عن الحرية والكرامة في
الاسلام ..
لقد شاء الله سبحانه ان يكون
الانسان مكرّما و مفضلا . قال تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر
ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم عن كثير ممن خلقنا تفضيلا ) الاسراء 70 .
ولما كان التكريم والتفضيل للانسان
اختيارا الهيا فقد اقتضت حكمته ان يمنحه الحرية المطلقة في اختيار ما يشاء في
الحياة الدنيا على مسؤوليته الكاملة .. ومنها نتعلم ان لا عبودية الا لله .. ولا
كرامة انسانية بدون حرية ..
ثم لما كان التكريم والتفضيل يشمل الناس جميعا ،
فان ذلك المبدأ كان يقتضي تحقيق العدل
والمساواة بين الناس .. قال تعالى : " ان أكرمكم عند الله أتقاكم " (
الحجرات ) ، وفيها يبرز معيار القرب من الله عـز وجل ، وهو العمل الصالح والتقوى
لا غير .. وفي نفس السياق تقريبا قال صلى الله عليه وسلم معـبرا عن تلازم مبدا
التكريم بالمساواة بين الناس ، عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : " سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أكرم ؟ قال : " أكرمهم عند الله أتقاهم " . وقال : " إن الله لا
ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " ..
ولعل من يتأمل فلسفة "
الاستخلاف " ذاتها ، يجد انها قد قامات منذ البداية على مبدأ القبول الحر من
المستخلف الذي سيحاسب على ما استخلف فيه ( الامانة ) .. وقد ورد معـنى القبول
للاستخلاف في القرآن من خلال التأكيد على
ان تلك المهمة الثقيلة رفضتها السماوات و الارض و الجبال وقبلها الانسان .. !! و هي وان كان فيها جانب مبهم ، الا انها واضحة الدلالة
على اثبات معـنى حرية الاختيار بقطع النظر عن التبعات . قال تعالى : ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن
يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً )(الأحزاب:72 ). .
الحرية و الكرامة الانسانية ثنائية
متلازمة . فلا حرية بدون كرامة ، ولا كرامة بدون حرية . ثم ان تلك الثانئية هي المتمّمة للعدل الاهي
. اذ بدون تلك الشروط الاساسية لا يستقيم
الحساب سواء بالعقاب أو بالثواب ..
هكذا بكل بساطة فهمها عمر بن
الخطاب : الانسان حـر .. حيث قال منذ خمسة عشر قرنا خلت : " متى استعبدتم
الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ " ..
ان منح الحرية و الكرامة للانسان هو تأكيد عن
رفع الوصاية على الناس طالما ان كل انسان سيعيش بتلك الامتيازات تحت الرقابة لينال
الجزاء المناسب في الآخرة .. وعليه فانه لا حجة لمسلم على مسلم الا النصيحة . قال
صلى الله عليه وسلم : " الدين النصحة " .. ولو كان في الاسلام كهانة أو
وصاية أو اكراه لما تكرّرنفس المعـنى في القرآن الكريم نفيا لتلك النزعات بمثل ما
ورد فيه من الآيات المحكمات واضحة الدلالة للخاص والعام ..
وهذه نماذج من آيات القرآن الكريم
التي تؤكد فعلا بكل وضوح أن لا وصاية على الناس في الاسلام حتى من الرسول صلى الله
عليه وسلم نفسه ..
* ( وما أرسلناك إلا كافة للناس
بشيرا ونذيرا ) 28 سبأ.
* ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض
كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) 99 يونس
* ( فمن شــاء فليؤمن ومن شــاء فليكفر ) 29 الكهف .
* ( ولو شــاء لجمعهم على الهدى ) 35 الأنعام .
* ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ) 118 هود .
* ( ولو شاء الله ماأشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل ) 107 الأنعام .
* ( من اهـتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولاتـزر وازرة وزر أخرى ) 15 الإسراء . * لعلك باغع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ، ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فضلت أعناقهم لها خاضعين ) 3 - 4 الشعراء . * ( أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار ) 19 الزمر .
* ( فمن شــاء فليؤمن ومن شــاء فليكفر ) 29 الكهف .
* ( ولو شــاء لجمعهم على الهدى ) 35 الأنعام .
* ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ) 118 هود .
* ( ولو شاء الله ماأشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل ) 107 الأنعام .
* ( من اهـتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولاتـزر وازرة وزر أخرى ) 15 الإسراء . * لعلك باغع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ، ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فضلت أعناقهم لها خاضعين ) 3 - 4 الشعراء . * ( أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار ) 19 الزمر .
* ( ولو شاء الله لجمعهم على الهدى
) 35 الأنعام .
* ( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ماأشركنا قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين )148-149 الانعام .
* ( لااكـــراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) 256 البقرة .
* ( وقل للذين أوتوا الكتاب والأمـيـيـن أء سلمتم فان أسلموا فقد اهـتدوا وان تولوا فإنما عليك البلاغ المبين والله بصير بالعباد ) 20 آل عمران.
* ( وما أرسلناك عليهم حفيظاً أن عليك إلا البلاغ ) 48 الشورى .
* ( وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ) 56 الفرقان .
* ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ) 43 الفرقان .
* ( إن أنا إلا بشير ونذير لقوم يؤمنون ) 188 الأعراف .
* ( إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ) 12 هود .
* ( قل ياأيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين ) 49 الحج .
* ( إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين ) 50 العنكبوت .
* ( إنما أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ) 119 البقرة .
* ( وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ) 105 الإسراء .
* ( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ماأشركنا قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين )148-149 الانعام .
* ( لااكـــراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) 256 البقرة .
* ( وقل للذين أوتوا الكتاب والأمـيـيـن أء سلمتم فان أسلموا فقد اهـتدوا وان تولوا فإنما عليك البلاغ المبين والله بصير بالعباد ) 20 آل عمران.
* ( وما أرسلناك عليهم حفيظاً أن عليك إلا البلاغ ) 48 الشورى .
* ( وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ) 56 الفرقان .
* ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ) 43 الفرقان .
* ( إن أنا إلا بشير ونذير لقوم يؤمنون ) 188 الأعراف .
* ( إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ) 12 هود .
* ( قل ياأيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين ) 49 الحج .
* ( إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين ) 50 العنكبوت .
* ( إنما أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ) 119 البقرة .
* ( وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ) 105 الإسراء .
* ( إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا
ونذيرا ) 45 الأحـزاب .
* ( لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ
أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ . ) 128 آل عمران .
* (
فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَـٰغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ ) 40 الرعد .
* ( إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ ) 56 القصص .
* ( لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ ) 272
البقرة .
( نشرية القدس عدد 91 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق