العدوان
الثلاثي على مصر : فشل العدوان .. وانتصرت الارادة الوطنية ..
في يوم
26 يوليو / جويلية 1956 اتخذ الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قرارا
من أخطر القرارات التي عرفتها مصر تمثل في اعلانه
: تأميم الشركة العالمية لقناة
السويس .. لتتحول بذلك كل مداخيلها لفائدة
مصر بعد ان كانت تذهب للجهات الاستعمارية ..
والواقع فان مصر لم تكن تواجه الاستعمار في الداخل
فقط ، بل وعلى المستوى الدولي ايضا ، اذ أنها وفي نفس اليوم الذي اعلن فيه وزير خارجية
الولايات المتحدة عـن الانسحاب من مشروع تمويل السد العالي أي في يوم 20 جويلية 56
، كان جمال عبد الناصر يحضر اول مؤتمر قمة لدول حركة عدم الانحياز في بلغـراد باعتباره
أحد المؤسسين الى جانب تيتو زعيم يوغـزلافـيا ونهـرو زعيم الهند .. وهو ما يعـني
ان مصر كانت تحشد دول العالم لتكوين حلف مستـقـل ، مقاوم للتبعـية والهيمنة التي
تسعى لفرضها تلك الدول .. هذا و قد كانت مصر منتصف الخمسينات تـنشط على عدة جبهات
منها :
- تصفية العملاء في الداخل الذين ارتبطوا طويلا
بالولاء للخارج ، من خلال تجريدهم من الامتيازات المادية ( محاربة الاقطاع )
والرجعـية ( حل الاحزاب ) .
- دعم حركة التحرر في المغرب العربي وعلى رأسها
الثورة الجزائرية التي استمرت حتى مطلع الستينات .
- اقدام مصر على عملية كسر احتكار الغـرب للسلاح من
خلال توقيعها لصفقة الاسلحة التشيكـية سنة 1954 .
- دخول مصر سنة 1955 في صراع مباشر مع حلف بغداد
الذي سعت من خلاله عددة دول غـربية على راسها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة
لمحاصرة المد الثوري الذي تقوده مصر ..
وهكذا وجدت فرنسا وبريطانيا واسرائيل في اعلان مصر
عـن قرار تاميم قناة السويس ذريعة لشن العدوان
عليها في 29 أكتوبر 1956 سعـيا منها لاسقاط
ثورتها بالقوة ، ووضع حد لدورها الريادي في المنطقة والعالم ..
غير ان شعب مصر الذي ادرك ابعاد المؤامرة ، التف
حول قيادته وحمل السلاح في كل المدن التي شهدت العدوان ، حتى تم افشاله نهائيا في 6
نوفمبر سنة 1956 .. وبذلك سقطت كل حساباتهم في الماء ، وخرجت مصر أكثر قوة ، وأكثر
تصميما على مواصلة السير في طريق الاستقلال ومقاومة الاحلاف .. كما استمرت في
مساندة الثورات العربية باندلاع ثورة اليمن في مطلع الستينات ..
( القدس عدد 96 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق