بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني : حق يراد به باطل ..

اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني : حق يراد به باطل ..



منذ سنة 1977 اعتمددت الجمعـية العامة للامم المتحدة يوم 29 نوفمبر من كل عام كيوم للتضامن مع الشعب الفلسطين .. وقد اعتبر الكثيرون ان مثل هذا الاجراء ايجابي ومفيد للقضية ، ثم راحوا يشاركون أو يشجعون على المشاركة كل عام في الاحتفال بهذا اليوم باعتباره يذكّـر بنكبة فلسطين ، ويعـرّف بماضيها وحاضرها للاجيال الصاعدة .. كما يمكن أن يَعْـرض من خلاله المنظمون ما يعانيه ابناء فلسطين في الداخل من ويلات الاحتلال ، وما يعانيه المهجّـرون من ويلات الغـربة والتشرد والضياع ، الى جانب التذكير بالثوابت و الحقوق الخ  .. وفعلا قد أخذت العديد من الاحزاب والجمعيات والمنظمات الوطنية في الوطن العربي والعالم الاسلامي على عاتقها المساهمة في الاحتفال بهذا اليوم ، كلّ بطريقته و حسب خلفياته الفكرية والسياسية .. 
والواقع فان ما يظهر من تعاطي ايجابي في مثل هذه المناسبة ، التي تظهر فيها المعارض ، و تطغى فـيها عادة الشعارات والخطب السياسية والشعـر الحماسي والحفلات الموسيقية  ، قد يتحول كله الى عبث  اذا لم يتم معه  فضح ما وراء المناسبة من خداع .. واذا لم يتم الكشف عن الاسباب الحقيقية التي دفعت منظمة الامم المتحدة لاحياء هذه الذكرى .. لان مثل هذه الدعوات عندما تخرج من ذلك المبنى الذي ضاعت فيه كل حقوق فلسطين ، فهي بلا شك دعوات مريبة ، هدفها الوحيد الوصول الى انتزاع اعتراف عربي ـ فلسطيني بالعدو الصهيوني .. ولعلّ المتأمل في اختيار تاريخ 29 نوفمبر بالذات لهذه المناسبة ، يفهم الخلفيات والاهداف من وراء هذه الدعوة .. حيث أن هذا التاريخ هو نفسه  تاريخ اصدار القرار عدد 181 من طرف الجمعية العامة للامم المتحدة في 29 نوفمبر سنة 1947 المعـروف بقرار التقسيم .. !! 
والغريب أن هذا القرار الباطل قد منح 44 % من أرض فلسطين لاصحاب الحق ، و 56%  للصهاينة الغـزاة  الذين لا يعـرفون فلسطين لا من قريب ولا من بعـيـد .. !!  

ثم الاغرب من ذلك فان الجمعـية العامة للامم المتحدة قد شهدت تحايلا وتلاعبا بالاصوات من طرف الحركة الصهيونية والدول الداعمة لها لانها لم تجد في البداية الاغلبية التي تمكنها من اصدار قرار التقسيم  حتى يكون نافذا طبقا لقوانين الامم المتحدة ، لكي تجبر على تطبيقه جميع الاطراف المتـنازاعة .. وهو ما أدى الى تأجيل التصويت من يوم 26  الى يوم 29 نوفمبـر1947 ، تم خلالها التأثير على مندوبي الدول الصغـرى حديثة العهد بالاستقلال والتي لا تزال تقع تحت الهيمنة .. مثل ليبيريا والفليبين وهايتي .. وقد كان لرجال الاعمال الصهاينة دور كبير في التأثير على تلك الدول المترددة من خلال الضغوطات الاقتصادية ، حيث  كان الميلياردير الامريكي المشهور هارفي فايرستون على سبيل المثال ، من أكبر المستثمرين في ليبيريا وهو الذي لعـب دورا كبيرا في التاثـيـر على تلـك الدولة لتكون مع المساندين لقـرار التقسيم خلال اليومين الاخـيـرين ..
ولعل ما كتبه وزير الدفاع الامريكي جيمس فورستل في مذكراته عن تلك الحقـبة خيـر دليل  حين قال : " إن الطرق المستخدمة للضغط ولإكراه الأمم الأخرى في نطاق الأمم المتحدة كانت فضيحة " .. 
وهكذا فان ما يبدو في ظاهـره حق ، قد يحـمل في جوفه الاباطـيل .. فـيصدق عليه المثل القائل أنه : " حق يـراد بـه باطـل  " ..

( نشرية القدس ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق