بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 22 أبريل 2013

ايمّة البلاط والسّلاطين ...

                       ايمّة البلاط  والسّلاطين ...


لا يعـرف الاسلام ولاء الا لله ، ولا يعـرف دعاة حقيقيين الا متحرّرين من التبعـية ، ولا يعـرف مجاراة لولاّة الامور الا في الحق .. وهو الدين الذي بعـثه الله ثورة على الظالمين .. قال رسول الله صلى الله عـليه وسلم : " من اعان ظالما سلّطه الله عليه " كما قـيل الساكت على الظلم شيطان أخرس .. والاسلام خاتم الاديان ومشرّع الاحكام بالحق و العدل نصرة للمظلومين .. لذلك فان مظامين الاسلام السامية تتمثل في كل ما يحرّر الناس من المظالم سواء المادية او المعـنوية .. للرجال والنساء .. وكذلك فهم الصحابة جوهـر الدين فدعوا الى العدل وحرية الانسان و تحريره من العـبودية لتـكون خالصة لله وحده .. اما الدعوات التي تؤبّد الواقع و تجعـل الناس خاضعـين لغـير سلطان الله فهي ليست من الدين في شيئ ،  بل هي منافـية له تماما : قال عمر بن الخطاب رضي الله عـنه : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا " .. وقال ابو ذر  رضي الله عـنه : " عجبت لمن يبيت جوعان ولا يخـرج شاهرا سيفه .." وقد حسم الله سبحانه كل شيئ حين احلّ البيع وحرم الرّبا ، وحين قطع الطريق أمام الاستغلال بتحريم أكل اموال الناس بينهم بالباطل .. غـير ان ايمة البلاط  والسلاطين يصرّون عـلى تجريم الاحتجاجات والمطالبة بالحقوق على غـرار الاضرابات التي يخوضها الشغالون لتحسين اوضاعهم .. وهم لا يفعـلون شيئا سوى الانحياز الى المسغـلين الذين ياكلون عـرق العمال عـندما يدينون تحركاتهم  ويتّهمونهم ببث الفوضى والشغـب  .. متناسين انهم يتستّـرون على  العلاقات الظالمة ، حين يشوّهون نضالات العمّال الرافضة للاستغـلال .. بل انهم يعـتبـرون  تلك العلاقات طبيعـية ، وان الصبر هو الحل الوحيد لمواجهة الظروف المتردية  ، لان الانسان في نظرهم ليس له القدرة على  تغيير ما كُـتـب له من سعادة او شقاء .. متناسين قول الله تعالى : "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَـيِّـرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيـِّـرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " ( الرعد 11 ) ، ووصية  الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم عندما قال : " اعط الاجير اجـره قـبل ان يجـف عرقه " فماذا يفعل اذن لو لم يعطه مؤجّـره اجـره كاملا او اذا بالغ في استغلاله ؟؟ ..

( القدس ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق