تمركل العام ذكرى قرار التقسيم المشؤوم الذي تم بموجبه اعطاء الجزء الأكبر من فلسطين للمغـتصبين الصهاينة القادمين من كل صوب وحدب بعد أن خططوا في مؤتمراتهم الصهيونية المتتالية منذ 1897 بسويسرا ، وبعد أن صدر لهم وعد بلفور من طرف الحكومة البريطانية ، فكان قرار التقسيم رقم 181 الصادر يوم 29 نوفمبر 1947 بمثابة التتويج لجميع المراحل بما فيها جرائم العصابات الصهيونية منذ عشرينات القرن الماضي ..
وقد كان التصويت لفائدة قرار التقسيم يفتقد الى الشرعية والمصداقية ، ويخالف كل الاعـراف والشرائع التي لا تسمح جميعها بتهجير شعب بالقوة وزرع بشرا آخرين في أرض لم تطأها أقدامهم ولم يشمّوا رائحتها من قبل .. ثم ان المتـتـبع لظـروف التصويـت على قرار التقسيم داخل اروقة الأمم المتحدة ، يمكن ان يكتشف بسهولة ما صاحب تلك العملية من تلاعب وتـزييف وضغـوطات على الـدول الخاضعة للهـيمنة الاستعمارية المباشرة ..
ولذلك فان ارتباط
يوم التضامن مع الشعب الفليسطيني باليوم الذي صدر فيه التقسيم هو محاولة من الدول
الداعمة للقرار بتضليل الراي العام حينما يتم اختزال مأساة فلسطين في بعض
الاعتداءات الصهيونية على المواطنين العـزل ، أو في تعـنت العدو وعدم قبوله بازالة المستوطنات
وغيرها من الاساليب التي تعمل على تغـيـيـب القضية الاصلية المتمثـلة في الاحتلال
وتهجير السكان وهدم بيوتهم وارتكاب المجازر ضدهم ..
أما عن انعكاسات ذلك القرار ، فان تبعاته لازالت تتواصل الى اليوم حيث يتعرض الشعب العربي
الفلسطيني الى الابادة الجماعية مثلما حصل هذا العام في غزة ، فضلا عن الانتهاكات
والاعتداءات اليومية المتكررة التي يتعرض لها النساء والاطفال أمام أنظار العالم
..
( نشرية القدس العدد 151 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق