بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 23 نوفمبر 2014

عملية الطرح الانتخابي : اطرح .. ثم انتخب ..



عملية الطرح الانتخابي : اطرح .. ثم انتخب ..

تمثل الانتخابات في تونس ، نموذجا  للديمقراطيات الناشئة التي تأتي بعد فترات طويلة من الاستبداد ، والتي تتميز بكثرة المترشين ، وبعدم اطلاع الناس على برامج الاحزاب التي تنشأ في مثل هذه الحالة دفعة واحدة ، وبأعداد كبيرة .. فضلا عن تقدم المستقلين بقائماتهم التي تأتي لتزاحم القوائم الحزبية وتنافسها على افتكاك  أصوات الناخبين .. وحينما تبدأ الحملات الانتخابية يتقدم هؤلاء جميعا لطرح البرامج وتقديم الوعود .. وهو ما يزيد في حيـرة الناس وانقسامهم وترددهم حتى آخر لحظة ، فيكون ذلك سببا من اسباب العـزوف عن الانتخاب ..
هكذا كان المشهد خلال الانتخابات التشريعـية ، وهو يتكر أيضا في الانتخابات الرئاسية التي وصل فيها العدد الى 27 مترشحا يردّدون نفس الكلام تقريبا ، دون أن يقول أحدهم " خبزي بارد " كما يقول المثل .. فكيف يمكن الوصول الى الحسم الانتخابي في مثل هذه الظروف ؟
اذا اعتبرنا ان الثورة قد حسمت الموقف من المنظمومة السابقة كمنظومة فاسدة لا يرجى منها خيرا باعتبار قيامها على خيارات اقتصادية واجتماعية معادية لطموحات الشعب ، فانه يجب طرح كل من يمثلها من رموز النظام القديم : السبسي ومرجان والزنايدي ...
واذا اعتبرنا ان المرحلة القادمة هي مرحلة صعـبة تستدعي اختيار من يقف في وجه الحرس القديم ، فان ممثلي الترويكا  الفاشلين في ادارة المرحلة السابقة ـ ومنهم الرئيس السابق الذي لم يستطع ان يواجه حلفائه حتى في بعض المواقف التي تسئ له شخصيا ـ يجب ان يشملهم الطرح جميعا دون استثناء ..
واذا اعتبرنا أن المستقلين الذين لا تدعمهم قواعد حزبية عريضة  غير قادرين على المنافسة في هذه الانتخابات ،  فان طرحهم يكون اقرب الى الصواب حتى لا تضيع الاصوات ، ولا يستفـيد منها من نريد استبعاده ..                                        
واذا اعتبرنا التقلبات التي مر بها مؤسس العريضة الشعـبية قبل الثورة ، الى جانب ما يطرحه من برامج  شعـبوية  لا تقوم على اسس فكرية ومعـرفـية واضحة ، فان استبعاده يكون اقرب الى الصواب ..
واذا اعتبرنا الخطأ الجسيم الذي وقع فيه السيد نجيب الشابي حينما تخلى مبكـرا عن المسيرة النضالية خلال اعتصامات القصبة مستعجلا الوصول الى السلطة مع رموز النظام القديم في حكومة الغنوشي ، فانه بالتاكيد سيكون  ضمن الذين يستوجب طـرحم  ..
وفي النهاية لا بد من الابقاء على المشرح الذي يتمتع بالماضي النضالي والمواقف الوطنية الصلبة والخيارات الاجتماعية التي تنتصر للضعفاء من ابناء الشعب والذي يمكن ان تسنده قاعدة عريضة من الناخبين لتحقيق الحد الادنى  في المرحلة القادمة .. وهو ما يحصر امكانية التصويت في خيار منطقي وحيد لا يستحقه غير مرشح الجـبهة الشعـبية .. فاذا كنت في حيرة من امرك  ، اطرح  ... ثم انتخب ...  

( نشرية القدس ) .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق