الاخوان في فخ السلطة ( 2 ) ..
لا يخفى على أحد أن الاخوان المسلمين انخرطوا عـلـنا منذ
البداية في العـدوان على سوريا . فهل يعـقـل ان تكون لديهم القـناعة وهم يؤيـدون
تلك الحـرب الكونـيـة على بلد وشعـب عربي مسلم ، بان ذلك سيكون اسلوبا مناسبا لحل
أزمة الديمقراطية .. !! وهل يمكن ان يكون في اعـتـقادهم وهم يؤيدون ذلك العدوان
الهمجي بان أمريكا وبريطانيا وفرنسا واسرائيل .. أو حـتى المملكة العـربية
السعـودية وقطر تهمهم جميعا مشكلة الاستبداد ، وأنهم جميعا يؤيدون ما يحدث انتصارا
للديمقراطية .. !! وان كانوا لا يعتقدون ذلك ، فلماذا يؤيدون العدوان اذن ..؟؟ ان
المتأمل في تطورات الاحداث على المستوى القومي يدرك لماذا يعمل الاخوان جاهدين
لاسقاط النظام في سوريا ، ولماذا بادروا قـبـل جميع الاطراف بقطع العلاقات
الديبلوماسية معها .. انه مخطط التنظيم العالمي للاخوان المسلمين بالتحالف مع
الانظمة العـربية الرجعـية والقوى المهيمنة في العالم .. لان التنظيمات المحلية
للاخوان في كل قطر لا تتخذ مواقف استراتيجية ولا تبني تحالفات اقليمية ودولية دون
الرجوع الى التنظيم الام .. ولعل ما حدث خلال أزمة الاخوان الاخيـرة في مصر بعد
ثورة 30 يناير أظهر بشكل واضح و جلي طبيعة العلاقة بين الاصل والفروع .. حيث وقع
الاستنفار داخل التنظيم العالمي بدعوته لاجتماعـيـن عاجلين متتاليين في تركيا
لمواجهة الازمة التي أفقدتهم أحد أهم مواقعهم في العالم ، في الوقت الذي كانوا
يطمحون فيه الى تعـزيزها ، لتمتد من تونس غربا الى سوريا وتركيا شرقا .. !!
وقد كان يمكن ان يكون التايـيـد عاديا ، لوأن كل ما حدث كان يجري بطريقة عفوية .. ولو لا وجود القوى المتأهّـبة والمتربصة ، التي تعمل دائما على استثمار ما يجري ليكون لصالحها ، وهواسلوب معروف تتبعه القوى العظمى التي لا يعـقـل ان ترى تغـيـرات جوهـرية تحدث في مناطق نفوذها ولا تحرّك ساكنا تجاهها ..
وقد كان يمكن ان يكون التايـيـد عاديا ، لوأن كل ما حدث كان يجري بطريقة عفوية .. ولو لا وجود القوى المتأهّـبة والمتربصة ، التي تعمل دائما على استثمار ما يجري ليكون لصالحها ، وهواسلوب معروف تتبعه القوى العظمى التي لا يعـقـل ان ترى تغـيـرات جوهـرية تحدث في مناطق نفوذها ولا تحرّك ساكنا تجاهها ..
ثم ان ذلك التاييد كان يمكن أن يكون عاديا لو أن الاخوان
كانوا من مؤيدي الثورات أصلا .. وهم من اختفى تماما عن الحراك الثوري عندما انطلق
من تونس ، فلم يشاهد عامة الشعب ولو رمزا واحدا من رموزهم يتقدم المسيرات
والاحتجاجات .. !! وهم ايضا من أصدر تلك المطالب العشرة الموجهة للنظام في مصر
لتجنب الثورة الشعبية قبل اسبوع واحد من انطلاقها .. !!
لا شك ان الثورة في تونس كانت عفوية الى ابعد الحدود ،
لكن المسائل لم تتطور على نفس هذا المنوال في ما جرى من أحداث لاحقة .. فعـندما
بدأ تأثير تلك الثورة الحقيقية يصل مداه من تونس الى مصر واليمن .. وأصبح ينذر
بتعاظم ذلك الاثر ، وجدنا كل الاطراف جاهـزة تقريبا لركوب الموجة .. !! وقد بدأ
ذلك الركوب فعلا من ليبيا التي نضجت فيها كل الطبخات .. واكتمل فيها المخطط و
توزعت منها الادوار .. فكان النظام القطري هو عـراب الثورات مستعملا أمضى الاسلحة
وأعظمها اثرا ، وهي متمثلة أولا في المال ، وثانيا في الاعلام من خلال قـناة
الجزيرة ، وثالثا في الدين من خلال الشيخ القرضاوي رئيس " الاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين " ..
وكان النظام السعودي بدوره المعهود منذ الخمسينات ،
المدافع دوما عن مصالحه المرتبطة بالغـرب ، والذي أصبح يتنافس في لعب الادوار مع
النظام القطري ، لا يفرط بدوره في استعمال اسلحته التي يمتلكها لافشال الثورات
والانحراف بها عـن مسارها ، من خلال شبكة العلاقات التي تربط رجالاته الاثرياء
بالغـرب ، ومن خلال شبكات الارهاب التي يديرونها و يدعمونها في عدة مواقع من
العالم أهمها افغانستان والعـراق ولبنان .. هذا فضلا عن دور الدولتين في توفير
الحماية للفارين من تلك الانظمة المتهاوية .. وبالتالي فقد كان لابد للاخوان
المسلمين في كل من تونس ومصر ان يكونوا مرتبطين بهؤلاء ، و بمخططاتهم باعتبار
العلاقات التاريخـية التي ربطت مصالح التنظيم العالمي للاخوان المسلمين منذ نشأته
بتلك الانظمة .. ولعل ما عمّق ارتباطهم بتلك الدول والاحلاف ، هوالتقاء المصالح
التي جعلت ما يحدث أشبه بالحلم بالنسبة للاخوان المسلمين و بقية الحركات الدينية ،
حيث وجدوا أنفسهم في وضع يقودهم فـيه حلف النيتو لتسلم عرش ليبيا !!.. بل ان الامر
لم يتوقف عند ذلك الحد ، اذ ان الاحداث لم تكد تنته في ليبيا حتى وجدوا أنظمة
الخليج تدفعهم لركوب الموجة في سوريا أين بدأ الترويج اعلاميا " للثورة
" ، التي ستمكـنهم في النهاية من استلام عرش سوريا .. !!
وفي مثل هذه الظروف دخل الاخوان المسلمون في المخططات الجهنمية المعادية للامة من بابها الكبير .. اذ سرعان ما سقطت الاقـنعة حين أصبح ما يجري لا يحتاج الى توضيح .. وعرف العام والخاص ان ما حصل في ليبيا و سوريا لم يكن أبدا على الطريقة العفـوية التي حصلت في تونس ومصر .. بل هو سيناريو محكم الاخراج وقع الاعداد له بعـناية ، فالتـفـّـت حوله العديد من القوى المتربّصة التي وجدت في موجة الثورات فرصة سانحة لتصفية حساباتها القديمة مع تلك الأنظمة ليس على اساس سياساتها الداخلية كما وقع الترويج الاعلامي ، بل على اساس سياساتها الخارجية الرافضة لمشاريع التسوية والهـيمنة والتدخل في شؤونها .. فكان اتفاقا مسبقا ومؤامرة حصلت بين تلك الحركات المسلحة المتأهبة لتنفيذ مخطتها ، والدول المعادية لسوريا التي التقطت بدورها تلك اللحظات التاريخية منذ حدوثها في تونس و مصر ، و باتت تخطط لتحقيق أهدافها .. ولعل ما جرى من تصفية للثورة اليمنية و لثورة البحرين في الجانب الآخر ، خير دليل على التلاعب الذي كان يحدث لتزييف الواقع .
ان الاخوان الذين اصبحوا يتطلعون للعب دور هام في المنطقة بفضل ما وجدوه من تاييد خارجي ، جعلهم يطمحون الى السلطة في أكثر من قطر .. فلماذا لا تكون سوريا بعد تونس ومصر وليبيا والسودان وفلسطين ..؟ لذلك بادر الاخوان في تونس سريعا بدعم ما حدث في سوريا ، باتخاذهم قرار قطع العلاقات ، واحتضان مؤتمر اصدقاء سوريا ، والمشاركة لاحقا في كل المؤتمرات والمؤامرات التي أصبحت تقودها قطر بالوكالة عن أعداء الامة .. وقد انخرط الاخوان في مصر في نفس اللعبة ، حتى وصلوا الى ما هو اسوء ، و هو التحريض العلني على الذهاب الى سوريا ، و الدخول في حرب معلنة على الشيعة ، لا علاقة لها بالحرية ، أو بالديمقراطية في سوريا .. ولعلهم أصبحوا ينافسون الآخرين في تنظيم المؤتمرات عندما نظموا مؤتمرين متتاليين في مصر قبل سقوطهم موفى شهر جوان سنة 2013 ، الاول سُـمّي " مؤتمر علماء الامة " ، والثاني " مؤتمر الامة المصرية لدعم الثورة السورية " اللذان ظهر فـيهما التحريض علنا والتجـيـيـش ضد سوريا بعد ان اصـيـبوا بالصدمة من تحرير مدينة القصير .. وهكذا نسي الاخوان في كل من مصر و تونس أنهم على رأس سلطة مؤقـتة مهمّـتها التاسيس للمرحلة القادمة ، فراحوا يبحثون عن دور أكبر منهم ، ويحلمون بالامبراطورية الاخوانية التي ستـؤسّسها لهم قطر والسعودية بالتعاون مع حلف النيتو .. !! لذلك انساقوا وراء الاوهام ونسوا طبيعة المرحلة التي تتطلب مواجهة الواقع في الداخل والانكباب على حل المشاكل المستعجلة للمواطن الذي ظل ينتظر الحلول العاجلة .. فكانت الكارثة بالنسبة لهم في مصر حين اسقطهم الشعب بثورة شعبية بعد سنة واحدة من الحكم .. وحين بات الناخبون في تونس يعضون أصابعهم كل يوم ندما على التصويت لهم في الانتخابات ..غيرأنهم لا شك سيضيفون الى رصيدهم دورهم البارز في عودة الازلام الثوريـيـن !.
وفي مثل هذه الظروف دخل الاخوان المسلمون في المخططات الجهنمية المعادية للامة من بابها الكبير .. اذ سرعان ما سقطت الاقـنعة حين أصبح ما يجري لا يحتاج الى توضيح .. وعرف العام والخاص ان ما حصل في ليبيا و سوريا لم يكن أبدا على الطريقة العفـوية التي حصلت في تونس ومصر .. بل هو سيناريو محكم الاخراج وقع الاعداد له بعـناية ، فالتـفـّـت حوله العديد من القوى المتربّصة التي وجدت في موجة الثورات فرصة سانحة لتصفية حساباتها القديمة مع تلك الأنظمة ليس على اساس سياساتها الداخلية كما وقع الترويج الاعلامي ، بل على اساس سياساتها الخارجية الرافضة لمشاريع التسوية والهـيمنة والتدخل في شؤونها .. فكان اتفاقا مسبقا ومؤامرة حصلت بين تلك الحركات المسلحة المتأهبة لتنفيذ مخطتها ، والدول المعادية لسوريا التي التقطت بدورها تلك اللحظات التاريخية منذ حدوثها في تونس و مصر ، و باتت تخطط لتحقيق أهدافها .. ولعل ما جرى من تصفية للثورة اليمنية و لثورة البحرين في الجانب الآخر ، خير دليل على التلاعب الذي كان يحدث لتزييف الواقع .
ان الاخوان الذين اصبحوا يتطلعون للعب دور هام في المنطقة بفضل ما وجدوه من تاييد خارجي ، جعلهم يطمحون الى السلطة في أكثر من قطر .. فلماذا لا تكون سوريا بعد تونس ومصر وليبيا والسودان وفلسطين ..؟ لذلك بادر الاخوان في تونس سريعا بدعم ما حدث في سوريا ، باتخاذهم قرار قطع العلاقات ، واحتضان مؤتمر اصدقاء سوريا ، والمشاركة لاحقا في كل المؤتمرات والمؤامرات التي أصبحت تقودها قطر بالوكالة عن أعداء الامة .. وقد انخرط الاخوان في مصر في نفس اللعبة ، حتى وصلوا الى ما هو اسوء ، و هو التحريض العلني على الذهاب الى سوريا ، و الدخول في حرب معلنة على الشيعة ، لا علاقة لها بالحرية ، أو بالديمقراطية في سوريا .. ولعلهم أصبحوا ينافسون الآخرين في تنظيم المؤتمرات عندما نظموا مؤتمرين متتاليين في مصر قبل سقوطهم موفى شهر جوان سنة 2013 ، الاول سُـمّي " مؤتمر علماء الامة " ، والثاني " مؤتمر الامة المصرية لدعم الثورة السورية " اللذان ظهر فـيهما التحريض علنا والتجـيـيـش ضد سوريا بعد ان اصـيـبوا بالصدمة من تحرير مدينة القصير .. وهكذا نسي الاخوان في كل من مصر و تونس أنهم على رأس سلطة مؤقـتة مهمّـتها التاسيس للمرحلة القادمة ، فراحوا يبحثون عن دور أكبر منهم ، ويحلمون بالامبراطورية الاخوانية التي ستـؤسّسها لهم قطر والسعودية بالتعاون مع حلف النيتو .. !! لذلك انساقوا وراء الاوهام ونسوا طبيعة المرحلة التي تتطلب مواجهة الواقع في الداخل والانكباب على حل المشاكل المستعجلة للمواطن الذي ظل ينتظر الحلول العاجلة .. فكانت الكارثة بالنسبة لهم في مصر حين اسقطهم الشعب بثورة شعبية بعد سنة واحدة من الحكم .. وحين بات الناخبون في تونس يعضون أصابعهم كل يوم ندما على التصويت لهم في الانتخابات ..غيرأنهم لا شك سيضيفون الى رصيدهم دورهم البارز في عودة الازلام الثوريـيـن !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق