بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 22 يونيو 2014

ما الذي يجبر السيسي على تقبيل الرؤوس ..؟



ظهر الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي وهو يستقبل الملك العجوز عبدالله بن عبد العزيز آل سعود داخل طائرته التي نزلت في مطار القاهرة اثناء عودته  من المغـرب .. ورغم أنه كان متوقعا أن يكون اللقاء وديا وحميميا على طريقة السيسي الذي يبالغ في اظهار المجاملة ، الا أنه لم يكن متوقعا على الاطلاق أن يظهر بتلك الصورة المقـزمة والذليلة أمام حكام آل سعود مهما كانت الخلفـية والحاجة الى ذلك ..
والواقع فان تلك الحركة المصطنعة والغـيـر مقبولة من طرف رئيس منتخب بنسبة تفوق الـ 96 % ـ  كما يزعمون ـ  وفي أكبر دولة عربية هي مصر .. التي تمكن فيها ذلك الرئيس من الوصول الى السلطة بعد أن شهدت ثورتين متتاليتين في أقل من سنتين  ، نتج عنهما اسقاط رئيسين يقبعان الآن في السجن .. فما الذي يجعل السيسي ينحنى بتلك الصورة المذلة ؟ وما الذي يجعل السعودية تقف الى جانبه لتسانده ؟ ..

قديما قالها الشاعر العربي عنترة بن شدّاد : لا تسقـنى ماء الحياة بذلة ... بل فاسقـنى بالعـز كأس الحـنظـل .. والسيـسي الذي كان يـراهـن منذ البداية على عـلاقـات مصر بالسعودية والكويت والامارات لا يبدو أنه سيحصل منها على ما يرغب فيه .. وهي تلك الدول المعـروفة في السنوات الأخيرة وحدها بوقوفها الى جانب أعداء الأمة العـربية وطـنا وشعـبا .. فهي التي عملت على تحويل ثوراتها الى فوضى ثم أوغلت في اجرامها لتدمير كل الأوطان  ، بمن فيها و من عليها .. وهي التي سهلت في السابق مهمة الاحتلال الامريكي للعـراق ، ومنحته اراضيها لينطلق منها لضرب  شعب عربي هو الشعب العراقي الذي تم وضعه تحت حكم سلطة عميلة  للاحتلال .. ثم زجوا به حاليا في أتون حرب طائفية قذرة لا يعـرف لها نهاية .. 
وواضح ان تلك الدول تحاول استغلال وضع مصر الذي يشهد صراعا داخليا بين أطراف سياسية متباينة ، لتدعم طرف ضد آخر ليس من أجل تحقيق مصلحة مصر ومساعدتها على تجاوز أزماتها  ، بل من أجل خدمة مصالحها ومصالح حلفائها .. لذلك لا بد أن تتساءل القوى الوطنية والقومية في مصر عن سبب سخاء هذه الدول في تقديم الهبات والقروض على غير عادتها .. فهل سيكون ذلك ثمنا لجرّ مصر الى مربع الرجعـية والتبعـية  من جديد .... ؟


( نشرية القدس العدد 129 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق