في ذكرى
استشهاده : فرحات حشاد شهيد الحركة
الوطنية .. ورمز العـزة والكرامة والحرية ..
لقد كان العمل
النقابي منذ عهد الاستعمار مجالا للنضالات التي تستهدف الحرية و الكرامة قبل الخبز
.. وهكذا كان الزعماء النقابيون يفهمون العمل النقابي على اساس أنه كل شامل لا
يتجزأ .. ففي ظل الاستقلال لا يكون العمل النقابي الصحيح موجها ضد المستغلين على
قاعدة الحصول على بعض الحقوق بالتقسيط في ظل العبودية والاستغلال، بل على قاعدة
اقتلاع الاستغلال من جذوره للقضاء نهائيا على العلاقات الظالمة السائدة في المجتمع
..
أما في ظل الاستعمار فان
العمل النقابي يكون عبثا اذا كان مقتصرا على المطلبية الضيقة لتحسين وضع العمال .. وهكذا كان فرحات حشاد
ينظر الى العمل النقابي ، فكان ثوريا حقيقيا يناضل في الواقع من اجل فضح ممارسات
الاستعمار لاقتلاعه من أرض الوطن ، ولم يكن فقط يدافع عن حقوق العمال في ظل سيطرة
الرأسمال الاجنبي الاستعماري ، الذي جاء لنهب ثروات الوطن واستغلال ابنائه .. لذلك
انتهج أسلوب التحريض على الاستعمار بجميع مؤسساته ، مطالبا بخروجه دون قيد او شرط
.. فكان محرضا على العصيان و شن الاضرابات ، وخوض الاشكال النضالية الفعالة التي
تسند المقاومة الشعـبـية المسلحة ، وترهق كاهل المستعمر حـتـى تجـبـره على الرحيل ..
لذلك
فان تعاظم تأثير المناضل فرحات حشاد سواء في الداخل بين الاوساط العمالية والشعـبية
، أو في الخارج حين بدأ يسعى لبناء اتحادات في كل من الجزائر والمغـرب وليبيا
للمزيد من الضغط على السلط الفرنسية الى جانب دوره في الاتحادات العالمية بعد
انظمام تونس للاتحاد العالمي للعمال ، حيث تمكن من القيام بزيارات لاوروبا وأمريكا
للتعـريف بالقضية الوطنية .. وهو مالفت انتباه المستعمر لمثل هذا الدور الريادي
المتعاظم خاصة امام عجز السلطات الفرنسية على سجنه بفعل الشعـبية التي اصبح يمثلها
، فقامت
بالتخطيط للتخلص منه ، و هو ما حدث فعلا يوم 5 ديسمبر 1952 ..
ولهذا
كله فان فرحات حشاد لم يكن زعيما نقابيا فحسب ، بل كان زعيما وطنيا فذا ، يقف في
الصفوف الامامية للحركة الوطنية وهو الموقع الذي حوله الى ثائر يستحق التصفية في
نظر العدوّ .. فصار بذلك شهيدا وطنيا يهتدي به الشعب الى طريق العـزة و الكرامة ،
ورمزا للحرية والتضحية و الوفاء ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق