الجامعة
العبرية .. !!
لم
تكن الانظمة العـربية معـنية كثيرا بما يحدث للشعوب من قهـر مادي أومعـنوي ، ولا
كان يهمها من قريب أو من بعيد الديكتاتورية المسلطة على رقاب الجماهير على مدى
أكثر من نصف قرن .. لانها تشترك جميعا في اذلال شعوبها فـتسلط عليها استبدادها
بدرجات لا تختلف عن بعضها البعض الا في الاساليب .. لذلك فان كل ما تقوله تلك
الانظمة عن النظام السوري اليوم هو من باب معارضتها لياساته الخارجية وليس لسياسته
الداخلية كما يدعون .. اذ لو كان ذلك صحيحا لفعـلوا نفس الشئ تجاه ما تعرّض له
الشعب البحريني الاعـزل طوال سنتين بين قمع وسجن وتقتيل في الشوارع .. بل ان قوات
درع الجزيرة بقيادة المملكة السعـودية وقطر هي التي ساهمت في اخماد الانتفاضة
الشعبية سنة 2011 ، بعد ان بات خطرها يهدد
تلك الانظمة حيث بدأت الدعوات في الدولتين تحضّر على شبكات التواصل لانتفاضات
حقيقية تستهدف
النظامين ..
ولو
كان ذلك كذلك ايضا لما ساهمت الدول الخليجية بالخصوص في الالتفاف على الثورة
اليمنية ومؤازرة رأس النظام الذي مارس التقتيل والتنكيل بمواطنيه خلال الانتفاضة
الشعبية التي تواصلت أكثـر من سنة مقدمة ما لا يقل عن " ألفي شهيد ا، و22000
جريحا ، وألف سجين " .. ثم تولى النظام السعودي ايواء علي عبد الله صالح ومعالجته
اثر فراره من اليمن .. وهي الدولة التي تحـتـظن الى حد الآن أكبر نظام ديكتاتوري
عربي بعد أن فر من تونس خلال ثورة 17 ديسمبر 2010 دون خجل أو وجل أو حياء ..
والواقع فان الجامعة العربية كانت
تدعوا منذ وقت مبكـر الى التدخل الخارجي من خلال طلبها الواضح في بيان 12 نوفمبر
2012 بتفعـيل البند السابع للامم المتحدة
، واصرارها على تسليح الحركات الارهابية التي قدمت من كل صوب وحدب لضرب استقرار
سوريا .. وهي تعلم ولو من خلال التجربة في ليبيا ان تلك الاساليب ستؤدّي الى وقوع
الضحايا أكثر مما تقع خلال الصراع مع النظام .. كما انها لا شك تعـرف ان تلك
الاساليب ستؤدي الى تغـوّل الحركات المسلحة الارهابية التي ستـقود سوريا لاحقا الى الفوضى والاقـتتال الداخلي على الطريقة العـراقية
.. وهي بلا شك أبشع وافضع مما هو واقع اليوم
.. غير أن كل هذا لا يعـني تلك الدول في شئ ، لان ما يهمّها هو
اسقاط النظام الذي يدعم المقاومة ، لا أكثر و لا أقل .. و هو ما يفيد أنها تخوض
حربا بالوكالة واضحة لا غبار عليها .. نيابة عن اسرائيل .. فاي عروبة هذه التي
تهرب من المسؤولية وتعطي غطاء للعدوان ..
( نشرية القدس العدد 87 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق