في
مواجهة السقوط ..
بقطع النظـرعـن
الاحكام ، فان ما حدث في مصرفي مطلع شهر يوليو2013 سيـبقى بلا شك في ذاكـرة
الاخوان .. اذ انه بالنسبة لهم بمثابة الزلزال الحقيقي الذي أوقع عـرشهم الاكـبـر
في أكـبـر دولة عـربية يتـطـلع اليها الاخوان في جميع انحاء العالم ، وهـو بالتأكيد يعـتبـر حدثا مدويا يهدد بسقوط بقـية
العـروش ثم بـزوال المشروع في المنـظور
القـريـب !! خاصة اذا
نجح الـثـوار في رسم ملامح جـديـدة تخـرج الـثـورة الام من عـنق الزجاجة الذي وقعـت
فـيه على مدى سنـتـيـن ..
ولعـل من يصف
ما حدث بالزلزال لا يكون مبالغا في ما يقول ، باعـتـبار ردة الفعل التي سجلها
المراقـبون في الاجـتـماع السريع الذي عقـده " المركـز الدولي للدراسات والـتـدريب
" ، في تركيا الايام الماضية ، وهو ذراع التـخطـيـط للتـنظـيم الدولي للاخوان
المسلمين ..
لقد
حضرالممثلون عـن التـنظيـمات القطرية للاخوان المسلمين والشخصيات القيادية في
العالم الى تركـيا رافعـين ناقوس الخطر، معـبرين عما يسكـنهم من قلق تجاه الحدث
الذي بات يهدد مستقبل الاسلام السياسي بشكل عام .. لان ما حدث بعد 30 يونيو لم يكن مجرد حدث كالذي كان يحدث في السابق حيث يقع
اقصاء احد الخصوم السياسيـيـن من طـرف
السلطة الحاكمة ، فـيـزيد ذلك الاقصاء من شعـبية الخصم مقابل تـزايد السخط على
الحاكم .. بل هو الاقصاء الصادر عـن الشعـب نفسه صاحـب الحل والعـقـد .. والذي لا
يُسأل عـن ثورته اذا ثار .. وحيث تكون
ثورته بمثابة الحكم الصادر بالاعـدام على المشروع الذي تستـهدفـه الثـورة .. وهو
ما عجّـل في عـقـد المؤتمر العالمي المذكور ..
لا بد ان
المجـتـمعـيـن قد تدارسـوا الوضع ، ووضعـوا الخطـط ، وحـددوا السيناريوهات الممكنة ، في ظل التجاذبات
على المسرح الاقـليمي .. فهـناك زحـف الجـيش العـربي السوري على آخـر معاقـلهم في
حمص وريف دمشق وحلـب ، حيث باتوا يخسرون المواقع في كل مكان .. وهـنا في تونس أيـن
يواجه مشـروع الاخوان نفس الفـشل أمام العجـز المكشوف والتلاعـب المفضوح بمصيـر الشعـب الذي فـقـد كل الامل في تحسين
وضعه ، وصار يهدد بالتمرد والعصيان ..
لذلك فانهم بالتاكيد سيخسرون أكـثـر
لو فكّـروا في سيناريو العـنـف .. كما لا
شك انهم شدّدوا بقـوّة على ماتبقى لهم في تونس من اجل الصمود وانـقـاذ ما ء الوجه
، ومنع السقوط الاخيـر .. وهو على ما يـبـدو قدرهم الذي لا يملكـون له رد ..
( القدس عدد 80 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق