بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
مدونة الفكر القومي التقدمي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

لماذا يقف الاخوان المسلمون ضد سوريا ..؟

لماذا يقف الاخوان المسلمون ضد سوريا ..؟

ان ما يحدث اليوم من حشد وتجييش تقوده الولايات المتحدة الامريكية ، وتتبعها الانظمة الرجعـية بقيادة آل سعود وآل ثاني ، ومن ورائهم جميعا حركة الاخوان المسلمين التي تبحث لها عن موطئ قدم بين تلك الانظمة التي احتـظـنـتها على مدى عقود تروّضها وتهيّؤها للعـب نفس الدور في المنطقة ، حتى وصلت الى هذا الوضع الذي يرشحها اليوم  للقيام  بالمهمة التي تلقى على أساسها كل الدعم والمساندة ، لتكون الامينة على عرش سوريا في المستقبل ، وبديلا عن الحركات المسلحة الاخرى ، التي  لا يأمنون لها جانبا ..  
وهكذا أصبحت مصر بعد الثورة ومن قبلها تونس ، البلدان اللذان ارتبطت فيهما تحركات الاخوان ومواقفهم وسياساتهم تجاه سوريا ،  بما يخدم التنظيمات الاخوانية في الوصول الى السلطة ولو على حساب تدمير سوريا ، وفناء شعبها .. حيث عملوا ـ منذ البداية ـ  بكل جهدهم على اكمال الطوق الذي بدأه حلف النيتو بتسليمهم عرش ليبيا  ، فظلوا يحلمون بامبراطورية اخوانية  من تركيا شرقا الى تونس غربا .. 
ولعلهم في غمرة تلك النشوة بالنصر الذي تحقق لهم مرحليا عن طريق الانتخابات في كل من تونس ومصر، نسوا واجباتهم في الواقع ، والمهام التي انتخبتهم من اجلها الجماهير ، فانساقوا وراء أهوائهم ومصالحهم ، مندفعـين الى التحالف والاصطفاف الغـير مدروس ، ودون اعتبار لمصالح شعوبهم واقطارهم في علاقتهم بالخارج .. كما دفعـتهم انتهازيتهم العمياء  للاستئثار بالسلطة التي تعاملوا معها كغـنـيمة في الداخل .. وبادروا باقصاء كل القوى الشريكة معهم في المعانات طوال فترات الاستبداد والقهـر من طرف الانظمة الاستبدادية ..
وقد كان أول رد فعل تجاه الاحداث في سوريا ذلك  السلوك  الذي اتخذته الحكومة في تونس بقطع العلاقات معها واحتضان اول اجتماع لما يسمى أصدقاء سوريا .. كما سارت مصر تقريبا على نفس النهج داخليا بمحاولاتها التغـول على السلطة في ما بات يعـرف بأخونة الدولة ، و خارجيا بالاصطفاف وراء الصف المعادي لسوريا .. حيث جاء في هذا السياق تنضيم ما يسمى بـ " مؤتمر الامة المصرية " ، تحـت شعار " الامة المصرية في دعم الثورة السورية "  الذي أعلن فيه عن قطع العلاقات مع سوريا .. ثم احتضان ما سمي باجتماع علماء الامة الذي التأم في مصر في الفترة الاخيرة قـبـيل سقوط مرسي والذي ظهرت فيه كل المواقف الانعزالية المتطرفة .. والخطاب الطائفي الذي يحرض صراحة على الشيعة وهو ما ادى الى وقوع أحداث السحل في الشوارع والعدوان على الممتلكات الخاصة .. كما وقع الاعلان عن الدعوات التخريضية للذهاب الى سوريا وهو ما شكل عدوانا صريحا على امن واستقرارا شعـب عربي مسلم  يتعرض للعدوان الخارجي ، فضلا عن اثارة النعـرات والفرقة بين شعبين كانت تجمعهما دولة واحدة هي الجمهورية العربية المتحدة ..



                     فصل من فصول التآمرعلى سوريا ..


( نشرية الدس عدد 88 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق