عروبة فلسطين .. (3) .
كثيرا ما نسمع التركيز في وسائل الاعلام ، على مشكلة القدس من طرف االسياسيين ، داخل الجمعيات والأحزاب ونشطاء المجتمع المدني باعتبار ما يتعرض له سكانها ، من حصار وممارسات عنصرية واعتداءات سواء على المصلين أوعلى المدنيين ، وباعتبار ما تتعرض له المدينة من محاولات تهدّد فعلا بهدم مقدساتها وتغيير معالمها عن طريق الحفريات .. وهو عمل لازم ومطلوب في كل حين لرفع المعاناة ، وحماية المقدسات بكل انواع المقاومة الشريفة .. غير ان ما يجب التفطن اليه هو الطرح الاجمالي والاطار الذي يجب ان تتنزل فيه مثل هذه القضايا ، لان قضية القدس ليست مجرد قضية تهويد للمقدسات ، او منع للمصلين من آداء شعائرهم ، كما أن الحل المطلوب لا يتوقف على استرجاع القدس باعتبارها قبلة ثانية للمسلمين ، ومسرى للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فحسب ، بل لأنها فوق هذا ، جزء من قضية مركزية تشمل القدس وغزة والضفة الغربية والجليل الاعلى وكل اراضي فلسطين الواقعة اليوم تحت السيطرة الصهيونية على سواحل البحر الابيض المتوسط وفي صحراء النقب ، وعلى كل شبر من فلسطين التاريخية قبل الانتداب البريطاني ، وقبل الغزو الصهيوني الذي انتهى باقامة هذا الكيان العنصري سنة 1948 ..
( نشرية القدس عدد 203) .
كثيرا ما نسمع التركيز في وسائل الاعلام ، على مشكلة القدس من طرف االسياسيين ، داخل الجمعيات والأحزاب ونشطاء المجتمع المدني باعتبار ما يتعرض له سكانها ، من حصار وممارسات عنصرية واعتداءات سواء على المصلين أوعلى المدنيين ، وباعتبار ما تتعرض له المدينة من محاولات تهدّد فعلا بهدم مقدساتها وتغيير معالمها عن طريق الحفريات .. وهو عمل لازم ومطلوب في كل حين لرفع المعاناة ، وحماية المقدسات بكل انواع المقاومة الشريفة .. غير ان ما يجب التفطن اليه هو الطرح الاجمالي والاطار الذي يجب ان تتنزل فيه مثل هذه القضايا ، لان قضية القدس ليست مجرد قضية تهويد للمقدسات ، او منع للمصلين من آداء شعائرهم ، كما أن الحل المطلوب لا يتوقف على استرجاع القدس باعتبارها قبلة ثانية للمسلمين ، ومسرى للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فحسب ، بل لأنها فوق هذا ، جزء من قضية مركزية تشمل القدس وغزة والضفة الغربية والجليل الاعلى وكل اراضي فلسطين الواقعة اليوم تحت السيطرة الصهيونية على سواحل البحر الابيض المتوسط وفي صحراء النقب ، وعلى كل شبر من فلسطين التاريخية قبل الانتداب البريطاني ، وقبل الغزو الصهيوني الذي انتهى باقامة هذا الكيان العنصري سنة 1948 ..
ان ما يحتاجه واقعنا اليوم هو
تنزيل مثل هذه القضايا الجوهرية في اطارها الصحيح ، حينما تتقاطع ـ أولا ـ مع
الاطار التاريخي الذي صنع هذه الأحداث ، وحينما
تلتقي ثانيا مع التحديات التي يطرحها المستقبل ، لعالم يتجه فيه ـ الكل ـ لبناء
التكتلات التي لا مكان فيها لتلك الكيانات
القـزمية التي تسمى اقطارا في الوطن العربي ، الا محتمية ، تابعة ، خاضعة ،
مستسلمة ، مستكينة ، مقهورة ، لا حول لها ولا قوة أمام من يقبل بحمايتها مقابل أن
يراها دائما على تلك الصورة المذلة ، وهو
يوجهها الوجهة التي يريد ، وينهب منها كل ما يريد ..
قد تكون القدس محطة من المحطات التي تدور فيها المعارك
معزولة عن بعضها البعض ، وهو ما يجعل مأساتها تتواصل في ظل العجز العربي ، الناتج
عن واقع العرب اليوم ، وهم أمة مجزأة ، تقع لقمة سائغة لكل الطامعين في اراضيها
وثرواتها ، وفي ظل التخلف الذي يعيشه ابناؤها فلا يهتدون الى الحل القومي القادر
وحده على تخليصهم من معاناتهم ، واخراجهم نهائيا من هذا المأزق التاريخي الذي
وقعوا فيه ..( نشرية القدس عدد 203) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق