من أحق بيوم الارض..؟

من أحق بيوم الارض..؟

الاصل في الاشياء ان الافكار البنّاءة والمبادئ لا تتجزّء ، ولا تتناقض ، كما أن التلاعـب بالمواقف والتقـلــّــب فــيها من الـنـقــيض الى الـنـقـيـض ، لا يُــعـتبـر مجــرّد انتهازية ، أو ازدواجية في التعامل مع القضايا المبدئية ،  بل انه يمثل انحطاط اخلاقي ونفاق وتضليل ، على غـرار ما نراه يصدر من بعض الاطراف والاحزاب التي تتظاهر بوقوفها الى جانب القضايا القومية وعلى رأسها قضية فلسطين من خلال احياء ذكرى يوم الارض .. في حين نراها تتآمر دون خجل على أمن سورية ووحدة اراضيها بدعمها للارهاب الذي يـُدبـّـر ضدّها باحكام ..

ان مثل هذا السلوك الوضيع ، الذي يعـبـّر عـن الغـدر بأخوّة الدم والدين ، هو في الواقع اكثر انحطاط من سلوك الاعداء انفسهم الذين يرتكبون ما يرتكبونه في حقـنا من موقع عدائهم الذي لا يخفونه ، فـنعاملهم بدورنا على هذا الاساس .. أما ان ياتي البعض منا محاولا تحويل قضايانا الى لعـبة شبـيهة بلعـبة الاوراق المبعـثـرة ، فتـنـقـلب المفاهـيم رأسا عـلى عـقـب .. فهـذا عـدوان اشـدّ بأسا ، واكثـر خطورة ، أدّى بالبعض للقبول بان يكون ابناؤنا هم من ينفـّـذون مخططات الاعداء ..

لا ايها السادة .. تلك القضايا  لا تتجزأ ، ولا تقلّ القضية منها أهمـية عـن الاخرى ، حـتى تسمحوا لانـفـسـكم بأن تتآمروا على إحداها وتـتظاهـروا بمناصرة الاخرى ، فتقومون بإحياء ذكرى يوم الارض  كأنكم تدافـعون حقا عـن الارض العربية .. مكـتـفـيـن فـيها بالقول .. رغم ان الاعداء هم الصهاينة الذين احتـلوا ودنّسوا المقدسات ، وارتكـبوا مئات المجازر داخل فلسطـين وخارجها ، فعاثوا في الارض فسادا ، وهجّـروا إخوانكم  من ديارهم بغـير حق ، ثم ما قـنعوا بذلك بل احتـلوا ما قدروا عـليه من الاراضي العربية المجاورة ، لكنكم قـنعـتم  بهذا الصّخب في يوم الارض ، ثم رحـتم تـشتركون معهم في المؤامرة على الارض العـربية في سوريا وتستـبـيـحون أمنها وحُـرماتها مع الأعداء .. فماذا فعـل الامريكان والصهاينة  من قـبل غـير ما تفعـلون الآن ، وأجيبوا : ... من أنتم اذن .. ؟ 

( القدس ) .