ما بني على باطل فهو باطل ..

ما بني على باطل فهو باطل ..                                                                                           قرن من الزمن تقريبا يمرّعلى ذلك الوعد المشؤوم الذي اصدره وزيرالخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور في 2 نوفمبر 1917 والمعـروف بوعد بلفور على اساس تلك المقولة الكاذبة " ارض بلا شعب الى شعب بلا ارض " حيث كان عدد اليهود في تلك الفترة لا يتجاوز الـ 6 % وهم من السكان العرب الاصليين الذين يبلغ عددهم وقتها حولي 700000 ساكنا ..

 و قد كان تقديم هذا الوعد من طرف بريطانيا بمثابة من يتصرف في ما لا يملك ، فيعطي لمن لا يستحق من اليهود الاروبيين الذين شجعهم وعد بلفور على الهجرة والاحتلال مرتكبين أبشع الجرائم ضد السكان الاصليين الذين أخرجوا من ديارهم وتحوّلوا الى لاجئين .. وبهذا كانت الحكومة البريطانية شريكة في مؤامرتها على فلسطين ، حين فكرت فقط  في تحقيق مصالحها ، مؤكدة تلك السمة الغالبة في السياسة الدولية في ذلك الوقت التي تتعامل مع الواقع وفق هذا النهج ، فلا تعـرف القوانين والحقوق ، و لا  المبادئ ، والاخلاق .. ممّا يجعل كل ما وضعه الاستعمار خلال فترات الاحتلال ، من تجزئة   و تقسيم ، وحدود بين اقطار الامة الواحد ة ، و انظمة عشائرية فاسدة و كيان غاصب في فلسطين .. كل ذلك غير شرعي لانه كان حصيلة مؤامرات استعمارية بالاتفاق مع قوى رجعـية ايّدت تلك المخططات لتحقيق مصالحها الضّيقة على حساب مصير امة باكملها .. وعليه فان الوقوف امام هذه الذكرى الاليمة التي لا تزال ترهـق شعـبا وأمة  عاشت ضحية ذلك الوعد ، هي مناسبة  لاستخلاص الدروس والعـبر، واستشراف المستقبل الذي يجب ان ننظر اليه على مقياس الحقوق التاريخية و ليس على حساب الواقع الذي نعيشه ، وهو ما كان نتيجة لتلك المؤامرات التي حصلت في تاريخنا ..  ولكي نقول للعالم ان ما بني على باطل فهو باطل .. 

 ( نشرية القدس العدد 148 ) .