التحدي ..
لم تكتف الولايات المتحدة بخذلان
مصر عندما أعلنت انسحابها من الاشتراك في تمويل السد العالي الذي تعهدت بتمويله صحبة
بريطانيا و البنك الدولي ، بل زادت على لسان وزير خارجيتها فوستر دالاس يوم 20
يوليو 56 بتبرير الانسحاب على اساس ادعائها بتراجع الاقتصاد المصري و عدم قدرته على الوفاء بخلاص
ديون مصر .. !! وهو ما جعل عبد الناصر يرد الرد المناسب يوم 24 يوليو 1956 وقبل يومين من اعلان قرارالتاميم
:
«
إذا قامت فى واشنطن ضجة ، وقد تجـردت من الحياء ومن أى مبدأ من المبادئ التى
تتعامل بها الدول ، تعلن كذباً وخداعاً وتضليلاً أن الاقتصاد المصرى يدعو إلى الشك
. إننى أنظر إليهم وأقول لهم : موتوا بغيظكم ، فلن تستطيعوا أن تتحكموا فينا ، ولن
تستطيعوا أن تستبدوا بنا . إننا نعرف طريقنا ؛ طريق الحرية والشرف ، طريق العـزة
والكرامة ، وإننا حينما ننظر إليكم إنما نقول لكم : هللوا من واشنطن وأصدروا
البيانات من واشنطن ، واكذبوا من واشنطن، إننا حينما ننظر إليكم بعد هذه البيانات
إنما نقول: إذا كانت هذه البيانات عن اعتقاد يدل على القِصر فى المعرفة ، فتلك مصيبة
فى تعامل الدول بعضها البعض ، أما إذا كانت هذه البيانات عن خداع وعن تضليل ؛ فإن
المصيبة تكون أكبـر.. من زعيمة العالم الحر التى تنادى بالحرية وتنادى
بالديمقراطية » . وأضاف : « الدخل القومى زاد فى سنتين 16 % ، الميزانية زادت ،
مشروعاتنا زادت ، إنتاجنا الزراعى زاد .. كلام يُكذب هؤلاء المخادعين المضللين ؛
اللى بيخدعوا العالم وبيخدعوا الشعوب ، واللى سياستهم تتجه نحو التحكم والسيطرة .
ونقول .. الرد الذى نقوله على هذا الكلام اليوم غير الرد اللى حنقوله يوم الخميس
القادم إن شاء الله »..
وهي اشارة
واضحة منذ ذلك اليوم لما تم الاعلان عنه يوم 26 من نفس الشهر ، متمثلا في قراره التاريخي
بتأميم قناة السويس الذي كان سببا مباشرا
في العدوان الثلاثي على مصر ..
( القدس عدد 96 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق