التحرير 2 ..
التحرير 2 ، ليست علامة لاحدى الحافلات الصفراء القاصدة
حي التحرير بالعاصمة .. انها ملحمة شباب الثورة في مصر الذين افـتـرشوا ميدان
التحـرير في الخامس والعشرين من يناير سنة 2011 ، على مدى 18 يوما حتى رحل حسني
مبارك بلا رجعة .. وها هم يعـودون اليوم مصمّميـن على ترحـيل مـرسي الذي سـرق من
الشعـب ثورته وانحرف بها عـن أهدافها ..
انه يوم تاريخي تشهده مصر" من أجل استكمال الثورة
" كما قال حمديـن صباحي .. انه يوم التصحـيح والوفاء للشهداء الذيـن قدّموا
أرواحهم فداء للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعـية .. تلك الاهداف التي غـيـبها
حكم الاخوان ، عـندما تفـرّغـوا لمصالحهم تماما كما فعـلوا في تونس حيث تنكـروا
لاهداف الثورة التي كان أول شعار لها : التشغـيل استحقاق يا عصابة السراق ،
وانكبوا على تعـيـيـن الانصار في مفاصل الدولة ورصد التعـويضات لهم وسن القوانين
التي تضمـن لهم الاولوية في التـشغـيل ..
لقد عـبـر الاخـوان بما لا يدع مجالا للـشـك عـن انـتهازيـتهـم وانتصارهم لمصالحهم الحـزبية عـندما أصبح
رئيسهم يخطـب بينهم ويوجه خطاباته لانصاره من دون عامة الشعـب ، استكمالا لفصول تقسيم المجتمع زورا وبهتانا الى اسلاميين
وعـلمانيين .. الى جانب اثارة الفـتـن الطائفية بين المسلمين والمسيحيين وبين
السنة والشيعة .. كما سارعـوا الى أخونة الدولة
والسيـطــرة عـلي مؤسّساتـها ، وتصدوا لاحتجاجات
الشعـب الرافض للدستور الذي أصدره رئيسهم
بأمر من المرشد ..
ولعـل تجاهل الاخوان المسلمين لكل مطالب الشعـب العاجلة
في التنمية والتشغـيل والنهوض بالفئات المهمشة والفقيرة في أحياء القاهـرة والمدن
الاخرى والارياف الشاسعة المنسية منذ عقود الذين لا يزالون يحلمون بايام ثورة
يوليو التي خلصتهم من قهـر الاقطاعـييـن والراسمالـيـين عـندما انـتصرت للعمال والفلاحين ومنحـتهم حق التمثـيل في مجلس الشعـب .. كما
أدار الاخوان ظهورهم لقضايا الامة ، وبعـثوا بسفـيـرهم الى تل أبيب محملا برسائل
الود والوفاء كما عـبر عـنها مرسي بخط يده .. ثم اصطفوا وراء القوى الاستعمارية والرجعـية
العـربية وانخرطوا في لعـبة تفـتـيـت الامة ، وتقسيمها على اسس طائفية وعـرقية تجعـلها
تخوض صراعات لا يلتفتون بعدها الى الصهاينة ...
أفلا يكفي كل هذا للخروج الى ميادين التحرير ؟
( القدس عدد 78 ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق