بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 16 نوفمبر 2014

صناعة الارهاب ( 4 ) .

لا شك ان الحديث النظري عن الدول والاطراف  والجهات الراعية للارهاب متشعب الى ابعد الحدود ، الا ان الامثلة في الواقع محدّدة ومعـروفة قد تفيد في النظر من زاوية ثانية ..  
 فصفوت حجازي ـ على سبيل المثال ، والامثلة كثيرة ـ هو واحد من المتسلفين على يد النظام السعودي بعد أن سافر للعمل بالسعودية سنة 1984 ، اختصاص مساحات وخرائط .. حيث بدأ من هناك في حضور الحلقات الدعوية التي ترعاها المملكة في المساجد على يد أيمتها المتخصّصين في تسليف الاخوان القادمين من مصر وعدة دول عربية .. وذلك قصد تأهيلهم للدعوة السلفية أثر العودة الى بلدانهم التي يدخلونها وقتها كدعاة مسالمين ، ثم يطوّرون أساليبهم بحسب الظروف التي يعملون فيها حتى تتحوّل آخر الأمر الى أعمال عنف و" جهاد ".. !! وقد ساعدت هؤلاء كثيرا الأرضية التي وضعها النظام السعودي على جميع الأصعدة لدعم ما يسمّى بالنشاط "الدعوي " حين فتح لهم عشرات القنوات التي تسمى " اسلامية " ، وبعث لهم بآلاف مؤلفة من الكتب التي صارت تتدفق عليهم  لترويج أفكار الوهابية بين الشباب ، كما ساعدهم على فتح  المكتبات الضخمة في قلب العواصم العربية والمطابع ، وزوّدهم بالمال لانشاء الجمعيات الخيرية المتخصصة في استقطاب ضعاف الحال وذوي الاحتياجات الخاصة وتلاميذ المعاهد والطلبة .. مستغلين في كل ذلك المشاعر الدينية للناس البسطاء ، والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها ، الى جانب ظروف القمع والاستبداد واستهداف الدين من قبل الأنظمة الحاكمة .. !!  
 وهكذا فان المواطن العربي البسيط الذي يشعـر بولاء حقيقي لدينه وعقيدته الاسلامية السمحة يجد نفسه في شباك هؤلاء دون أن يعلم ما يجري في الخفاء على يد آل سعود وشبكاتهم المتربصة بالناس .. والواقع  فقد كان هؤلاء الدعاة أنفسهم أول الضحايا وأوّل المخدوعين منذ البداية حتى استفحل فيهم المرض وأصبحوا هم المصدّرين الأساسيين لمثل هذا السرطان الفكري الذي اصبح يسري في جسد الأمة ، وهاهي تعاني الويلات الآن بسبب هذه الجماعات التكفيـرية المتوحّشة ، الخارجة من تحت عباءة هؤلاء الدعاة ..  في الواقع فان كل هذه التفاصيل اصبحت غير خافية على العام والخاص ، لأن ما شهدته الأمة خلال الثلاث سنوات الأخيرة سواء في تونس ومصر أو في سوريا وليبيا والعراق ، كان كافيا لفضح كل تلك المخططات ، حيث كشر هؤلاء عن انيابهم ، وأفصحوا عن نواياهمحين أحسّوا بالقوة ، فانتقلوا من اسلوب الدعوة السلمية الى اسلوب ادارة التوحش .. وهذه نماذج من تصريحات الدكتور صفوت حجازي مرشح " الجماعة الاسلامية " لانتخابات الرئاسة في مصر سنة 2012 ، ننقلها من موقع مفكـرة الاسلام   : " وذكر حجازي خلال مؤتمر" علماء الأمة من القضية السورية " أن القتال بجانب الشعب السوري ضد نظام بشار "واجب شرعي"، مستغـربًا عدم وجود كتائب مقاتلة في سوريا تابعة لرابطة علماء السنة التي يرأسها ... مؤكدا  أن رابطة علماء أهل السنة سيكون لها السبق في تشكيل كتائب للجهاد على أرض سوريا ، داعيًا جموع المسلمين لتشكيل هيئات لدعم سوريا بالسلاح والرصاص والمال . وتابع حجازي : " نحن لسنا أقل من الرافضة أو المنظمة الإرهابية المسماة بـ" حزب الله " والمرتزقة الذين يحتلون أرض سوريا الآن" .. ولم يكن هذا فحسب ، بل أن حجازي قد تصدّر اعتصامات رابعة في مصر محرّضا ضد كل المناهضين للأخوان بداية بالجيش والأمن ، حتى وصل الى توعّد المسيحيين وتحذيرهم ناعتا اياهم بشتى النعوت الى جانب كل رموز المعارضة مثل حمدين صباحي وآخرين .. ويأتي ذلك في حقيقة الأمر معبرا عن طبيعة الحركات الدينية عامة التي اتضح اسلوبها واضحا في التحريض الصريح على الاقتتال بين ابناء العـرب والمسلمين وتأليب مشاعرهم ضد بعضهم البعض على غير أسس علمية ولا شرعية بل على اساس التعصب الايديولوجي والسياسي الذي يتخذ الدين ستارا وهو يروّج للمواقف السياسية التي تتبناها حركات تنسب نفسها للاسلام وهو منها براء .. فهل هؤلاء دعادة وحدة أم دعاة فتنة وتفرقة بين المسلمين  ؟ وهل هؤلاء يدعون الى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة كما أمر الله نبيه ، أم دعاة تناحر واقتتال بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد ؟؟..  

 قال تعالى لنبيّه موسى عليه السلام حين أمـره بالذهاب الى فرعون صحبة اخيه هارون : " اذهبا الى فرعون انه طغا فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " ..  وقال تعالى آمرا عباده بقول أحسن القول : " وقولوا للناس حُسنا ".. فاين دعاة الفتنة من هذا النهج الاسلامي السمح الذي لا يعرف المغالاة في الدين ، او التطرف في القول والفعل ، وهو النهج الذي أوصل الاسلام الى مشارق الارض ومغاربها عن طريقة الاسوة الحسنة والاقـتـداء .. ؟؟


( نشرية القدس ) . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق