بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 7 مارس 2016

هوية الاسلام مثل هوية المسلمين ..!! (1) .

                       هوية الاسلام مثل هوية المسلمين ..!! (1) .

الاسلام في تركيا اسلام تركي ، وفي ايران ، اسلام ايراني .. وفي كل أمة من امم العالم يوظف الاسلام لخدمة المجتمع القومي داخلها .. بينما نرى الاسلام في الوطن العربي غريبا عن امته ، مضادا لتطورها ، لا يتفق مع مصالحها ومستقبلها ، يعمل على تدميرها وتفتيتها ، ويوظف بوعي أو بدون وعي لصالح أعدائها  .. ولا شك ان مثل هذا المفهوم للاسلام يمثل مشكلة حقيقية ، بل مصيبة كبرى وليس حلا مثلما نسمع من دعاة الاسلام السياسي منذ عقود ، الذين جعلوه غريبا عن تربته ، وبيئته التي احتضنته منذ ظهوره ، فصار معاديا للعروبة ، ذلك الجسد الذي هو بمكانة الروح فيه ..

نحن في حاجة الى اسلام يخدم المصالح القومية بالدرجة الأولى ، حينما يلتفت الى مشاكل الامة ، ويساهم في النهوض بها واخراجها من التخلف والجهل الذي انحدرت اليه ..

تحتاج الامة العربية في هذا العصر الى اسلام عربي خالص يتوجه الى خدمة ابنائها جميعا دون تمييز ، فلا يقيم الفوارق بينهم ، ولا الحواجز ، ولا يميّز بين مكوّنات المجتمع على اساس عرقي ، أو ديني ، او مذهبي ، أو طائفي .. بل يعتبرهم سواسية ، لا فضل لمواطن على آخر الا بما يقدّمه خدمة للآخرين ..

نحن بحاجة الى هوية عربية جامعة لكل الهويات .. أي هوية للخاص في محل ما ، مع هوية اشمل في محل آخر .. او هوية للكل الذي يحتوي الأجزاء ولا يلغيها ، بل يغنيها جميعا بما يضيفه اليها حينما يوحّدها ، دون ان ينتقص  منها شيئا  وهي أجزاء لا تتجزأ منه ، وعناصر محدّدة لوجوده الذي لا يكتمل الا بها جميعا ..

ففي مفهوم الانتماء نحتاج الى بربرية عربية ، وكردية عربية ، وسنية عربية وشيعية عربية ... ومسيحية عربية ، واسلام عربي .. نحتاج ايضا الى ليبرالية عربية .. واشتراكية عربية ، وديمقراطية عربية ..

وفي التجسيد الفعلي لهذا الانتماء نحتاج الى بربر عرب ، وأكراد عرب ، وسنة عرب ، وشيعة عرب .. نحتاج الى مسيحيين عرب ومسلمين عرب .. كما نحتاج ايضا الى ليبراليين عرب واشتراكيين عرب وديمقراطيين عرب ..

نحتاج الى وعي عربي شامل ، والى فكر عربي يطرح ما يشاء في اطار رؤية شاملة للمستقبل العربي ..

نحتاج الى الغاء الحدود والتجزئة في مستوى الفكر والوعي أولا وقبل كل شئ ... 

 ( القدس عدد 218 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق