بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

لماذا قـتـل الشهـيد محمد البراهمي ؟

                     لماذا قـتـل الشهـيد محمد البراهمي ؟

لقد كان الشهيد محمد ابراهمي يمثل صوت الحق ، والضمير الحي لشعبه  ولامته ، داخل المجلس التأسيسي و خارجه ، يفضح مشاريعهم و يعـري مناوراتهم الخبيثة .. كما كان شوكة حادة في حلق كل من يحاول التلاعب بالثورة ، ليحيد بها عـن أهدافها .. لذلك كانت كلماته تقع عليهم كالصواعق التي تضرب معاقلهم فـتـوشك ان تهدم ما يحاولون بناءه بعد جهد جهيد .. و بعد محاولات يائسة من التلاعب و النفاق و التزييف والتمثيل على الشعب ..
وهذه نماذج حـية من ضرباته الموجعة التي لم يستطيعـوا استمرار سماعها ، فوقعت الواقعة :
** فاليفهم الجميع ان الانتخابات هي اجراء ديمقراطي لامحالة ، و لكنها صورة فـتـوغـرافية محددة في الزمان و المكان ، ومن يحاول ان يأبد هذه الصورة ، فهو لم يفهم التاريخ و لن يفهم التاريخ .
 الاغلبية التي منحكم الشعب اياها يوم 23 أكتوبر، هي محدودة في الزمان والمكان ، ان أردتم الاستناد عليها لكي تمرروا ما تريدون  في هذا الدستور ، و تمرّروا آراءكم وفق منهج و منطق استبدادي فهذا لا يمكن أن يمر بأي شكل من الاشكال ، والثورة لا تزال مسارا مستمرا ، ولعل ما يحدث في مصر خير مثال لمن لا يريد أن يعي التاريخ ...
 بهذه المناسبة أحيّـي شعـب مصر العظـيم ، أحيـي شعـب جمال عبد الناصر و شعـب سعد زغلول وشعب أحمد عرابي الذي أعاد الامور الى نصابها بعد أن كادت  تسرق منه ثورته المجيدة .. تحية الى شعب مصر العظيم ، الذي نسج لوحة رائعة في الثورة ، لوحة رائعة في صفحات تاريخ الثورة ، تحية الى شعب مصر العظيم الذي نسج على منوال شعب تونس العظيم حين فجر ثورته يوم 17 ديسمبر ، والتي كان يراد لها ان تكون ثورة يتيمة ، حادثة عابرة في التاريخ ، ولكن في أقل من شهر يستجيب شعب مصر العظيم ، وينسج ثورته يوم 25 يناير ( 25 جانفي  ) .. فشعب تونس سيستـلهم  العـبرة من شعب مصر كما استلهم شعب مصر العبرة من شعـب تونس .. ( كلمة في المجلس التاسيسي ) .
** أنا في الختام أقول أن العنف ليس له وطن ، ومدمّر للشعوب ، وأنه اذا كنا ندين العنف في تونس بسبب الاحداث التي وقعت للاتحاد العام التونسي للشغل ، أو بسبب الاحداث التي ادت الى استشهاد الشهيد الجلاصي ، لا يمكن ان نبرره في سوريا الشقيقة ، لانه عـنف أعمى ، وعنف يدمر البلد ...    وأتمنى على السياسة الرسمية التونسية ان تراجع موقـفها ، وكنت أتمنى أن تقوم بدور ايجابي ، في الوساطة الاجابية ، وليس الانحياز الى طرف دون آخر ، وحتى المعارضة السورية ذاتها ، الآن هم منحازين للمعارضة المرتبطة بالغرب ، و تاركين المعارضة المتعـلقة بالارض و التي تدين العنف ، وترفض العنف ..
أتمنى من كل قلبي أن نتخلى نهائيا عن أسلوب العنف كخيار لحسم الخلافات الساسية ، و أتمنى من كل قلبي أن تكون مصلحة الاوطان فوق مصلحة الاحزاب ، و أتمنى من قلبي ان نكف عن الحسابات الضيقة ، حسابات المربعات الصغيرة ، ونراعي المسائل بأبعادها الكبرى .. فالذي يحصل في سوريا و الذي حصل في العراق و الذي حصل في ليبيا بعد الانقلاب و تدميرها من حلف الناتو ، ليس ببعـيد أن يعود هنا ، وتونس ليست بمنأى رغم التقدم الذي مشينا فيه ، ليست بمنأى لكي ترتد الى الوراء ، ولا قدر الله لو وقع الارتداد الى العـنف سوف نخسر كل شيئ .. ( حوار التاسعة مساء / التونسية ) .
** باختصار شديد ، نحن الآن في تونس في لحظة فارقة ، لانه اما ان نعيد الثورة الى نصابها ، و نعيد القطار الى سكته الطبيعـية ، و اما سيؤول بنا الوضع الى استبداد أشد من الاستبداد الذي عشنا مع زين العابدين بن علي .. هذه المرة استبداد مغلف بالمقدس ، بالدين ، و للدين مكانة خاصة في قلوبنا و في وجداننا و في عقولنا .. واستبداد مدعوم بقوى دولية اخوانية مُسندة من قوى امبريالية تقليدية .. وهو استبداد شنيع .. لذلك ايها المواطنون ، أيها الاخوة و الأخوات ، أصدقاءنا و رفاقنا في الجبهة الشعبية ، حتى تفهموا كل الحلول من داخل سياقاتها ، مخرجات 23 أكتوبر 2011 قد وصلت الى مأزق حقيقي ، كل الحلول التلفيقية قد وصلت الى مأزق ولا بد أن يكون لنا الجسارة و الجرأة والشجاعة ، لنبحث عن حلول بمنهج صحيح ، لذلك الحديث عن اعادة الامور الى نصابها أمر حيوي بالنسبة لنا ، وبالنسبة للثورة .. فلا مقدس الا مصلحة الشعب ، ولا شرعي الا الشعب ، وكل الشرعيات التي انتجتها انتخابات 23 أكتوبر هي شرعيات قد تآكلت ، من المجلس التاسيسي للحكومة للرئاسة ، لكل ما افرزته قد تآكلت وأصبحت أدوات للتآمر على الشعب .. واصبحت أدوات تتآمر على الثورة .. فاما أن نصحح المسيرة ، و نصحح المسار .. واما سنعـود للاستبداد مرة اخرى ..
انا بودي ان افتح الامل لكن الامل لا يكون الا بعد الصعاب ، بعد التضحية .. (كلمة في صفاقس قبل الاغتيال بيومين) .
** هذه الجبهة كانوا يريدونها أن تكون في زاوية الاحتجاج لكنها تتقدم لتكون البديل ، بديل الحكم ، بديل السلطة ، لانه لا معـنى لثورة لا يملك فيها الثوار ناصية الحكم ، لا يملك فيها الثوريون القرار، لذلك فالجبهة الشعبيّة مصممة على أن تأخذ السلطة " يا إما يا إمّا" ولا خيار بينها ، يا إما بالاسلوب الديمقراطي ونحن من أنصار هذا الاسلوب وإمّا باي أسلوب آخر يفرض علينا ، وقد يكتب علينا القتال وهو كره لنا ، وعسى ان نكره شيئا وهو خير لنا ... نعم ايها الاخوة ، ايها المواطنون الاعزاء ، يا إمّا بالاسلوب الديمقراطي ونحن من أنصار هذا الخيار يا إمّا باي أسلوب آخر يفرض علينا ونحن المنتصرون بإذن الله ...( جزء من كلمة الشهيد بقصيبة المديوني ) .

( القدس عدد 82 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق