حكومة الطراطير .. !!
معروف منذ البداية ان لتونس رئيس" طرطور" لا حول له و لا قوة في
كل ما يجري حوله ، وهو آخـر من يعلم بكل ما يقع من أحداث مهمة في الداخل والخارج
.. وهوأيضا لا يستطيع ان يتخذ أي قرار جريئ ، أوأن يحاسب مسؤول أو يغـيـره من
مكانه كما يفعل رئيس الحكومة أو اي وزير في تعـيين الموظفين حسب صلاحياته في
وزارته .. ولذلك يبدو الامـر واضحا أكثر لدى الاطراف الخارجية التي باتت تعرف من
هو الاقرب لتحقيق مصالحها فـتـتعامل معه مباشرة ، ولا تعـير اي اهتمام لمن هو دون
المستوى المطلوب حتى و لو كان بصفة رئيس ..على غرار اتصالات فرنسا و
الجزائرالاخيرة بكل من رئيس حركة النهضة ونداء
تونس للتأثير على مجريات الاحداث والتي أثارت على ما يبدو حفيظة الرئيس ..
والواقع فان
صدور القانون المنظم للسلط ، الذي حدّد صلاحيات المسؤولين كان معدا بعناية "
لطـرطـرة "رئيس الدولة بالدرجة الاولى حـتى يتسنى للحزب الحاكم - صاحب الاغلبية في المجلس التاسيسي ، والذي
فضل اعطاء صلاحيات غير محدودة لرئيس الحكومة مع التشبث بذلك المنصب ، كخطوة أولى
- للهيمنة على سلطة القرار التي لا ينقصها الا السيطرة على مفاصل الدولة و
مؤسساتها من خلال التعيينات الحزبية ، وهو ما نفذته حركة النهضة بكل عناية ..
المشكل ان
الاحداث الاليمة التي وقعت مؤخرا في جبل الشعانبي وحوادث الاغتيال السياسي كشفت ان
الحكومة تقودها مافـيا والبقية " طراطير"آخرين لا ينقصهم شيئا عن
رئيسهم ..فالمتأمل في تفاصيل الاحداث التي أدت لوقوع تلك المآسي في صفوف الجـنود ،
وفي أسرار الوثيقة الاستخباراتية المسرّبة أخيرا حول اغتيال الشهيد محمد البراهمي
، يجد أن المسؤولين المباشرين في تلك الوزارات المعـنية يقفون في التسلل .. حالهم
حال "الاطرش في الزفة " وعلى رأسهم وزير الداخلية الذي قبل بوضعه بين
مافيا الامن الموالي والموازي ، مكتفيا بتقديم الاعذار من خلال التعـبيرعن جهله
بما يدور حوله في وزارته فانطبق عليه المثل القائل :"رب عذر أقبح من ذنب
" ..
وهو وضع
مأساوي ناتج عن غياب دولة المؤسسات التي لا يؤمن بها منتسبو النهضة من أساسها ..
لان حزبهم الذي ينتمون اليه يقوم على خلفية السمع و الطاعة و الولاء للشيخ ، لذلك
هم لا يمكن ان يسهموا في بناء دولة عصرية تحكمها القوانين والمؤسسات بدل الاوامر
الفردية ..
انها مهزلة
حقيقية فعلا ، وقلة مسؤولية ، واستخفاف بعقول الناس ، وبأمنهم وحياتهم ، وبسيادة
الدولة ومؤسساتها التي يتلاعب بها الازلام القدامى والجدد في حضرة الطراطير .. في
حين نرى كل طرطور يبرّئ نفسه ، أو يتهم مجهولين ، ولا يتجرأ أي منهم على تحمل
المسؤولية ، ليعـبر بها عـن ذرّة من ذرات " الرجولة " .. فيقول للناس
انه أخطأ ، وان وجوده و وجود المسؤولين أمثاله قد أصبح جريمة في حق الوطن والمواطن
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق