجتماعي بما يكفي لكي تعمّ النقـمة الشعـبية والاحتـقان اللذان يؤدّيات الى الثورة .. وهو ما حدث فعلا في تونس قـبل 17 ديسمبـر  ..  
وعليه فان هذا المنطق الثوري يُـفـتـرض أن ينعـكس على الواقع بعد الثورة ، من خلال تكريس القطـيعة مع المنظومة الاستبدادية الفاسدة في الداخل ، كما يُـفـتـرض أن ينعـكـس ذلك أيضا على علاقات تونس بالخارج لتكون قائمة على اساس مواقف الدول من الثورة وأهدافها  .. فلا يعقـل مثلا ان تكون أول الزيارات التي يقوم بها رئيس الحكومة ، باتجاه الدولة التي تحتضن الرئيس المخلوع ، وهي السعودية .. !! ولا يعقـل كذك ان تكون الدولة التي تحتضن البقية المتبقـية من الفارين من أفراد العصابة وهي قطر، هي الدولة الأكثر استقبالا للمسؤولين في حكومة الثورة وعلى رأسهم رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزير الخارجية .. !! وقد وصل الامر في النهاية الى حد اهانة الثورة والشعب والشهداء بتسليم أكبر وسام للجمهورية لأمير دولة قطر العميلة لأمريكا ، وعدوة التقدم والديمقراطية .. وهو الشعار الذي يُـفتـرض ان يعود إليه الاعتبار ، بجعله وساما وطنيا تستحقه الشخصيات الوطنية المناضلة في بلدانها ضد الانظمة الاستبدادية أو ضد الصهيونية والعنصرية والتي يكون لها تاريخا نضاليا طويلا ... هذا وقد حافظت تونس بعد الثورة على نفس العلاقات مع الدول الغـربية وأمريكا ، مقابل عدم السعي لبناء أي نوع من العلاقات مع الدول الاخرى الفاعلة في المجتمع الدولي مثل روسيا والصين ودول آسيوية أخرى يمكن ان تستفـيـد منها تونس  أكثر من المراهـنة على تلك الدول التي بيّـنت التجارب معها أنها لا تعطي شيئا دون شروط مُـذلة .. وهذا يعـني استمرار نفس العـقـلية التي كانت سائدة قـبل الثورة ، ونفس النهج ونفس التوجّهات في المراهـنة على الدول الرجعـية والدول الاستعمارية .. ولعـل خضوع تونس في سياستها الخارجية منذ الثورة لسياسة الأحلاف ، يمثل أكبر دليل على التبعـية وغـياب استقلالية القـرار الوطني بالكامل ... 

( نشرية القدس العدد 118 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق