المنافقون ..
سلـّـط القرآن الضوء على صفات وسمات المنافـقـيـن باعـتبار خطورة تأثـيـرهم على الأمة لما يتبعـونه من اساليب ظاهرة بين الناس ، بخلاف ما يضمرونه لهم وما يفعلونه خفـية بأساليب عديدة منها الديني والاجتماعي والسياسي ، تحقيقا لمصالحهم ومنافعهم الخاصة ، مدّعـين أنهم مصلحون ، وهذا ما يفعله كل منافق كذّاب ...
سلـّـط القرآن الضوء على صفات وسمات المنافـقـيـن باعـتبار خطورة تأثـيـرهم على الأمة لما يتبعـونه من اساليب ظاهرة بين الناس ، بخلاف ما يضمرونه لهم وما يفعلونه خفـية بأساليب عديدة منها الديني والاجتماعي والسياسي ، تحقيقا لمصالحهم ومنافعهم الخاصة ، مدّعـين أنهم مصلحون ، وهذا ما يفعله كل منافق كذّاب ...
ولو تدبّـر المسلم حديث القرآن عـنهم وحاول أن يبحث في واقع الأمة اليوم عما يشبه هؤلاء في أوصافهم وتصرّفاتهم ، لأدرك حقائق كثيرة عنهم تؤكد بان الاهتمام بالدين ، لا يعني دائما أن كل من يتحدث باسمه يفهمه فهما صحيحا ، ويخلص له النية والعمل ..
ولعل من أهم سمات المنافقين في واقعنا ، تشديد البعض على اظهار تمسكهم بالدين الذي يصل عندهم الى حدود عدم التفريط في جزئيات بسيطة من الجوانب الشخصية الخاصة بسلوك الانسان ، مع التفريط في قواعد هامة من القواعد الدينية الثابتة ، ومنها بالخصوص جوهر العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين ..
ففي بعض العلاقات العربية نجد على المستوى الرسمي أن تلك الانظمة التي تتظاهر بتمسكها الشديد بالشريعة تتعامل باساليب لا تقوم على أي مبدأ ديني صحيح .. حينما نرى علاقاتها لا تتوتر الا مع الانظمة التي تختلف معها سياسيا مدعية أن سبب الخلافات هو مخالفة تلك الأنظمة للاسلام .. !!
فهذا النظام السعودي مثلا تحكمه على مر التاريخ علاقات متينة بكل الانظمة " العلمانية " كما يصفها دعاته ، مثل النظام الاردني والنظام المصري طوال فترة السادات ومبارك والنظام المغربي وغيرها ، في حين لم تشهد علاقاته استقرارا أوتقاربا يذكر بينه وبين الانظمة المناهضة لسياساته الخارجية ـ خاصة ـ على مدى أكثر من نصف قرن ، لاسباب سياسية لا دينية ..
فكيف يمكن أن نفهم مواقف هذا النظام الذي يجعله تمسكه " الشديد بالشريعة " ـ كما يدعي ـ يعادي كل من يخالفه في فهمه لها من المسلمين ، فيكون من ألد أعدائه في الداخل ، بينما نجده ـ في الآن نفسه ـ يتخذ من يكفر بها جملة وتفصيلا ، ويستهدف الامة في وجودها ومستقبلها ، ويناصر عليها أعداءها ، صديقا وحليفا مقرّبا يُظهر له من المحبة والتبجيل والولاء ، عكس ما يبديه ويظهره لابناء جلدته اللذين يخالفونه الرأي والموقف ..؟؟
أليس هذا نهجه في الداخل مع عبد الناصر طوال الخمسينات والستينات من جهة ، والولايات المتحدة الامريكية في الخارج من جهة أخرى ؟؟
بلى .. هذا ما يحدث فعلا الى الآن ، وكله من صفات المنافقين تحديدا .. فهم الذين يدّعـون الحرص على الاسلام ، ويتآمرون على المسلمين في أوطانهم خاصة ، وفي أمتهم عامة .. وهم من يفرّط في مصالح الامة ولا يقيمون وزنا للدين في علاقاتهم بالأعداء .. وهم من يظهـر الولاء الكامل للاجنبي ويتحالفون معه ولا يعيرون اهتماما لكل ما يتهدّد الناس من مخاطر، فيعاملونهم بأساليب الخداع والتـضليل ، متخذين الدين سلاحا ، وذلك فـعـل المنافـقـيـن : اخفاء النوايا وعدم مصارحة الناس بحقيقة مقاصدهم واهدافهم ، خشية أن لا يرضوا عـنهم ، فلا يقبلوا بهم حكاما عليهم .. قال تعالى في أمثال هؤلاء : " يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم " ( الفتح 11 ) . وقال : " واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون ، ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " ( البقرة 11 ـ 12 ) . وقال : " اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون " ( المنفقون 1 ) .
وواضح من الآية الأخيـرة أن النفاق ثابت على هؤلاء القوم ليس من جانب كذبهم على الرسول حينما شهدوا له بالرسالة ، وانما من جانب تظاهرهم بالايمان أمام الناس لأمر في أنفسهم فسمّاهم المنافقـيـــن ..
والله أعلم ..
( القدس عدد 218 ) .
( القدس عدد 218 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق