اجتياح لبنان .. وجع في الذاكرة ...
سنة 1969 نجحت ثورة
يوليو في جمع ممثلين عن منظمة التحرير الفلسطينية و ممثلين عن لبنان لتوقيع ما سمي
في ذلك الوقت " باتفاق القاهـرة " الذي منح الفلسطينيين حق التواجد في
لبنان و حق امتلاك السلاح للدفاع عن النفس ، الى جانب حقهم في الدفاع عن فلسطين
...
و بعد عشر سنوات و
بالتحديد في سنة 1979 ، أبرمت مصر معاهدة السلام المشؤومة مع الصهاينة ، معـلنة
بذلك ليس مجرد الخروج من دائرة الصراع العـربي الصهيوني ، بل وانحيازها للعدو
بعد ان كانت تقود معارك الامة على مدى عقدين كاملين ..
وفي الواقع فان تخلي
مصر عـن دورها الريادي كان انتكاسة كبيرة و نكسة حقيقية فاقت خطورتها و انعكاساتها
ما نتج عن نكسة 5 جوان 1967 التي تمكـنت مصر بعدها من محو آثارها و تجاوزها عـندما
خاضت ضد عدوّها حربا طويلة تمثلت في حرب الاستـنـزاف ، ثم انتصرت علـيه في حرب
أكتوبر سنة 1973 ... ولعل من تداعـيات تلك المعاهدة شعور العدو الصهـيوني بالامان من جهة مصر ، فأقدم على
اجتياح لبنان في 6 جوان سنة 1982 في غفلة من العالم الذي كان منشغلا بمتابعة
تصفيات كأس العالم باسبانيا ..
لقد كان غـزو لبنان
عملا عسكريا بربريا ذهب ضحيته آلاف
الشهداء و المشردين ، واستهدف تصفية المقاومة الفلسطينية التي تم اخراجها من بيروت
الى العواصم العـربية .. كما تم تدمير
لبنان بأكمله و اشعال نيران الصراعات الطائفية
التي لم تخمد على مدى عقود ...
( القدس عدد 75 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق