بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 30 سبتمبر 2013

انجازات ثورة يوليو : الفعل قبل الكلام ..

انجازات ثورة يوليو : الفعل قبل الكلام ..


بعد قيام ثورة يوليو بـ 45 يوما فقط ، اصدرت الثورة قراراتها الثورية المتمثلة في قانون الاصلاح الزراعي الاول  بتاريخ 9 سبتمبر 1952 معلنة عن هدم العلاقات الظالمة التي كانت سائدة قبل ذلك التاريخ حيث لا حرية و لا كرامة لقطاع واسع من شعب مصر من الفلاحين الذين يقعون تحت سيطرة الاقطاعيين .. وهذه كلمة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر سنة 1961 جاء فيها :
 " فى سنة 52 لما طلبنا من الأحزاب انها تتولى الحكم طلبنا منها أن تقضى على الإقطاع وتتولى الحكم ، ولكن الأحزاب رفضت أن تقضى على الإقطاع . 
الوفد فى سنة 52 رفض ، قال اننا نوافق على ضريبة تصاعدية، وهذا يرفع دخل الخزانة ، كان ردى لهم : اننا لا نريد أن نرفع دخل الخزانة.. نحن نريد ان نحرر الإنسان.. نحن نريد الفلاح يقدر يقول نعم ، ويقدر يقول لأ .. وطالما هو عامل عـند الإقطاعى لن يستطيع أن يشعـر بالحرية مهما كتبنا فى الدستور إن فيه حرية ، ومهما كتبنا فى الدستور إن فيه ديمقراطية ، ومهما عملنا انتخابات ؛ لأن عند الإقطاعى سيشعـر بأنه محتاج إلى أجر. وإذا لم يسمع كلام الإقطاعى فليس له أجر، والإقطاعى ياخده هو وزوجته  وأولاده ، وبرميه خارج القرية ، لن يستطيع أن يجد لأبنائه العشاء .  
  إذن ليس أمامه من سبيل إلا انه يسمع كلام الإقطاعى؛ الإقطاعي يقول له اذهب صوت فى الانتخابات واعط صوتك لفلان.. فاما أن يعطي صوته لفلان واما يطرده . فلا يجد أكل ولا يجد شغل ، ثم يقولون ان هذه حرية ، وان هذه ديمقراطية ... 
الأحزاب رفضت إنها تقضى على الإقطاع ، ولكنا صممنا أن نقضى على الإقطاع ؛ لأننا نؤمن فى قرارة أنفسنا أن لا يمكن لشعب أن يذوق الحرية إلا إذا تحرر الفرد فيه ، ولا يمكن للفرد أن يتحرر إلا إذا أقيمت بين ربوع الأمة الديمقراطية الاجتماعية .. إلا إذا قضى على الاستغلال بكل معانيه .. إلا إذا قضى على الإقطاع .. إلا إذا أصبح الفلاح سيد نفسه ... 
 هذا هو الكلام الذي حققه قانون الإصلاح الزراعى، قانون الإصلاح الزراعى حوّل الفلاح الأجير الذي كان تحت سيطـرة الإقطاعى، والذي كان تحت حكم الإقطاعى ؛ إلى مالك للأرض يعمل فى أرضه ، سيد نفسه ، يشعـر بأنه حـر لا يستغـله إنسان آخـر؛ وبهذا يستطيع هذا الفلاح المالك.. هذا الفلاح الحـر.. بعد أن تخلص من الإقطاع  ومن الإقطاعى ؛ أن يقول نعم أو يقول لأ ، لا يوجد احد يقدر أن يطرده من أرضه.. ولا يوجد احد يقدر أن يحرمه من عمله ؛ لأن الأرض ملكه .. وتحول من عامل أجير إلى صاحب أرض، وتحول من فلاح يعمل للإقطاعي إلى فلاح يعمل من أجل نفسه ومن أجل عائلته . 
هذه هي الحرية الحقيقية.. وهذه الديمقراطية الحقيقية.. هذه المساواة.. يمكن لم نقدر ان نوزع أرض كثيرة على الفلاحين ، وزعنا على الفلاح خمس فدادين ولكن الفلاح بالخمس فدادين يشعـر أن رأسه برأس الإقطاعى ، أو رأسه برأس صاحب الأرض الكبيرة . وبهذا يقدر يعيش عيشه كريمة.. يقدر يوفر لنفسه حياة سعيدة.. يقدر يكون حر، وسيد نفسه. هذه الحرية كما نفهمها ، وهذه الحرية كما نعـنيها .. هذه الحرية الاجتماعية التى يجب أن تقوم جنباً إلى جنب مع الحرية السياسية، ولا يمكن - أيها الإخوة - أن تقوم بين ربوع هذه الأمة الحرية السياسية بأى حال من الأحوال ، إلا إذا توفرت الحرية الاجتماعية ؛ لأن الحرية الاجتماعية هى الأساس الذى يتحرر به الإنسان ، ولا يمكن للحرية السياسية أن تكون ذات معـنى إلا إذا كان الإنسان حراً.. حر من إيه ؟! حر من سيطرة الإقطاع.. حر من سيطرة رأس المال.. حر من سيطرة الاحتكار ... " 

( نشرية القدس عدد 91 ) .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق