بالعـروبة والاسلام
ننتصر ..
الموقف
القومي بسيط وواضح ينطلق من مسلّمة واقعـية
تقول باننا أمة عربية واحدة اكتمل تكوينها منذ قرون في ظل الدولة التي تكوّنت خلال
فترات الخلافة الاموية ثم العباسية والعثمانية .. وفي داخلها تم التفاعل الحر بين
مختلف الجماعات التي أدركها الاسلام قـبل ان تنتقل من الطور القبلي الى الطور
القومي .. فساعدتها عوامل التوحيد الجغـرافي
والديني واللغوي تحت راية سياسية واحدة تمثلت في تلك الدولة الناشئة ، على
الانصهار لتصبح أمة عربية واحدة ، ذات خصائص متميزة عـن بقية الشعوب التي ادركها
الاسلام في أطوار اجتماعية مختلفة مثل ايران واسبانيا وتركيا ، فاختلفت عنها قوميا
حـتى وهي تجتمع معها في نفس الاطار السياسي الجامع هو دولة الخلالفة ..
وعلى
هذا الأساس فان الذين ينكـرون الوجـود القومي للأمة العربية التي طالتها التجزئة
والتخلف ، فينظـرون نظـرة سلبية الى تاريخها ، مكتفين بالتعـبير العاطفي الذي لا
يترتّب عـنه أيّ التزام تجاه القضايا القومية ، لا يفيدون أمتهم التي ينكرون
وجودها في شئ.. بل لعلهم يزيدون في تعميق أزمتها التي نشأت منذ عقود طويلة في ظل
التجزئة والسياسات المرسومة بعـناية لاضعاف الروابط القومية واثارة الصراعات الوهمية ، بين مقومات شخصيتها
الأساسية .. وصولا الى طرح المقايضة والمفاضلة بين العروبة والاسلام ، وهو العدوان الاشد فـتكا ، و الاكثر
خطورة على الأمة العربية من أي خطر خارجي يهدّدها ..
فالامة
التي كانت تواجه تلك المحاولات القادمة من الخارج وهي متحدة دون التفريط في
مكوّنات شخصيتها مدافعة عن عـروبتها وإسلامها ، أصبحت تتعرض لهدم شخصيتها من خلال
اثارة الفتن التي تهدّد وحدتها ووجودها في الداخل .. وقد ظهـر الأمر الأول جليا
حينما واجه المسلمون والمسيحيون الغـزو الصليبي الذي ساقته اليهم الاطماع الخارجية
تحت ستار الدين .. فكان اسلوب المقاومة المعتمد على اساس الجمع بين العـروبة والاسلام
في موجهة العدو الخارجي سببا قويا من اسباب النصر في ذلك العصر .. في حين يظهر
التدمير الهائل الذي تشهده الامة العربية في الوقت الراهن كنتيجة حتمية لهذا
الصراع المفتعل بين هذين العنصرين المتلازمين .. !!
( القدس ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق