الحملة المغـرضة ..
العمال هم رمز البلاد وعـنوان عـزتها وازدهارها وتقدمها .. فلا
يمكن ان ينهض شعـب من الشعوب اذا لم يتحقق للشغالين العيش الكريم في بلدهم .. وقد شق العمال طريقهم في النضال والدفاع عـن حقوقهم منذ ما لا يقل عـن قرنين ونصف بانطلاق اول الاحتجاجات في شكاغو
بالولايات المتحدة الامريكية سنة 1886 .. ثم في العديد من الولايات الاخرى وفي كـندا
وأوروبا .. حتى صار هذا اليوم عالميا ، مات
من أجله الكثير من الشغالين ، كما تمت بسببه المحاكمات الجائرة والاعدامات للمحتجين
من قـبل الحكومات الظالمة .. والواقع فان فكرة اليوم العالمي للعمال التي اقترنت
منذ البداية بفكرة التخفيض في ساعات العمل قد بدأت منذ سنة 1856 في استراليا ثم
انتشرت بين صفوف العمال في جميع انحاء العالم وبالخصوص في امريكا التي شهدت
اكبر المواجهات في تلك الفترة ..
لذلك فان مطالبة العمال بحقوقهم
عن طريق الاضراب والتظاهر والاحتجاج السلمي ليس بدعة غير مسبوقة ، كما يحاول المسؤولون في تونس اظهارها .. بل ان ذلك اذا
حصل يكون حجة على الحكومة التي لا
تستجيب للعمال ولا تعترف بما لحقهم من ضرر بسبب التمادي في سياسة النهب
والتفقير والتهميش التي واجهها العمال بالاحتجاج في 78 و 84 و 2008 وثارعليها
الشعـب في 2010 لاصلاح أوضاعه ، وتحقيق التنمية العادلة في الجهات .. فاذا بالوضع يزداد سوءا بسبب اضطراب الاسعار وتدهور القدرة الشرائية لعموم الشعـب ..
|
( القدس عدد 69 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق