من
مظاهـرالتأويل الخاطئ للقرآن الكريم .
ان القرآن
الكريم كتاب سماوي مُـنـزّل من الله على نبيّه الامّي ، و منه الى عـباده كافة ،
في مشارق الارض ومغاربها .. و هو بما فـيه
من آيات مكتوبة غـير مقـروء بذاته ، بل لا بد له من قارئ يقرأه فـيفهمه .. و من هـنا يأتي
التأويل .. ولما كان الناس مختـلفون بطـبعهم ، اضافة الى وجود الآيات المتـشابهات
، فان الاختلاف في الفهم والتاويل واقع لا محالة .. وهو ما حصل فعلا بين العلماء
انفسهم منذ عهد الصحابة الى اليوم ..
ولعل مثل هذا الوضع يجعلنا نقبل بالاختلاف أولا ، ثم
نفهم لماذا يثاب المجتهد حتى وان جانبه الصواب ثانيا .. غـير ان المشكل هو ان يظهـرعـلينا " شيوخ " ملتحين من هنا وهناك ، يقدّمون للناس قراءتهم الخاصة
للدين ، فيؤوّلون ما يريدون تأويله ، ثم يـُــقـفـلون ابواب الاجتهاد ، و يسمّون
ما يقولونه الاسلام .. حـتى اذا خالفهم غـيرهم من المسلمين يغـلظون عـليهم القـول
الى حد التكـفـيـر عـملا بالآية 73 من سورة التوبة كـما يزعـمون .. قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُــفـَّارَ
وَالْمُنَافِـقِـيـنَ وَاغْـلُظْ عَـلَيْهِـمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَـنَّمُ ۖ وَبِـئـْسَ
الْمَصِـيــرُ ) . و هي آية كما هو واضح ، وكما اجمع المفسرون
بانها نزلت في الكفار والمنافقين الذين أغـلظوا بدورهم على الرسول صلى الله عـليه
و سلم ..
وهكذا يكشفون عن نواياهم ومواقـفهم تجاه مجتمعاتهم المسلمة التي
يعاملونها بوعي او بدون وعي معاملة الكفارعـندما يستشهدون بهذه الآية في غـير
موضعها لتبرير سلوك أصبح هو الغالب في جميع معاملاتهم .. ولا حول و لا قوة الا بالله ..
( القدس ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق