عملاء أمريكا ..
نقل الكاتب الامريكي ريتشارد ليبو
في كتابه ( لماذا تتحارب الامم ) ما جاء في استطلاع للرأي أجرته مجلة تايم على
قرائها في جميع انحاء العالم ، قال أنها : " سألت عن البلد الذي يشكل أكبر
تهديد للسلم العالمي في العام 2003 ، فحصلت كوريا الشمالية على نسبة 6.7 %
ممن أجابوا على الاستبيان وعددهم 700 ألف ، وحصل العراق على نسبة 6.3 %
، فيما حصلت الولايات المتحدة على نسبة مذهلة بلغت 86.9 % " .. ثم يضيف الكاتب العجوز
: " ان غزو العراق واساءة معاملة السجناء العراقيين ، وقتل المدنيين
باعتبارهم ضررا جانبيا ، واحتجاز الرعايا الاجانب لسنوات من دون تهمة في غوانتنامو
" .. قد ادى الى تغيير صورتها حيث انخفضت نسبة التاييد للولايات المتحدة في
بريطانيا " من 83% عام 2000 الى 56 % عام 2006 ".. وفي العام 2007
– يقول الكاتب – وجدت شبكة BBC
العالمية أن " 51 % ممن شملهم الاستطلاع في 27 بلدا
كانوا ينظرون الى الولايات المتحدة بصورة سلبية .." .. ثم يواصل في رسم
الصورة السيئة لبلده حتى يصل الى القول بأنها اصبحت " قوة مستبدة " ..
ان كل ما صرح به هذا الكاتب - المنحاز
لاسرائيل- من قول لا يقصد به انصاف الشعوب التي تضطهدها أمريكا بقدر ما يحاول
التضاهر بالموضوعية المصطنعة وهو يزيف كثير من حقائق التاريخ على غرار وصفه لحرب
الـ 48 بأنها حرب استقلال ..غـير أن ما جاء على لسان كاتب أمريكي تهمه بالدرجة
الاولى صمعة بلاده ومستقبلها انما يجعلنا نأخذ شهادته لنقارع بها عملاء أمريكا .. هؤلاء
الذين يخفون عمالتهم بالصداقة من الحكام العرب والاحزاب لا تكفيهم كلمة عملاء ولا
تفيهم حقهم ، بل هم أنذال مجرمين في حق شعوبهم و أمتهم .. وهم الذين يدينون
بالولاء لأكبر دولة عدوة للعرب منذ الخمسينات الى اليوم .. ويكفي ان نذكر ما فعلته
في العراق منذ سنوات كما قال الكاتب المذكور ، وما قدمته لاسرائيل طوال عقود للحفاظ
على تفوقها العسكري والتغطية عن جرائمها ضد العرب ، على غرار غدرها بالفلسطنيين
سنة 82 في المخيمات بعد ان تعهدت بحمايتهم .. وما قامت به في ليبيا خلال دعمها
لحملة الاطلسي .. ثم ما تقوم به من حشد حالي ضد سوريا و شعبها خدمة لاسرائيل ، حتى
نعرف من هي أمريكا .. لذلك يتساءل كل ذي عقل: ألهذا كله تستحق الولايات المتحدة الولاء
والصداقة والتعاون ؟ فمن هم الاعداء الذين يستحقون المقاطعة والمقاومة اذن ؟
( القدس عدد 89 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق