بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 15 أبريل 2013

في الذكرى 33 لاعدام ثوار قفصة ..

في الذكرى 33 لاعدام ثوار قفصة ..

في السابع عشر من افريل سنة 1980 افاق سكان تونس والعالم على حادثة اعدام ثوار قفصة الذين ثاروا ضد ظلم بورقيبة وغطرسته ، فعمدوا بشجاعة الثوار الى تخليص تونس من قبضة حاكم مستبد ، غدر برفاق دربه من اليوسفيين الذين اسهموا بحق في تحرير تونس بالكامل بعد ان كان بورقيبة يساوم على استقلال مزيف منقوص من جميع مكوّنات السيادة ..  كما رهن البلاد الى الخارج  متـبعا سياسة التغريب والحيف الاجتماعي والتهميش ،  وهو ما ادّى الى زيادة الفقر وعدم تكافؤ الفرص  والتفاوت بين الجهات ..
مثلما عمد الى كبت الحريات ، واتباع سيسة الاقصاء والقمع طوال فترات حكمه التي انتهت بانجاب الطاغية الجديد سنة 1987 .. وهذا فضلا عـن سياسة التبعـية والاذعان لفرنسا والولايات المتحدة مع الخضوع لاملاءات البنك الدولي وتبعاتها على استقلال القرار الوطني ..
وفي جوانب الهوية ، تـنصّل بورقيبة من  أي روابط  حضارية بالمحيط العربي الاسلامي ، وربط مصيـر تونس بالمستـعمـر معـبرا عـن ذلك بمقولته الشهـيـرة " ان باريس اقـرب الـينا من القاهرة " وهو ما ادى به في النهاية الى الاعـتراف المبكـر بالعـدو الصهـيوني عـندما  أعلن عـن حل الدولتين في خطابه سيئ الذكـر بأريحة سنة 1965 ..  
هؤلاء هم ابطال تونس الذين انتفضوا يوم 27 جانفي 1980 ثأرا لاخوانهم من اليوسفـيـين الذين حوكموا وأُعدموا أو تعرّضوا للتعذيب خلال الـستـينات و السبعـينات ، وهم الذين دافعـوا عـن عـروبة تونس و اسلامها عـندما ربطوا مصير وطنهم بمصير امتهم و جاهدوا جنبا الى جنب مع اخوانهم من ثوار الجزائر و المغـرب الذين غدر بهم بورقيبة معجّـلا بقبول الاستقلال الداخلي المنفرد لفصل مسارات الثورة في المغرب العربي .. 
لم يكن ثوار قفصة مجرد مجموعة معغمورة أو عـبثية تحاول الانقلاب للوصول الى الحكم ،  بل كان هؤلاء الرجال ثوارا حقيقـيون ، أغـلبهم من اليوسفـيين الذين قادوا المعارك الميدانية ضد المستعـمـر ، فتعـرّضوا للملاحقة والاضطهاد من طرف بورقيبة .. وفـيهم من ساهم في محاولة الاطاحة بالحكم البورقيبي سنة 1962 ، وقضى في ذلك حكما بالسجـن مثل  لزهـر العكرمي ، وعـزالدين الشريف ...
كما كان من ضمنهم من شارك في الثورة الجزائرية ثم اتجه الى البوليزاريو وجنوب لبنان مثل أحمد المرغـني ،  وفي صفوف الثورة الفلسطينية مثل احمد السّاكري .. وهي خير الادلة على ولائهم القومي والتصاقهم بقضايا شعـبهم وأمتهم ..

 ( القدس عدد 67 ) . 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق