حرمة الدماء في الاسلام ..
في الخامس والعشرين من شهر جويلية ،
الموافق للسادس عشر من شهر رمضان ، أي بين منتصف هذا الشهـر المعظم ، وبين ذكرى موقعة بدرالكبرى ، استفاقت تونس
والعالم على فاجعة استشهاد المناضل الحاج محمد البراهمي ، وسفك دمه امام بيته ن
وأمام أطفاله ، وزوجته ، بغير وجه حق . وهو المسلم المؤمن الذي يشهد جميع من عرفوه وعاشروه بنبل اخلاقه وتواضعه وتمسكه
بدينه اضافة الى حبه لوطنه وأمته .. وهو الصائم ، الحاج الى بيت الله ثلاث مرات ،
المعتمر اليه عدة مرات .. فبأي دين يؤمن هؤلاء القتلة المجرمون ؟
قال تعالى محرما سفك الدماء بين الناس
جميعا : " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن
أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ." ( المائدة / 32 ) . وقال : " ولا
تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصّاكم به لعلكم تعقلون ." (
الانعام / 151 ) . وقال محرما ذلك الفعل
حتى على الانسان لنفسه : " ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نُصليه نارا وكان
ذلك على الله يسيرا . " ( النساء /
30 ) . وقال صلى الله عليه وسلم : " أوّل ما يُقـضى بين الناس يوم القيامة في
الدماء ( رواه البخاري ومسلم ) .
وقد قطع الاسلام أي طريق للتأويل في حرمة النفس عندما تكرر ذلك في القرآن بنفس
الحسم والتشدّد في العقاب . قال تعالى : ومن يقـتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا
فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما " ( النساء / 93 ) . كما شدّد رسول الله صلى الله عليه وسلم
على حرمة الدماء والاموال والاعراض بين
المسلمين قائلا : " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " وقال
ايضا : "من
قال لا إله إلا الله ، وكفر بما يُعبد من دون الله حُرّم ماله ودمه وحسابه على
الله – عز وجل " . و هو القائل
ايضا في خطبته الشهيرة في حجة الوداع : "
إنَّ دماءَكم ، وأموالكم عليكم حرامٌ ، كحُرمة
يومِكم هذا، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا، هل بلَّغتُ ؟ " . قالوا نعم . قال
:" اللهم اشهد ".
ولله الامر من قـبل ومن بعد .
( القدس عدد 82 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق