بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 1 يوليو 2013

السلطة في قطر: من الانقلاب .. الى التوريث ..

                السلطة في قطر: من الانقلاب .. الى التوريث ..            

تاسست دولة قطرفي الثالث من سبتمبر سنة 1971 في اطار السياسة الاستعمارية التي اتبعتها بريطانيا وفرنسا تجاه الوطن العـربي ، والقائمة اساسا على التجـزئة والتـفـتـيـت والهـيمنة ، ثم تغــيّـرذلك النهج من الاستعمار المباشر الى الاستعمار المقـنّع الذي يعتمد على تعيين العملاء و التابعـيـن للحفاض على مصالحهم .. الى أن جاءت الولايات المتحدة في منتصف القرن العشرين لتواصل سياسة التدجـين و التقسيم و الهيمنة .. وفي هذا السياق العام شهدت دول الخـليج ومنها قطر لعـبة التاحالفات مع تلك الانظمة دون اعـتبار للمصالح القومية ، بل  وفي كـثـيـر من الاحـيان كانت تـنـتهج سياسات معادية لها كما حدث طوال العـقود الماضية ، وهي تشهد الآن قمة التآمـر على تلك المصالح بانخـراطها في العدوان على الامة العربية نيابة عن الاعداء ..
ولعل ما شهدته قطر بالتحديد خلال فترات الحكم يعكس طبيعة التجاذبات الداخلية بين جميع مكونات العائلة الحاكمة من ناحية .. وطبيعة التدخل الخارجي  وتأثيره على مجريات الامور في المنطقة من ناحية ثانية .. اذ لا تخلو أي حركة أو تغـييـر من آثار تلاعب ايادي خارجية تحرّك السياسيين كالبيادق على رقعة شطرنج ظمانا لنفوذها ومصالحها قـبل كل شيئ  ..
والواقع ان ما يحدث الآن في قطر لا يعـني على أي حال تطورا ونضجا في المسار الديمقراطي الذي أدى الى انتقال السلطة من اسلوب انقلاب الآبناء على الآباء كما فعـل حمد لابيه ، الى التوريث الديمقراطي الذي يتخلى بموجبه السلف للخلف ، بقدر ما يعكس عمق الازمة والصراع بين الفرقاء داخل العائلة الحاكمة منـتهـيا على ما يبدو بتـفوق جناح الشيخة موزة على الآخرين .. ومعـبرا من ناحية أخرى عن استسلام الاب الانقلابي المسكون بنرجسية السلطة لقدره تفاديا للمعاملة بالمثل .. وارضاء لرغـبة الراعي الامريكي الذي يبحث دائما من بين العملاء ، عن الاكثـر عمالة والاكثر ولاء ، و الاقدر على تـنفـيذ سياساته من خلال ضخ دماء جديدة في سياسة الحلـفاء بعد أن احـتـرقـت اوراق السابقـيـن و اصبحت تحركاتهم مكشوفة ومآمراتهم مفضوحة ، وهـنا يكمن سر التغـييـر .. حيث يتغـير الاشخاص ولا تـتـغــيّـر السياسات .. 
 كما انه لا يعـني من ناحية ثانية بان ما حدث كان مفاجئا ، بل هو في الواقع امـر مدبّـر ومخطط  له منذ سنين كما تبين الوقائع على الارض .. 
فأمير قطر الجديد كان يتدرب على المسؤوليات منذ فـتـرة طويلة كما تبين المناصب المخصصة له ، وذلك بعد أن تدرب على أيد أكبـر المختصين في بريطانيا تحت عنوان الدراسة .. فهو :  
- رئيس المجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعـية. 
- رئيس المجلس الأعلى للتعلـيم.   
- رئيس المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعـلومات. 
- رئيس مجلس إدارة هـيئة الأشغال العامة والهيئة العامة للتخطيط والتطويـر العمراني . 
- رئيس مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار.  
- رئيس مجلس أمناء جامعة قطر. 
- رئيس اللجنة الأولمبية القطرية. 
- نائب القائد العام للقوات المسلحة القطرية. 
- نائب رئيس مجلس العائلة الحاكمة. 
- نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار. 
- نائب رئيس اللجنة العليا للتنسيق والمتابعة.    
- عضو اللجنة الأولمبية الدولية. 
لكن ما فائدة المناصب اذا كان أكبر قائد فـيهم لا يتجاوز دور طرطور عميل أو ماسح أحذية لأسياده الامريكان ؟     واضح انهم من خلال توسيع شبكة المسؤوليات يدرّبونهم و يهيّؤونم لمقاليد الحكم . فهؤلاء يولدون حكاما أمراء .. ثم يتحدثون كثيرا عن الديمقراطية ..!!

 يا للسخرية !!

( القدس عدد 78 ) . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق